فتحت والدة الشاب المحبوس لمدة 10 سنوات بمنزله فى الغربية خزائن أسرارها لأول مرة، متحدثة عن عقد من الزمان، وكواليس سنوات عشر، جعلتها تبتعد عن معاملة الجيران وبناتها وغلق الأبواب عليها وابنها.
ودخلت الأم فى نوبة هياج وشنت هجوما حادا على جيرانها وأهل قريتها وأقارب زوجها، لعدم قيام أحد منهم بمساعدتها، وتوفير حياة كريمة لها ولنجلها، قائلة: "بعد اللى حصل لابنى محدش يدخلى دار ولا حد من قرايبه".
وقالت عز أبوها إبراهيم على القلمى مواليد 17 فبراير 1959 والدة الشاب محمد، فى حديثها لـ"اليوم السابع"، "أنا عيشت طول عمرى راجل وحافظت على أولادى وفى الآخر خانونى وأنا متبرية من بناتى منهم لله واحدة منهم كسرت صباعى علشان معرفش أغسل هدومى، ومشفتش من البلد حاجة عدلة، واحد من البلد اتبرع بـ30 ألف جنيه للجامع وأنا مش لاقيه أصرف على ابنى، وأنا نفسى فى فلوس أصرف منها على ابنى محمد ومعاش له ويرجعلى سليم، ومش عاوزة حد يعملى حاجة فى البيت وربنا لما يكرم ابنى يبقى يجهزه ويتجوز فيه".
وأضافت: "نفسى ابنى يرجع بيته بالسلامة علشان أرد على كلام الناس، اللى قالوا إن ابنى عايش فى سجن وأنا قافلة عليه"، مؤكدة أن نجلها لا يستطيع أن يقف على قدميه.
وأشارت إلى أن نجلها كان يعمل مع ابن عمه فى المحارة، وكان يعمل فى زراعة البصل باليومية مع شخص يدعى بدر، وتوجهت له لطلب حق ابنه إلا أنه رفض، وهو ما أثر على صحة ابنها وقرر أنه يقفل على نفسه وميخرجش من البيت، مشيرة إلى أن شخصا يدعى "عبودة" دخل على نجلها فى غرفته وانهال عليه ضربا باليد، وأثر على نفسية ابنى ودخل فى اكتئاب.
وتابعت: "أنا بشحت من الناس علشان أجيب أكل لابنى"، مؤكدة أنها كانت أغلقت عليه المنزل ومنعته من الخروج خوفا عليه من كلام الناس أو أن يتطاول عليه أحد، مضيفة أنها ذهبت إلى الكهربائى لتركيب لمبة للغرفة التى يقيم بها نجلها وتصليح التليفزيون إلا أنه رفض، وبعد ذلك قامت بتغطيته بالبطانية "زيه زى الميت".
وأشارت إلى أن أبناء قريتها اتهموها فى شرفها، وأن هناك رجال أغراب يحضرون لمنزلها، مؤكدة أنها قامت بتربية أبنائها الثلاثة أحسن تربية ولم تنكشف على رجل غريب بعد وفاة زوجها.
وعن بناتها "وردة" و"نورا" قالت: "أنا ماليش بنات.. واتبريت منهم لأن اللى تكسرلى صباعى متبقاش منى.. وابنى العاجز باس إيدى فى المركز قدام الظباط وعقله يوزن بلد".
وأضافت أنها حملت نجلها على كتفها وطلبت منه أن يرتدى ملابسه، إلا أنه رفض وطلب منها أن تقوم بتغطيته بالبطانية، مؤكدة أنها قضت أكثر من 8 سنوات تخدمه بعدما أصبح عاجزا ويجلس وحيدا فى الغرفة.
وقالت: "أنا متسولة بشحت أكل ابنى من الناس علشان أعرف أكله، وأحرم نفسى وأديله وربنا كرمنى وشحت لحمة وفاكهة وأكلها لمحمد لما يرجع بالسلامة، لأنه أولى بيها منى ومن بناتى".
من جانبه قال الدكتور إبراهيم عطية أحد أهل قريتها إن والدة الشاب تعيش على مساعدات الناس، وأن نجلها "محمد" كان شخصا طبيعيا وكان يعمل باليومية، مشيرا إلى أن نجلها دخل فى حالة نفسية سيئة، وهو ما دفع والدته لغلق المنزل عليه بحجة أنها بذلك تحافظ عليه.
وأضاف أن والدته تعانى من اضطرابات نفسية وتحتاج إلى توقيع الكشف الطبى عليها، مبينا أن والدته كانت تخاف عليه خوفا شديدا من أن يتعرض لأذى من أبناء القرية، ودفعها تفكيرها البسيط إلى أن تغلق عليه وتبعده عن الشارع لتحافظ عليه.
كانت النيابة العامة بمركز قطور بالغربية، قد قررت إخلاء سبيل الأم المتهمة بحبس نجلها عاريا لمدة 10 سنوات داخل غرفة مظلمة بمنزلها؛ كما قررت النيابة إحالة نجل السيدة لمستشفى الصحة النفسية لإجراء الكشف الطبى عليه لبيان مدى قواه العقلية وحالته الصحية بعد طلب الأطباء بمستشفى قطور المركز إجراء الكشف النفسى عليه.
كما قامت النيابة العامة بإجراء المعاينة التصويرية لمنزل الشاب، وأجرت النيابة المعاينة بحضور طبيبة نفسية، وكذلك الدكتورة هند نجيب، مسئول أطفال بلا مأوى، وقررت تشكيل لجنة من وزارة الصحة، وكذلك لجنة من البيئة لمعرفة مدى صلاحية المنزل للمعيشة، كما استمعت النيابة إلى الأقوال الطبية، وتم بعدها إيداع الشاب داخل أحد المستشفيات النفسية لتلقى العلاج اللازم.
وطلبت النيابة العامة الدكتورة هند نجيب المدير التنفيذى لمشروع أطفال بلا مأوى لسماع أقوالها فى القضية، وذلك لكونها محررة المحضر ضد الأم، والتى تمكنت بالتنسيق مع الشرطة من إنقاذه.
عدد الردود 0
بواسطة:
mustafa
مأساه
واضح ان الام غير مستقرة نفسياً ويمكن انا يكون ذلك بسبب الظروف القاسية التي تعيشها وخوفها علي ابنها المهتز نفسيا من الشارع لديها بعض الحق مما نشاهده كل يوم لمعاملة بعض الجهلة للمهتزين نفسيا في الشارع ودفعهم للجنون .... اصعب جملة هي تبرع رجل للمسجد ب30 الف جنيه وهي مش لاقية تاكل ... طوفوا حول بيوت الفقراء