أكرم القصاص - علا الشافعي

قاموس الصعايدة.. لغة واحدة ولهجات متعددة.. "إجلح" و"رطاط" و"قعمز" و"مرطوط" و"قرقوش" و"شلولو" و"ويكه" و"زقلة" كلمات لا يعرفها أبناء الوجه البحرى.. وأديب أسيوطى يؤلف كتابا عن لهجة أهل الجنوب للحفاظ على التراث

الأربعاء، 27 فبراير 2019 02:00 م
قاموس الصعايدة.. لغة واحدة ولهجات متعددة.. "إجلح" و"رطاط" و"قعمز" و"مرطوط" و"قرقوش" و"شلولو" و"ويكه" و"زقلة" كلمات لا يعرفها أبناء الوجه البحرى.. وأديب أسيوطى يؤلف كتابا عن لهجة أهل الجنوب للحفاظ على التراث درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي
أسيوط ـ محمود عجمي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتميز أهل الصعيد بلغتهم الخاصة التى تضم بداخلها مئات اللهجات، كما تتميز محافظات الجنوب بعادات كثيرة عن محافظات الوجه البحرى.

وفى هذا الصدد، قال درويش الأسيوطى الكاتب والشاعر الصعيدى، لـ"اليوم السابع"، إنه قام بتأليف قاموس للهجة الصعيدية مكون من ألف صفحة، جارى الانتهاء من طباعته ونشره ضمن مجموعة أعمال ثقافية، مضيفا: "ليه ما نعملش معجم الألفاظ الشعبية للصعيد ويتم عمل لكل كلمة معناها والدليل عليها إما من مثل شعبى أو أغنية أو حدوته"، وذلك للحفاظ على التراث الصعيدى من الانقراض، وأهميتها فى توريث التراث المصرى صحيحا لأولادنا خاصة أن الأجيال الجديدة تتعلم لغات وتنسى تماما هويتها المصرية الأصيلة".

وأوضح درويش الأسيوطى، أن اللغة الشعبية فى مصر تشتمل على مجموعة من اللهجات المتميزة التى يتم الحديث بها يوميا فى الشارع المصرى، وتأتى أولى اللهجات "البحراوية" وهى لهجة أهالى الوجه البحرى ويتحدث بها أهل الدلتا والقاهرة لغاية حدود محافظة بنى سويف، وتأتى اللهجة الثانية لأهل الصعيد وتشمل محافظات "المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان"، ولهجة أهل النوبة، وهذه لغة خاصة غير مكتوبة، ويضاف أيضا اللهجة البدوية وتنتشر فى سيناء ومطروح والسلوم وكل المناطق الصحراوية حتى فى الصعيد الشرقية أو الغربية تتحدث اللهجة البدوية، والوادى الجديد لا نستطيع أن نصنفهم كلهجة مستقلة لأنه تم تعميره من الوادى القديم، كما أن بعض المصريين المسيحيين يستخدمون اللغة القبطية فى بعض الصلوات والترتيلات.

وأشار "الأسيوطي"، إلى أن اللهجة البحراوية ينطقون حرف "ق" كهمزة أما فى الصعيد والبدوية ينطقونها "قاف" يمنية، كمثل كلمة "قال وقولنا" أما فى الوجه البحرى يقولون "يا وابور أولى رايح على فين" فهنا القاف تحولت إلى همزة؛ مشيرا إلى أن اللهجة البحراوية هى السائدة فى الإعلام والدراما فى معظم الأوقات وإن كانت اللهجة الصعيدية أصبحت من اللهجات التى تستخدم فى كثير من الأفلام والمسلسلات فى الآونة الأخيرة.

وتابع: "اللهجة أو اللغة الموجودة فى محافظات الصعيد تختلف اختلافات طفيفة جدا، حيث لا يمكن أن نقول عندنا عدة لهجات، إحنا عندنا لهجة أساسية واحدة ولكن فى تنوع عليها، فمثلا بعض القرى تنطق الـ"ج" "د" فيقولون "دبنه" بدلا من "جبنة" و"دينا" بدلا من "جينا"، كما أن بعض القبائل موجودة فى بعض القرى المصرية تنطق حرف "ج" أقرب منها إلى "ش" منه إلى الجيم يعنى جيم معطشة".

وأضاف درويش الأسيوطى، أنه توجد بعض القرى تستخدم الكلمة بطريقة معينة فى النطق مختلفة ولكن هى هى الكلمة ولها نفس الدلالة ولكن تختلف قليلا فى النطق مثلا بعض القرى تستخدم ضمير الجمع للتعبير عن المفرد، كما تستخدمها الإسكندرية يقولون "إحنا" وهو يقصد نفسه واحد، بينما بقية أهل القرية لا يستخدمون تلك الكلمة.

وأشار الأسيوطى، إلى أن المفردات الموجودة فى اللهجة العامية فى الصعيد يمكن ردها إلى اللغات الأصلية ولكن المواطن الصعيدى استخدم هذه المفردات بشكل مختلف منها كلمة "فرعون" وهى من الكلمات غير العربية، وجاءت من اللغة المصرية القديمة والتى تعنى "البيت الكبير" أو "صاحب البيت الكبير" وأصلها "برعون" وعندما استخدمها المواطن المصرى حولها إلى مفرده استنبط لها فعل كمثال "يا فرعون إيش فرعنك" وهكذا عمل فى كل المفردات.

وأوضح أن كلمة "بعبع" والتى يتم استخدامها فى الحياة اليومية هى كلمة فرعونية بمعنى "عفريت"، يقابلها مفردة أخرى يتم استخدامها وهى "دويلو" كلمة يونانية بمعنى عفريت ولكننا نستخدمها استخدامات أخرى، وهناك كثير من المفردات الموجودة فى اللهجة الصعيدية من الصعب جدا لغير الصعيدى أن يفهم دلالتها ككلمة "لاسا" كثيرة من الصعايدة الذين يعيشون فى المدن لا يعرفون دلالاتها ولكن يقصد منها روث البهائم المختلط بالتراب فيطلق عليه "لاسا"، وكلمة "دلقيشة" مفردة غير مستخدمة فى الوجه البحرى ولا حتى فى اللهجات الأخرى، وتعنى كوز الذرة الرفيعة لما يتخلص من الحب ويفضل القش الخاص به .

وأشار إلى أنه حينما قرأ الكتاب المترجم الفرنسى جاستون ماسبيرو "الأغانى الشعبية فى صعيد مصر"، وجد العديد من الأخطاء اللغوية الصعيدية، وقام بتأليف كتاب "جنايات الرواية والسطو والتأويل على الأغانى الشعبية فى صعيد مصر" وتم إيضاح الاختلاف التأويل للمفردات من قبل من قاموا بترجمة كتاب العالم الفرنسى للغة العربية، منها كلمات "جلوة العروس" وتعنى إزالة الشعر الزائد عند العروسة فى ليلة تسبق ليلة الحنة، وكلمة "المنطقة" يقصد بها حزام من النسيج القطنى أو الحرير تستخدمها السيدة فى تثبيت الهدوم فى وسط الجسم، وكلمة "زراقة" أو "المزراق" وهى قطعة من الحديد المخروطة وتركب على يد خشبية وتستخدم فى القتال، وأيضا كلمة "المغبون" وتعنى الغاضب أو الزعلان المظلوم، ومن المفردات أيضا "محرمته" والمحرمة هى ما يسمى الآن بالفوطة أو البشكير وأخذ اسمه من لباس الحاج، وأيضا كلمة "شلاتى" وهى نوع من الملابس عبارة عن أشرطة كانت تلبس داخل حجرة النوم، وأيضا كلمة "شق اللحود" وتعنى السير وسط المقابر.

وعن أبرز الكلمات التى يتم ترديدها بين أهالى الصعيد، قال سيد يوسف من أهالى محافظة أسيوط، إن اللهجة الصعيدية تحتوى على كلمات عديدة يتم تريدها فى القرى منها "كحت" وتعنى "حفر" و"سليقة" وتعنى "شربة" و"الدمس" وتعنى "الفول المدمس" و"المقلاية" وتعنى "الطاسة" و"الكحروتة" وتعنى "البيض" و"دعبس" وتعنى "ابحث" و"الغليض" وتعنى "التخين أو الكبير فى الجسم" و"الخرشوفة" وتعنى "طوبة لدعك القدم" و"زنقور" وتعنى الركن أو الجهة، و"دِلْوَك" وتعنى "الآن" و"الزقلة" وتعنى "الشومة" و"الملفحة" وتعنى شال صوف يتم وضعه على الكتف أو فوق العمة، و"مشلط" وتعنى "روش" و"جنزورة" وتعنى "عصفورة".

وأضاف جمال حسن، من أحد أبناء أسيوط، أن العديد من الكلمات الصعيدية التى تستخدم بصفة يومية منها "قرقوش" وتعنى العيش الناشف، و"شَلَولو" وهى طبخة صعيدية يتم إعدادها من الملوخية الناشفة والملح والثوم والليمون وتقلب وتقدم على البارد، و"ويكه" وتعنى البامية، و"مِنقَد" وتعنى الحوض الصغير المصنوع من الطين يتم وضع الخشب أو البوص وإشعاله للتدفئة، و"دكة" وتعنى الكنبة التى يجلس عليها الناس فى المنازل، و"ذقيبة" وهى أكبر من الجوال ويتم استخدامها فى تعبئة القمح وتحمل على حمار، و"طبلية" وتعنى سفرة الأكل.

وأشار ممدوح مصطفى، إلى أن بعض الكلمات التى يتم استخدامها فى اللهجة الصعيدية منها "رطاط" وتعنى كثير الكلام، و"قَعمِز" وتعنى أجلس، و"قيالة" وتعنى وقت الظهيرة، و"مخربط" وتعنى غير مضبوط، و"أزرق" وتعنى عدى أو ادخل، و"إجلح" وتعنى أقفز، و"مرطوط" وتعنى مبلول، و"خرارة" مكان يلقى فيه الأهالى المياه غير نظيفة و"طرشق" وتعنى انفجر، و"البح" وتعنى النيل، و"أوعى تدق فى حد" وتعنى أوعى تتخانق مع حد.

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (1)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (2)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (3)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (4)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (5)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (6)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (7)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (8)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (9)
 

 

درويش الأسيوطي الكاتب والشاعر الصعيدي (10)
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة