"الإنجيل برواية القرآن".. 70قولا من تعاليم يسوع ومعجزاته تقدمها النصوص القرآنية.. يوحنا المعمدان فى الكتاب المقدس يرد فى القرآن باسم يحيى.. للمسيح طبيعة فائقة فى النصين الإنجيلى والقرآنى والخلافات بينهما هامشية

الثلاثاء، 05 فبراير 2019 03:00 م
"الإنجيل برواية القرآن".. 70قولا من تعاليم يسوع ومعجزاته تقدمها النصوص القرآنية.. يوحنا المعمدان فى الكتاب المقدس يرد فى القرآن باسم يحيى.. للمسيح طبيعة فائقة فى النصين الإنجيلى والقرآنى والخلافات بينهما هامشية التأمل فى الكتب السماوية - أرشيفية
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

"الإنجيل" برواية القرآن" هو عنوان الكتاب الذى أصدره المفكر السورى الدكتور فراس السواح العالم المتخصص فى تاريخ الأديان والميثولوجيا حيث أصدرت دار التكوين طبعة جديدة من كتابه الذى أجرى فيه بحثا عن المقاربات بين النصين الإنجيلى والقرآنى، إذ يرى السواح أن الرواية القرآنية أشبه برواية تقوم على جدل مسيحى داخلى لا على جدل بين دينين مختلفين لنتوصل إلى نتيجة مفاداها أن الهوة اللاهوتية بين الطرفين ليست على الدرجة التى نظنها من الاتساع بعد أن ركز كلا الطرفين وطوال قرون عديدة على نقاط الاختلاف أكثر من تركيزهم على نقاط التلاقى.
 
روايات القرآن والإنجيل حول أسرة مريم ومولدها وحياتها. 
 
 
وأشار السواح، إلى أن الرواية الإنجيلية والرواية القرآنية يسيران على التوازى وتحتويان على العناصر نفسها.
 
 
 يبرهن الكاتب مستخدما السورة 6 (الأنبياء) على نبوة كل من زكريا ويحيى، وتضعهما ضمن سلسلة الأنبياء المعروفين لنا من العهد القديم: "ونوحاً هديناً من قبلُ، ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون، وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس، كل من الصالحين." (84:6-85). ونبوة يحيى هي مقدمة لنبوة عيسى، على ما نفهم من بشارة الملائكة لأبيه فى السورة 3 (آل عمران): "إن الله يبشرك بيحيى، مصدقًا بكلمة من الله، وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين." (39:3). والمقصود بتعبير "كلمة من الله" هنا هو عيسى الذي يدعى في القرآن بالكلمة في أكثر من موضع، ومنها قوله: "يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم." (3 مريم: 45).
 
 
وفي رواية لوقا، يظهر زكريا على أنه واحد من كهنة الهيكل، ولكن هنالك ما يشير إلى نبوته. فقد ظهر له ملاك الرب في محراب الهيكل وبشَّره بميلاد يوحنا، وملاك الرب لايظهر إلا للمختارين الذين هم فى حكم الأنبياء. وفى إنجيل يعقوب المنحول يظهر له الملاك أيضًا فى المحراب ليأمره بإجراء القرعة بخصوص من سيكفل مريم بعد انتهاء فترة اعتكافها فى الهيكل. وبعد ولادة ابنه يوحنا انحلت عقدة لسان زكريا وتنبأ على غرار أنبياء العهد القديم، الذين كانوا يتنبأون بعد أن يحل عليهم روح الرب: "وامتلأ أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلاً: مبارك الرب… إلخ." (لوقا 67:1-79).
 
أما عن نبوة يوحنا، فإن الأناجيل تنص عليها بشكل أكثر وضوحًا. فهو يدعى "بنبى العلى" (لوقا 76:1). وكما هو الحال في الرواية القرآنية، فإن يوحنا هو النبى الذى يظهر قبل مجيء المسيح ويمهد له الطريق. فعندما خرج للتبشير والتعميد بالماء لمغفرة الخطايا، قال بعض الناس لعله المسيح. فأجاب يوحنا الجميع قائلاً: "أنا أعمدكم بماء، ولكن يأتى من هو أقوى منى، الذى لست أهلاً أن أحل سيور حذائه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار." (لوقا 3: 16-15). ويسوع نفسه اعتبر رسالة يوحنا مقدمة لرسالته عندما قال فيه للجموع بعد مقتله: "ولكن ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبياً؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبى. فإن هذا هو الذى كُتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذى يهيء الطريق أمامك." (متى 9:11-10).
 
 
ونبوة يحيى تبتديء فى النص الإنجيلى منذ تخلُّقه فى الرحم حيث يمتليء من الروح القدس: "ومن بطن أمه يمتليء من الروح القدس." (لوقا 15:1). وهذا ما نجد له صدىً فى الرواية القرآنية: "وآتيناه الحكم صبياً." (19 مريم: 12).

أخلاق زكريا وزوجته فى النصوص المختلفة

تصف الرواية الإنجيلية أخلاق زكريا وزوجته أليصابات بقولها إنهما: "كان بارين أمام الله، سالكين فى جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم." (لوقا 6:1). وكذلك تقول الرواية القرآنية بتعابير مشابهة: "إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات، ويدعوننا رَغَباً ورَهَباً، وكانوا لنا خاشعين." (21 الأنبياء:90). ونلاحظ أن الرواية القرآنية لم تذكر اسم زوجة زكريا، وذلك جرياً على عادة القرآن فى إغفال ذكر أسماء زوجات الأنبياء، وذلك كقوله: امرأة لوط، وامرأة نوح، وامرأة عمران… إلخ.

ألقاب يسوع بين الإنجيل والقرآن

وقال السواح، إن القرآن الكريم أعطى ألقابًا لعيسى تزيد عما أُعطى لأى شخصية دينية من شخصيات الماضى. فهو النبى، والمبارك: "قال إنى عبد الله، آتانى الكتاب وجعلنى نبيًا وجعلنى مباركًا." (19 مريم: 30-31). وهو رسول الله، وكلمة الله، وروح الله: "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه." (5 المائدة: 171). وهو قولُ الحق: "ذلك عيسى ابن مريم قولُ الحق الذى فيه يمترون." (هنالك اختلاف فى إعراب كلمة "قول" الواردة فى هذه الآية. فالبعض يُشكِّل آخر الكلمة بالفتح ويقرؤها "قولَ" أى أقول قولَ الحق. والبعض يشكل آخرها بالضم ويقرؤها "قولُ" أى أن عيسى هو قولُ الحق، بمعنى كلمة الله. وقد اخترت القراءة الثانية.) وهو آية ورحمة: "ولنجعله آية ورحمة منا، وكان أمرًا مقضيًا." (19 مريم: 21). وهو مثلٌ: "إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلًا لبنى إسرائيل". وهو وجيه، ومقرب: "ووجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقربين." (3 آل عمران: 45). وقد حفِلت بأخباره ثلاث سور كاملة فى المصحف الشريف وهى "آل عمران" و"المائدة" و"مريم"، بالإضافة إلى ما ورد متفرقًا فى سور أخرى عبر الكتاب.

 

وقد ورد ذكره فى القرآن نحو 35 مرة، إما بصيغة عيسى، أو عيسى ابن مريم، أو المسيح ابن مريم، أو المسيح، أو المسيح عيسى ابن مريم. ولم يتفوق عليه فى عدد المرات التى ذُكر فيها إلا إبراهيم وموسى.

 

من الصعب العثور على جذر عربى للاسم عيسى؛ ومعظم مفسرى القرآن يرون أنه مشتق من الاسم الآرامي- السريانى "يشوع"، وهو ترجمة للاسم العبرانى "يُشو- وا" المختصر عن الاسم الكامل "يهو- شُوا" أى خلاص يهوه، أو يهوه مخلّصٌ. وإلى هذا المعنى أشار متَّى فى إنجيله عندما قال: "فستلد ابنًا، وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم." (متَّى 1: 21). وقد دُعى بالاسم يشوع عدد من شخصيات العهد القديم، أبرزهم يشوع بن نون خليفة موسى.

 

ومن الاسم يشوع جاءت التسمية اليونانية "ياسو"، أو "ياسوس" بعد إضافة حرف السين الذى يلحق أسماء الأعلام فى اللغة اليونانية. ومن "ياسوس" جاءت التسمية Jesus المستخدمة فى اللغة الإنكليزية، وأشكالها الأخرى فى بقية اللغات الأوروبية.

البشارة والحمل بين الإنجيل والقرآن

يذكر القرآن الكريم "إذا قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك، واصطفاك على نساء العالمين... إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم، وجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقربين. ويكلم الناس فى المهد وكهلًا، ومن الصالحين. قالت: ربَّ أنِّى يكون لى ولد ولم يمسسنى بشر؟ قال: كذلك الله يخلق ما يشاء. إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون. ويعلِّمه الكتاب والحكمة والتوارة والإنجيل، ورسولًا إلى بنى إسرائيل." (3 آل عمران: 42-49).

 

إذا انتقلنا إلى الرواية الإنجيلية، نجد أن قصة البشارة لا ترد عند متَّى. والملاك يأتى إلى يوسف، لا إلى مريم، لكى يخبره بحقيقة أمر الحمل لا ليبشره به: "لما كانت مريم مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا، وُجدت حُبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان بارًا ولم يشأ أن يشهِّرها. أراد تخليتها سرًا. وبينما هو يفكر فى هذه الأمور، إذ ملاك الرب قد ظهر له فى حلم قائلًا: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذى حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم." (متَّى: 1: 18-21).

 

لوقا وحده هو الذى يسوق لنا قصة البشارة كاملة: "فى الشهر السادس أُرسل الملاك جبرائيل من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال: سلام لك أيتها المُنعَم عليها، الرب معك. مباركة أنت فى النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه، وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك: لا تخافى يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيمًا، وابن العلى يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكه نهاية. فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك، فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يدعى ابن الله... لأنه ليس شيئا غير ممكن لدى الله. فقالت مريم: هوذا أنا أَمَةُ الرب. ليكن لى كقولك." (لوقا 1: 26-38).

معجزات يسوع بين الإنجيل والقرآن

وأكد المفكر فراس السواح، على أن 70 قولا من أقوال يسوع الواردة فى الأناجيل، قد ذكرت فى القرآن بسور مختلفة، أما أعماله فهى عبارة عن المعجزات التى قام بها لتثبت نبوته وقدرة الله تعالى، وتنقسم إلى نوعين النوع الأول وهو معجزات خارقة للطبيعة مثل الكلام فى المهد وبث الحياة فى الصور الطينية وإحياء الموتى والمائدة المنزلة من السماء، أما النوع الثانى فهو معجزات الشفاء التى ذكر منها القرآن الكريم شفاء الأبرص والأكمه وجميع هذه الأعمال لها متوازيات فى الإنجيل.

 







مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

د. هشام يحيى محمد أبو النجا

دين الإسلام والمعتقدات الإنسانية

الإنسان فى كل زمان ومكان فى حاجة ليفهم الكثير مما يحدث فى الكون وهناك الكثير من الظواهر لا يوجد لها فهم خاص إلا من خلال المعتقد الإنسانى الإيمان بأن هناك علم من الغيبيات لا نستطيع إدراكه بحواسنا ومن هنا كانت حاجة الإنسان إلى وجوب الإيمان بالله سبحانه وتعالى ولهذا لم يترك الخالق سبحانه وتعالى الإنسان وحيدا بل أرسل من بعض بنى البشر أنبياء ورسل  كرام عليهم جمعيا السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وبهذا الفهم للمعتقد يؤمن المسلم بكل ما جاء فى الكتب السماوية الموجودة حتى وقتنا هذا أما من يحاول تقليل الفروق الجوهرية إلى فروق هامشية فهذا من قبيل عدم الادراك الحقيقى بأن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذى يفصل بين عباده فيما هم مختلفون وسيظلون هكذا إلى يوم القيامة الشكر كل الشكر لكل من يحاول الفهم والادراك والعذر كل العذر لمن يحاول ويخطئ أيها الناس اقبلوا على الايمان بالله وحده لا شريك له وخلق حياة كريمة لكل البشر على إختلاف أديانيهم ولغاتهم وثقافتهم توحدوا تحت رأية الانسانية ولا تجعلوا الفهم الخاطئ للدين أيا كان نوعه مصدرا للتطرف أحبوا بعضكم يحببكم من خالقكم

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل جفلان

يجب فهم الأمر بعمق

أحسنت دكتور هشام وكفيتني مؤونة الرد . فقط أتوجه لوسائل الإعلام بأن الآمر يحتاج فهما دقيقا فمن يدعى ان الفروق طفيفة لم يفهم شيئا لا من الإنجيل ولا من القرآن . فهناك اختلاف كامل في العقائد لأن الأناجيل محرفة كما يعلم الجميع .وهذا الاختلاف لا يهدر حقوق النصارى لدى المسلمين وهي مبينة بشكل كامل في السنة النبوية المطهرة . فكفى تلاعبا على هذا الحبل لأن الأمر جد خطير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة