س وج.. تعرف على جذور الصراع الدموى بين الهند وباكستان.. الاحتلال البريطانى خلّف منطقة نووية على صفيح ساخن.. كشمير عالقة فى صراعات معقدة والأزمة اختبار جديد لواشنطن وبكين.. وعمران خان يطالب الهند بتسوية الأمور

الجمعة، 01 مارس 2019 04:15 ص
س وج.. تعرف على جذور الصراع الدموى بين الهند وباكستان.. الاحتلال البريطانى خلّف منطقة نووية على صفيح ساخن.. كشمير عالقة فى صراعات معقدة والأزمة اختبار جديد لواشنطن وبكين.. وعمران خان يطالب الهند بتسوية الأمور صراع الهند وباكستان هل يهدأ أم يتطور؟
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اثنان من الأشقاء المسلحين بالأسلحة النووية هما هند وباكستان مع تاريخ طويل من الصراع المسلح المتجدد منذ أمس أسبوع، وسط ضغوط على البلدين للقيام بعمل عسكرى أوسع.

 

فبشكل مفاجئ، اندلعت معارك جوية فوق إقليم كشمير، المتنازع، بين البلدين وتبادل الطرفان إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة وقذائف الهاون على طول خط حدود الأمر الواقع داخل إقليم كشمير، وسرعان ما أعلنت باكستان إنها تمكنت من إسقاط مقاتلتين هنديتين وأسر طيار.

 

نشب الصدام بعد يوم واحد فقط من اختراق طائرة هندية المجال الجوى للجزء الباكستانى من كشمير، وشنت هجوم بالقرب من بلدة بالاكوت. وقالت الحكومة الهندية أنها كانت تضرب معسكراً تدريبياً لجماعة جيش محمد، وهى جماعة إرهابية كانت مسئولة عن التفجير الانتحارى الذى وقع فى 14 فبراير الجارى، فى كشمير الجنوبية والذى أودى بحياة ما لا يقل عن 40 من القوات شبه العسكرية.

 

وبحسب وسائل إعلام غربية فإنه هناك مخاوف من تصاعد الأعمال العدائية بين البلدين، لكن هذا يعيدنا للخلف عقود طويله جيث بدأ ترتبط البلدين بعداء يعود لأكثر من 70 عاما.

ما هى جذور العداء ؟

عندما تخلى البريطانيون فى عن استعمارهم للهند فى أغسطس 1947، وافقوا على تقسيمها إلى دولتين: باكستان، مع غالبية مسلمة، والهند، مع أغلبية هندوسية. وكانت بنجلاديش فى البداية جزءاً من باكستان ولكنها حصلت على استقلالها عام 1971 بعد حرب قصيرة بين الهند وباكستان.

دفع الانفصال المفاجئ، ملايين الأشخاص إلى الهجرة بين البلدين وأدى إلى عنف دينى قتل جراءه مئات الآلاف. لكن ظل وضع جامو وكشمير، وهى دولة ذات غالبية مسلمة فى جبال الهيمالايا كان يحكمها أمير محلى، عالقا بين الهند وباكستان. وسرعان ما اندلع القتال، وأرسلت الدولتان قواتهما حيث احتلت باكستان ثلث الولاية واحتلت الهند الثلثين.

 

وعلى الرغم من أن الأمير وقع اتفاقًا على أن تصبح المنطقة جزءًا من الهند، فقد أوصت الأمم المتحدة لاحقًا بإجراء انتخابات للسماح للشعب بالبت فيها. لكن لم تجر هذه الانتخابات قط، وواصلت الدولتان إدارة حصصهما من الأراضى الأميرية السابقة بينما كانت تأمل كل منهما فى السيطرة الكاملة عليها. وتقوم القوات على جانبى "خط السيطرة" بإطلاق النار بشكل منتظم على بعضها البعض.تلجأ بعض الميليشيات إلى العنف فى الإقليم. وقد دعمت باكستان العديد من هؤلاء، كما دعمت الهند آخرين.

 

لماذا تفجر الوضع مجددا هذا الأسبوع؟

السبب المباشر هو التفجير الانتحارى الذى شنه شاب متشدد فجر قافلة من الشاحنات كانت تقل قوات هندية شبه عسكرية فى بولواما فى كشمير الجنوبية (القسم الهندى) فى 14 فبراير الجارى. ويمثل هذا أعنف هجوم فى المنطقة منذ 30 عامًا.

لكن فى وسط هذه الدمار، هناك عامل سياسى قوى يدفع الأمور نحو التصعيد، فرئيس وزراء الهند، ناريندرا مودى، يستعد لإعادة انتخابه فى مايو، وهو متلهف للانتقام من التفجير الذى أثار الغضب الشعبى. فى حين أن رئيس وزراء باكستان الجديد، عمران خان، الذى تم انتخابه العام الماضى بدعم من الجيش، يأمل أن يثبت أنه قادر على الوقوف فى وجه الهند، حتى مع ضعف اقتصاد البلاد.

 

هل يمكن للولايات المتحدة والقوى الدولية تهدأة الوضع؟

 دعا وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو ، القادة فى كلا البلدين لتجنب تصعيد الموقف. وقال أيضا إن باكستان يجب أن تتخذ "إجراء ذا مغزى ضد الجماعات الإرهابية التى تعمل على أراضيها".

وتلفت نيويورك تايمز إلى أنه منذ تولى دونالد ترامب منصبه فى البيت الأبيض، تحولت السياسة الخارجية الأمريكية بعيداً عن باكستان، وهو أحد البلدان الرئيسية التى تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية. وباتت إدارة ترامب تتجه نحو الهند، التى تعتبرها بمثابة الحصن ضد نفوذ الصين المتصاعد فى آسيا. لكن من جانب آخر، أصبحت الصين حليفاً وثيقاً وراعيًا ماليًا لباكستان، وحثت البلدين على ممارسة ضبط النفس. مما يجعل الأزمة اختبار جديد للقوتين العظمتين بشأن دفع حلفائهما نحو التهدئة.

 

ماذا يمكن أن يئول له الصراع الناشب ؟

فى حادثة مماثلة عام 2016، بعد أن هاجم متشددون قاعدة للجيش الهندى فى أورة بكشمير، عبرت القوات الهندية خط السيطرة ونفذت ما وصفته الحكومة بـ "ضربة جراحية" على معسكرات الإرهابيين هناك. وحصلت الحكومة الهندية على تعاطف العالم الغربى وقتها، إذ كان متفهما للضربة.

 

ولكن الآن، ومع سقوط الطائرة الهندية وإلقاء القبض على الطيار، يمكن للأمور أن تتطور كثيرا، وقالت ميرا ماكدونالد، الصحافية السابقة التى ألفت كتابين عن العلاقات الهندية الباكستانية: "من المستحيل الخروج من مثل هذا الوضع دون دوامة انتقامية". وبينما توقع سريام شوليا، عميد مدرسة الشؤون الدولية فى جامعة جيندال العالمية، أن يهدأ الصراع العسكرى قريباً، فإنه أعرب عن قلقه أن ينفذ المسلحون المدعومون من باكستان، هجمات إرهابية فى الهند.  

لكن اللافت أن "خان" حث الهند على تسوية الأمور من خلال المحادثات. وقال فى خطاب تليفزيونى: "كل الحروب الكبرى كانت بسبب سوء التقدير." "سؤالى إلى الهند هو أنه بالنظر إلى الأسلحة التى لدينا، هل يمكننا تحمل خطأ فى التقدير؟"

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة