أحمد إبراهيم الشريف

الأورطة المصرية فى المكسيك

الثلاثاء، 05 فبراير 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكاية غريبة فى التاريخ السودانى المصرى هى حكاية «الأورطة المصرية فى حرب المكسيك» 1863-1867 بعضنا لا يعرف شيئا عن هذا التاريخ وبعضنا يعرف القليل، لكننا جميعا نتفق على سؤال واحد: ما الذى دفع بكل هؤلاء الجنود إلى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟
 
فى كتاب مهم للأمير عمر طوسون بعنوان «بطولة الأورطة المصرية فى حرب المكسيك» صدر ضمن سلسلة العبور عن الهيئة العامة لقصور الثقافة نجده يقول «أساءت حكومة المكسيك معاملة كثير من رعايا فرنسا وإنجلترا وأسبانيا، ونهبت أموالهم على إثر مطالبتهم لها بوفاء ما عليها لهم من الديون، فكان ذلك السبب الظاهر لهذه الحرب، ويقال إن الغرض الذى يسره نابليون الثالث فى قرارة نفسه ويرمى إليه من وراء هذه الحرب إنما هو تأسيس حكومة ملكية كاثوليكية فى المكسيك، ليضمن بذلك وجود التوزازن فى هذه البلاد مع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية».
 
ويتابع الكتاب أنه «عقدت هذه الحكومات الثلاثة النية على استخدام القوة المسلحة للحصول على مطالب رعاياها ووجهة كل منها حملة إلى المكسيك فى سنة 1761، لكن لم يلبث الخلاف أن دب بين هذه الدول فسحبت إنجلترا وأسبانيا جنودها من المكسيك فى إبريل سنة 1862 وقامت فرنسا وحدها بأعباء هذه الحرب».
 
ويقول الكتاب «خطر بفكر نابليون الثالث أن يرجو سعيد باشا والى مصر فى ذلك الحين أن يمده بآلاف من الجنود السودانيين فقبل سعيد باشا رجاءه غير أنه لم يرسل سوى أورطة مؤلفة من 453 جنديا بين ضباط وصف وضباط وعسكر»، مات فى السنة الأولى منها أكثر من 60 إنسانا.
 
ومما يذكره الكتاب خطابا من الخديو إسماعيل سنة 1864 إلى الأورطة المصرية فى المكسيك يقول فيه:
 
إلى محمد ألماس أفندى وكيل الأورطة السودانية بالمكسيك:
 
قد عرضت على مسامعنا عريضتكم محتوية على الأخبار التى حصلت منكم، ومن ضباط الأورطة السودانية المصرية من الثبات والإقدام فى الحرب أمام من قابلكم، وما أبديتموه من الشجاعة والمهارة، وما توجه به الالتفاتات إليكم من الدولة الفرنسية.
 
ولقد ارتحنا غاية الارتياح لما ظهر منكم حيث حافظتم على الشرف الذى حصلتم عليه من الحكومة المصرية واستوجبتم أنتم ومن معكم من الضباط جميل الثناء والحمد على ما بدا منكم، وأقصى آمالنا حصول ازدياد نشاطكم واجتهادكم مع امتثالكم وامقيادكم للأوامر والتنبيهات التى تصدر من جناب الجنرال قائد الجيش الفرنسى، حيث إن حصول سرورونا إنما يكون بحصول سرور الجنرال المشار إليه، وسرور الدولة الفرنسية منكم ومن كل أفعالكم وحركاتكم».
 
كتاب يستحق القراءة وتاريخ يستحق المعرفة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة