لم يكن يتخيل أحد من العاملين والمسئولين بشركة "م.د" أن سائقًا سبق له العمل معهم في الشركة، سيدفعه شيطانه إلى أن يقرر السطو عليها، تحقيقًا لرغبتين، الأولى هى الانتقام منهم لإنهائهم عمله معهم بسبب سوء سلوكه، والثانية لرغبته في توفير المال اللازم لسد حاجته وتوفير نفقاته الشخصية، ولكن الخطة التي رسمها السائق لم تسير وفق ما خطط لها، وانتهت بجريمة قتل وضعته خلف القضبان.
في ليلة سيطر الشيطان فيها على تفكيره قرر "أحمد.ش" 31 عامًا الاستيلاء على إحدى سيارات الشركة التي كان يعمل بها سابقًا، بمنطقة كرداسة، وشاركه تفكيره 3 من أصدقاء السوء الذين وافقوا هواه، ووضعوا خطة تقوم على تتبع سيارات الشركة، وخط سيرها واستيقاف أحدهم تحت تهديد السلاح، لإجبار سائقها على التخلى عنها؛ ومن ثم سرقتها.
وتنفيذًا للخطة التى وضعها المتهم الرئيسى "أحمد.ش" 31 سنة سائق، وشاركه في تنفيذها كل من "محمد.س" 28 سنة سائق، و"عيد.أ" 33 سنة سائق و"مصطفى.أ"، توجهوا جميعًا إلى مقر الشركة لمراقبة حركة السيارات، وحال رؤيتهم المجني عليه "مصطفى.س" يقود أحد السيارات، اعترضوا طريقه بسيارة يقودها المتهم الرابع ويملكها الثالث، وأجبروه على التوقف بعدما رفعوا في وجهه الأسلحة النارية.
واستولى المتهمون الأربعة على السيارة، وبعدما أنهوا مهمتهم؛ حدث ما لم يكن فى الحسبان، فقد رأى السائق المجنى عليه وجه صديقه القديم وتعرف عليه، وهو الأمر الذى جعله فى حيرة من أمره، فإذا تركه يرحله سيبلغ عنه، ويفتضح أمره وشركاءه، فقرر التخلص منه، فاصطحبه المتهم الثالث إلى منطقة نائية، وهناك أطلق النار عليه فسقط قتيلًا في الحال.
بداية اكتشاف الجريمة كانت مع رحلة البحث التي خاضها شقيق السائق الضحية للعثور عليه، بعدما اختفى لفترة طويلة، وانقطع عنهم ولم يعد إلى المنزل، وخلال تلك الرحلة اكتشف "محمود.س" أن زميل شقيقه السابق "أحمد" كان متواجدًا بالقرب من مسرح الجريمة فى وقت مزامن لوقت حدوث الواقعة، رغم علمه بانقطاع علاقته بالشركة، وكان ذلك بداية الخيط الذى قاد الأمن للإيقاع بعناصر العصابة كاملة.
وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة تورط "أحمد.ش" 31 سنة سائق فى قيادة تشكيل عصابى، والسطو المسلح على سيارة شركته السابقة "م.د"، وقتله سائق السيارة خوفًا من افتضاح أمره بعدما كشف هويته، وتمكنت أجهزة الأمن من القبض على المتهمين الثلاثة الأوائل، وإحالتهم للنيابة العامة التى باشرت التحقيق معهم، وإحالتهم لمحكمة الجنايات فور اكتمال أدلة الثبوت.
عقب تداول الجلسات وسماع مرافعتي الدفاع والنيابة العامة فى القضية، قضت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار فتحى عبد الله بيومى بالإعدام لكل من "أحمد.ش" 31 سنة سائق، و"محمد.س" 28 سنة سائق، و"عيد.أ" 33 سنة سائق؛ لاتهامهم بسرقة سيارة إحدى الشركات بالإكراه، والقتل العمد وحيازة أسلحة نارية وذخيرة، كما قضت بالسجن المؤبد للمتهم الأخير "مصطفى.أ".
