أبناء يسيرون على درب الأجداد بعادات تعود لآلاف السنين.. الزواج المبكر و"القايمة" أبرز طقوس الارتباط عند الفراعنة.. ذكرى الأربعين وتوزيع رحمة على روح المتوفى متوارث.. واستخدام القلم الأحمر للمدرس عادة القدماء

الإثنين، 04 فبراير 2019 02:00 م
أبناء يسيرون على درب الأجداد بعادات تعود لآلاف السنين.. الزواج المبكر و"القايمة" أبرز طقوس الارتباط عند الفراعنة.. ذكرى الأربعين وتوزيع رحمة على روح المتوفى متوارث.. واستخدام القلم الأحمر للمدرس عادة القدماء بيت الولادة فى معابد فيلة
أسوان ندى سليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كثير من العادات والطقوس التى نمارسها خلال حياتنا، يعود أصلها لآلاف السنين وتحديدا فى العصور الفرعونية القديمة، فمثلما نتشابه مع أجدادنا الفراعنة فى الشكل والسمات الجسمانية تجمعنا بهم أيضا صفات مشتركة وعادات توارثناها منهم على مدار السنوات لم تتغير بمرور الزمن، ولو بحثت فى تاريخ مصر الفرعونية ستكتشف أن ما نفعله اليوم قد فعله أجدادنا بالعصور القديمة.

ويستعرض "اليوم السابع" أهم هذه الطقوس والعادات التى ما زالت موجودة حتى الوقت الراهن ونمارسها دون التعرف على أصلها.

 

"الأربعين" للمتوفى وتوزيع "الرحمة" على الأطفال عادات من آلاف السنين

وكشف الدكتور أحمد صالح، الباحث الأثرى، أن من أهم الطقوس الجنائزية التى نحرص على ممارستها وهى تعود إلى عصور مصر القديمة، هى ذكرى الأربعين للمتوفى، مشيرا إلى أن المصرى القديم كان يكرم المتوفى من خلال تحنيطه وكانت تستمر هذه الفترة 70 يوما يقوم خلالها باستخراج أحشائه ومعالجة جسده من المياه، ثم تبدأ مرحلة تمليح الجسد التى تستغرق مدتها 40 يوما، وعند انتهائها يحتفى أقارب المتوفى ببعض الطقوس الجنائزية تكريما وتخليدا له.

وأشار "صالح"، لـ"اليوم السابع"، إلى أن من أهم الطقوس الجنائزية التى نمارسها أيضا هى زيارة المقابر وتوزيع بعض المأكولات للأطفال ونطلق عليها "رحمة" على روح المتوفى، فمن المدهش أن المصرى القديم كان يمارس هذه العادة بتوزيع الوجبات على الصغار عند زيارة الموتى، كما أن الملوك كانت تخصص وقفا لجمع الأموال لتوزيع الوجبات على الأطفال عند المقابر.

 

المصرى القديم صاحب عادة قصر استخدام القلم الأحمر على المدرس

وأوضح الباحث الأثرى أحمد صالح، أن من العادات التى نمارسها حتى الوقت الراهن قصر استخدام قلم الحبر الأحمر على المعلم فقط، فذلك أيضا عادة من حقبة مصر الفرعونية وكان المعلم يكتب رؤوس الموضوعات بالقلم الأحمر فى حين يكتب التلميذ بأى لون آخر، كما أن عادة تحريك القلم قبل استخدامه كان يحرص عليها المصرى القديم لنثر الحبر بالفرشاة وكان يتلو خلال هذه المهمة بعض النصوص الدينية لإله الحكمة والمعرفة.

 

الزواج المبكر أبرز العادات التى توارثناها من مصر الفرعونية

ومن العادات التى ورثناها  من الفراعنة الزواج المبكر، فكان الحكماء فى مصر الفرعونية ينصحون الشباب بالزواج فى سن مبكرة وكان الحكام والملوك يحكمون على الشباب والفتيات بالزواج مبكرا، مثلما حدث مع الملك توت عنخ آمون الذى تزوج وكان عمره 12 عامًا من الملكة عنخ اسن آمون، وكان يتم إبرام عقد للزواج ولابد من وجود شهود على هذا العقد. 

ومن طقوس الزواج التى ورثناها عن أجدادنا منذ آلاف السنين إلزام الزوج بكتابة قائمة المنقولات والتى تعرف بـ"القايمة"، حيث أوضح "صالح"، أن المصرى القديم كان يحرص على حفظ حقوق الزوج والزوجة إذا حدث خلاف بينهما، وكان يتم إبرام عقد يكتب به الزوج والزوجة المنقولات الموجودة فى عش الزوجية، وإذا قام الزوج بخيانة زوجته فمن حقها الحصول على كل هذه المنقولات، وإذا قامت الزوجة بالخيانة فيحق للزوج الحصول على ما ورد بهذا العقد فضلا عن العقوبات التى كانت تقرر على الزوجة الخائنة بعد ثبوت تهمة الزنا عليها.

وأوضح الباحث الأثرى أحمد صالح، أن من بين هذه الطقوس عادة "السبوع" للمولود الجديد، مشيرا إلى أنها تعود للعصر اليونانى الرومانى وظهرت فى أسطورة إيزيس وأوزيريس، من خلال ما يعرف ببيت الولادة الذى موجود آثاره حتى الوقت الراهن بمعبد فيلة، مضيفا أنه كان يتم اختيار اسم المولود وفقا لارتباطه بلحظة ميلاده مثلما يحدث الآن.

وهناك أيضا العادة الفرعونية الأشهر وهى الاحتفال بعيد شم النسيم، حيث أوضح الباحث الأثرى أن المصرى القديم كان يحرص خلال عيد الربيع بالاحتفال بموسم الحصاد من خلال جمع أسرته للتنزه بالحدائق العامة المطلة على النيل وتناول البيض والبصل الأخضر والأسماك المملحة والتى عرفت فيما بعد بـ"الفسيخ"، مثلما نفعل كل عام ونحتفل بشم النسيم بتناول هذه الأطعمة. 

ومثلما يعشق المصريون المولد وزيارة الأضرحة، كان المصرى القديم يقيم الموالد فى فناء المعابد، حيث يحرصون على تقديس الشخصيات ويزور مقابرها مثل شخصية أمحوتب الذى بنى الهرم المدرج للملك زوسر، وكانت الموالد تقام بها عروض مسرحية ودرامية فضلا عن حلقات الموسيقى مثلما يحتفل المصريين الآن.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة