سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 فبراير 1942.. السفير البريطانى ينصح النحاس برفض تشكيله حكومة «انتقالية» والملك فاروق يستدعى رؤساء الأحزاب للتشاور

الأحد، 03 فبراير 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 فبراير 1942.. السفير البريطانى ينصح النحاس برفض تشكيله حكومة «انتقالية» والملك فاروق يستدعى رؤساء الأحزاب للتشاور الملك فاروق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استدعى الملك فاروق رؤساء الأحزاب والمتكلمين باسمها صباح 3 فبراير «مثل هذا اليوم 1942» لمقابلته، وتوافد المدعوون بعد الظهر، حسب الدكتور محمد حسين هيكل باشا فى الجزء الثانى من مذكراته «مذكرات فى السياسة المصرية»، مضيفا: «تطلع الناس من كل صوب إلى ناحية القصر، يريدون أن يعرفوا من ذا يقع عليه اختيار الملك ليؤلف الوزارة الجديدة».. «راجع- ذات يوم 2 فبراير 2019».
 
يذكر «هيكل باشا» أسماء الذين توجهوا للقصر الملكى، وهم: مصطفى النحاس باشا رئيس الوفد المصرى، أحمد ماهر باشا رئيس الهيئة السعدية، حلمى عيسى باشا رئيس حزب الاتحاد، حافظ رمضان باشا رئيس الحزب الوطنى، ومحمد حسين هيكل باشا رئيس الأحرار الدستوريين.. يضيف: «كان المتوقع أن يكلف الملك، النحاس باشا أو الدكتور أحمد ماهر «باشا» بتأليف الوزارة الجديدة، على أن تكون ائتلافية تضم الأحزاب كلها جهد المستطاع، وكان بعضهم يستبعد تكليف «ماهر باشا» لمرضه».
 
يتذكر هيكل باشا أن لقاءه بالملك كان بعد لقاء الملك بالنحاس باشا وماهر باشا.. ويذكر أنه قال للملك: «أرجو أن يكون النحاس باشا قبل تأليف وزارة قومية من جميع الأحزاب؟. قال الملك: حدثته فى ذلك طويلا أريد إقناعه، ولكنه لم يقتنع بعد، وقد أراه غدا مرة أخرى».. وطمأنه الملك: «ستمر هذه الأزمة الوزارية كما مرت غيرها من قبل، وسنجد رئيس الوزارة الجديدة على نحو ما وجدنا حسن صبرى ثم حسين سرى».. انصرف هيكل باشا، وفى طريق خروجه مر على أحمد حسنين باشا رئيس الديوان، وقص عليه ما دار، فطمأنه حسنين باشا: «الأمر سينتهى إلى تأليف وزارة قومية تواجه الموقف، فذلك ما أشار به جميع الذين قابلوا الملك، وذلك رأى الملك».
 
وفيما كان فاروق مشغولا بلقاءاته، كان السفير البريطانى «كيلرن» يواصل نشاطا سريا لإجبار الملك على تنفيذ رغبته.. وحسب الجزء الثانى من مذكراته ترجمة «عبدالرؤوف أحمد عمرو»، يكشف: «كانت فرصة مناسبة جدا أن طلب منى أمين عثمان باشا «وزير المالية فى حكومة الوفد 4 فبراير 1942»، أن يقابلنى بصفة شخصية هذا الصباح «الساعة 11»، وأوضح أنه حضر لمقابلتى نيابة عن النحاس، وبمجرد أن أكد لى أن النحاس مستعد تماما أن يقوم بدوره لو ناصرته، قلت له: أعتقد أن النحاس يجب أن يدرك وجهات نظر وزارة الخارجية البريطانية التى وردت إلى بكل صراحة فى تقرير لها، وبدون شك فإنى سوف أثير مع النحاس هذه النقاط بشكل مباشر فيما بعد إذا ما ألف الوزارة بالشكل الذى أريده».. يؤكد «كيلرن»: «سألنى أمين عثمان عن الاتجاه الذى أنصح النحاس بضرورة الالتزام به قبل أن أهم بمقابلة الملك بعد الظهر، فقلت له: «عليه بالطبع أن يبدى رأيه، ولكن أرى أن يرفض أى عروض بحكومة انتقالية، فهى بمثابة مناورة من القصر لتلفيق الأمور والاستمرار فى حياكة الدسائس.. قال عثمان، إنه سيقابل النحاس ليرى ماذا يمكن أن يقول له».
 
يكشف كيلرن، أنه قضى وقتا هادئا حتى الساعة الثانية والربع بعد الظهر، عندما حضر أمين عثمان حاملا رسالة من النحاس تشير إلى أنه كان يرى تشكيل حكومة انتقالية، ولكنه الآن وفى هذا التوقيت ضد الفكرة لأسباب، من بينها، أوضاع الدولة المتردية، وامتلاء القصر بالدسائس والمكائد، وخضوع بعض العناصر من الائتلاف الوزارى للملك.. يذكر كيلرن: «بعد مناقشات مثمرة أبديت خلالها ميزات الاستعداد لتكوين حكومة ائتلافية أمليت الآتى لكى ينقله أمين عثمان إلى النحاس: «على النحاس أن يخبر الملك فاروق بأن الموقف سيئ للغاية، حتى إنه ليس لديه أدنى ثقة فى التعاون المخلص للأحزاب الأخرى، والخوف من المكائد المحتملة حتى أنه يقترح أن العلاج الوحيد هو «حكومة وفدية بالكامل»، ليتمكن من أن يتحمل مسؤولياته والقيام بالمهام المطلوبة منه، ومن ثم فمن المستحسن الأخذ فى الاعتبار فيما بعد.. 1 - حصة معينة من المقاعد فى انتخابات عامة للأحزاب الأخرى.. 2 - من المستحسن كرمز للائتلاف تكوين هيئة استشارية من الأحزاب الأخرى».
 
يؤكد كيلرن، أن عثمان اتصل به تليفونيا ليقول له: «إنه لم يتمكن من مقابلة النحاس الذى ذهب مباشرة إلى القصر قبل أن يتمكن من أن يبلغه مضمون الرسالة».. يكشف «كيلرن» أن أمين عثمان حضر إليه الساعة السادسة ليخبره بنتيجة محادثات النحاس مع القصر، وخلاصتها أنه رفض طلب الملك بتشكيل حكومة ائتلافية.. ويكشف «كيلرن»، أنه فى الساعة 7 أرسل إلى حسنين باشا ليحضر فى السفارة، وأخبره بأنه علم ما دار مع النحاس فى القصر، وقال له بحسم: «من المحتم أن يستدعى النحاس إلى القصر، ويطلب منه تشكيل الحكومة، وسأدعو مجلس الدفاع للاجتماع فى تمام الساعة 10 صباح الغد».. يؤكد كيلرن: «حاول حسنين أن يتملص من الموقف ويراوغ، ولكنى وضحت له بكل حزم أن الموقف يحتم ذلك».. فماذا حدث فى اليوم التالى؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة