العالم يواجه السؤال الصعب "ماذا بعد داعش؟".. هل يتكرر خطأ عدم وجود خطة للتعامل مع فترة "ما بعد التنظيم".. تقرير استخباراتى يؤكد وجوده بـ8 أفرع و10 شبكات.. والحكم الناجح لمناطقه القديمة أنجح أساليب المواجهة

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 03:00 ص
العالم يواجه السؤال الصعب "ماذا بعد داعش؟".. هل يتكرر خطأ عدم وجود خطة للتعامل مع فترة "ما بعد التنظيم".. تقرير استخباراتى يؤكد وجوده بـ8 أفرع و10 شبكات.. والحكم الناجح لمناطقه القديمة أنجح أساليب المواجهة تنظيم داعش يحتاج إلى "مواجهة ما بعد الهزيمة"
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يزداد الحديث فى الأوساط العالمية عن نهاية المعركة ضد داعش، حتى وإن لم يكن التنظيم نفسه قد انتهى. يأتى هذا مع إعلان الإدارة الأمريكية عن سحب القوات الموجودة فى سوريا، رغم التراجع نسبيا مؤخرا بإبقاء مئات قليلية كقوة حفظ سلام.
 
 
 
 لكن السؤال الذى لم يحاول كثيرون الإجابة عليه هو ماذا بعد داعش؟ صحيح أن أمريكا تجيد استخدام القوة العسكرية لهزيمة الجماعات الإرهابية، لكن المشكلة التى تواجهه دائما هى مرحلة ما بعد انحساب تلك الجماعات، تماما مثلما حدث فى أفغانستان، حيث عادت حركة طالبان للظهور مرة أخرى والعودة إلى الإرهاب بعد الخسائر الفادحة التى لاحقتها على يد القوات الأمريكية فى مرحلة ما بعد 11 سبتمبر.
 
 
 
 فى النهاية، وكما تقول مجلة فورين بولسى فى تقرير لها، إنه بدون خطة لحكم واضح وكفء فى المناطق التى سبق أن حكمها تنظيم القاعدة، سيظل التهديد قائما.
 
 
وتشير المجلة إلى أنه قبل أكثر من أربعة أعوام، وتحديدا فى يونيو 2014، أعلن أبو بكر البغدادى تأسيس دولة خلافته المزعومة فى سوريا والعراق ونصب نفسه خليفة. وروع البغدادى وتنظيمه الذى أصبح يعرف بداعش الناس بالاستعباد الجنسى ورعاية الهجمات الإرهابية وتصوير إعدام الضحايا والترويج لنفسه على السوشيال ميديا. وفى الولايات المتحدة، زادت المخاوف من الإرهاب مما عزز الحملة الرئاسية لدونالد ترامب. لكن الآن انتهت الخلافة المزعومة مع محاصرة الأكراد لآخر معاقله.
 
 
 
 وترى المجلة أن أحد أسباب نجاح داعش أنه تواجد فى قلب العالم العربى وفى ظل حرب أهلية فى سوريا لفتت أنظار العالم على العكس من التهديدات الإرهابية الأخرى كما فى الصومال واليمن.
 
 
وتقول "فورين بولسى" إنه بعد التدخل العسكرى الدولى بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش وتراجع التنظيم، لم ينته تماما تأييده، لكنه تراجع فى ظل حقيقة أن التنظيم لم يعد منتصرا ويستطيع أن يتفاخر بإنشاء دولة يطبق فيها الشريعة. فبعض المجندين الغربيين مثل شميمة بيجوم من بريطانيا وهدى المثنى من الولايات المتحدة، اللتين تركتا بلديهما للانضمام إلى داعش ودعتا إلى هجمات على الغرب تطالبان الآن بالعودة إلى وطنيهما.
 
 
 
 وحذرت الصحيفة من أن شعبية داعش والقاعدة برغم كل ما يقال عن انتهاء التنظيمين لا تزال موجودة وقوية، كما أن عددا صغيرا من أتباعهما فى الغرب سيسعون لتولى زمام المعركة. لكن المؤكد أن التهديد أصبح أقل فزعا مما كان عليه عام 2014.
 
 
 
وهناك حالة من القلق بين أجهزة الاستخبارات العالمية من مرحلة ما بعد داعش، وكيف سيكون مصير آلاف المقاتلين الذين يحملون إيديولوجية التنظيم، لكن لم يعد لهم مكان بعد انهيار دوته. وفى تقييم للاستخبارات الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، وجد أن إرهابيى داعش الذين لا يزالون أحياء ربما يعودون إلى الغرب لتنفيذ هجمات إرهابية.
 
وبحسب ما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فى تقرير لها الأسبوع الماضى، فإن تقييم الاستخبارات فى تل أبيب أشار إلى أن هناك ما بين 150 إلى 200 من إرهابى داعش حول العالم. وأكد التقييم الاستخباراتى إن داعش لا يزال لديه آلاف المقاتلين فى سوريا والعراق ولديه ثمانية أفرع وأكثر من عشر شبكات وآلاف من الأنصار حول العالم برغم الخسائر الفادحة على مستوى القيادة والأراضى التى منى بها التنظيم. ورجح التقييم أن يواصل داعش الهجمات الإرهابية  ضد خصومه فى المنطقة والغرب.
 
 
 
وفى ظل هذه التحذيرات، ستكون هناك حاجة لخطة واضحة لملاحقة بقايا التنظيم وضمان عدم قدرتها على تأسيس تنظيمات جديدة ترث راية الإرهاب، لإنهاء تلك الدوامة التى يدور فيها العالم.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة