مجلة بريطانية: إعلان استقالة ظريف يكشف صراعًا مستترًا على السلطة فى طهران

الخميس، 28 فبراير 2019 04:00 ص
مجلة بريطانية: إعلان استقالة ظريف يكشف صراعًا مستترًا على السلطة فى طهران وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن إعلان وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف مؤخرا استقالته عبر موقع التواصل الاجتماعى (انستجرام)، يعد خطوة أخرَجت إلى العلن صراعًا مستترًا على السلطة فى طهران.

ونوهت المجلة عن أنه لم تكد تمض ساعات قليلة من إعلان ظريف حتى احتدم الخلاف بين معسكرَى إيران المتنافسين: الأول الذى يسعى للتواصل مع الغرب؛ والآخر المتعطش إلى المواجهة.


وأوضحت "إيكونوميست" بأن حكومة الرئيس المنتخب حسن روحانى ضغطت على جواد ظريف لكى يبقى فى منصبه؛ أما السلطات غير المنتخبة المدعومة من قوات الحرس الثورى الإيراني، والتى يقودها متشددون، فقد احتفلت برحيل ظريف عن منصبه – فى مشهد صراع داخلى على السلطة نادرًا ما ينكشف على هذا النحو.


ولفتت المجلة إلى أن روحانى بررّ رفض الاستقالة بأنها "ضد مصالح إيران"، فى ظل انتشار دعوات على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" تنادى ببقاء ظريف، فضلا عن مطالبات من عدد من أعضاء البرلمان ببقائه، حتى أن العديد من السفراء هددوا باللحاق به.


على الجانب الآخر، رصدت المجلة إسراع وسائل إعلام موالية للحرس الثورى بتأكيد رحيل ظريف، حتى أن أحد أعلى الأصوات التلفزيونية الموالية للحرس الثوري، وحيد يامين بور، احتفل وهو فى الجو على متن طائرة برحيل ظريف.
وفى نفس المعسكر، يدعو متشددون إلى رحيل الرئيس روحانى ذاته .. أما المرشد الأعلى الإيراني، على خامنئي، صاحب القول الفصل، فلم ينبس ببنت شفة حتى الآن.


ورأت "إيكونوميست" أن خطوة ظريف الاحتجاجية جاءت بمثابة تعبير مبرَّر عن إحباطه مما يحظى به المتشددون من نفوذ؛ وقد حجبوا جهوده الرامية لشطب اسم إيران من القائمة العالمية السوداء الخاصة بالدول الراعية للإرهاب. 
ولفتت المجلة إلى أنه وفى زيارة الرئيس السورى بشار الأسد غير المعلنة لطهران يوم الاثنين الماضي، وهى زيارة الأسد الأولى لإيران منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011 – فى هذه الزيارة تم استبعاد جواد ظريف من أعمال التحضير لها، فيما تولى المهمة بدلا عنه قائد الحرس الثورى قاسم سليماني.


ونقلت المجلة عن الباحث الإيراني–الإيطالى بيجمن عبد المحمدي، القول إن "قادة الحرس الثورى والمحافظين حول خامنئى يريدون حكومة أكثر راديكالية".


ولفتت إلى أن وحدات الاستخبارات الموالية للحرس الثورى أجبرت العديد من وزراء روحانى على الاستقالة، بل واتهمتهم بالتواطؤ مع الموساد الإسرائيلي.


وفى ذلك يقول، كاوه مدني، وهو مسؤول إيرانى بارز فرّ إلى أمريكا العام الماضي، "إنهم يحاولون حجْب كل شيء، والسيطرة على كل شيء".


وبحسب الإيكونوميست، فإن تلك الوحدات الاستخباراتية الموالية للحرس الثورى كثّفت من عمليات اعتقال الإيرانيين الذين يحملون جنسيتين، على أسس واهية معظمها تتعلق بتُهم التجسس.


وحذرت المجلة البريطانية من أن قادة الحرس الثورى الإيرانى سيُهلّلون حال الإلغاء الرسمى اللاتفاق النووى الذى لا تزال تتشبث به دائرة روحاني، كما أن هؤلاء القادة لا يجفلون من تصاعد احتمالات المواجهة مع دول الجوار، كما لا يبالون بالعقوبات الاقتصادية الأمريكية لأن تلك العقوبات تساعدهم فى حماية مصالحهم المالية التى يحصلون عليها مستفيدين من حالة التنافس الدولية القائمة.


وتابعت المجلة البريطانية بالتنويه عن أن هؤلاء القادة فى الحرس الثورى الإيرانى مستفيدون من العزلة الدبلوماسية عن الغرب، والتى أمضى جواد ظريف السنوات الخمس الماضية فى محاولة إنهائها.


واختتمت المجلة قائلة: "حتى الآن يبدو أن روحانى استطاع إقناع ظريف بالبقاء فى منصبه، لكن ربما وجد الرجلان (روحانى وظريف) نفسيهما مضطرين فى النهاية إلى تسيير مركب السياسة الخارجية الإيرانية على هوى قادة الحرس الثوري".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة