فى المنتدى الدولى للحوار الثقافى.. يعقوب الشارونى: متى سنترجم أدبنا

الأحد، 24 فبراير 2019 06:00 م
فى المنتدى الدولى للحوار الثقافى.. يعقوب الشارونى: متى سنترجم أدبنا ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أقام المجلس الأعلى للثقافة، مساء أمس، أمسية ثقافية بعنوان: "أدب الطفل.. رؤى وقضايا عربية"؛ وذلك فى إطار المنتدى الدولى للحوار الثقافى، أدارها الكاتب الكبير يعقوب الشارونى، رائد أدب الطفل، وشارك فيها كل من: الكاتب اللبنانى الدكتور عبد المجيد زراقط، أستاذ الأدب بالجامعة اللبنانية، والكاتبة الكويتية أمل الرندى، رئيسة لجنة أدب الطفل برابطة الأدباء الكويتية، والكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، وبحضور كوكبة من المثقفين منهم: الشاعر أحمد سويلم، عضو لجنة الشعر بالمجلس، والكاتب عبده زراع، بالإضافة لعدد من المتخصصين فى مجال أدب الطفل من العالم العربى أجمع، والمهتمين بالواقع الثقافى المصرى والعربى.

بدايةً تحدث الكاتب اللبنانى الدكتور عبد المجيد زراقط، أستاذ الأدب بالجامعة اللبنانية، متناولًا أدب الطفل من عدة زوايا فى مختلف البلاد العربية؛ حيث عقد العديد من المقارنات بين بلدان العالم العربى، ومن بينها لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، كما تحدث عن أدب الطفل فى مصر، وأكد أن مصر تتميز بكتاب كبار متفردين فى أدب الطفل، مثل يعقوب الشارونى، الذى تتسم كتاباته بالواقعية وكذلك النواحى الاجتماعية؛ والسبب أنه يستجيب لشروط الحياة المعاصرة، ويتحدث عن ذلك بوضوح داخل الرواية، مشيرًا إلى أن قصص الشارونى تُعد قصصًا خيالية، وإن كانت ذات مواضيع واقعية تصلح للأطفال والكبار، وهذه تُعد إحدى أهم ميزات كتابات الشارونى، وتابع مشيدًا بقصة: "قليل من الراحة فوق السلالم" للشارونى، وأوضح أن عنوان القصة يبدو كجملة غير مكتملة المعنى، وهو ما تعمده الكاتب؛ حيث ترك للقارئ أن يكملها بعد أن يتمم قراءتها للنهاية، وقد اقترب القاص فى هذه القصة لمعاناة طفل واجه قسوة الحياة القاسية التى جعلته يصبح رغم حداثة سنه عامل بناء، وواصل الدكتور عبد المجيد رؤاه النقدية لأعمال الشارونى، مشيرًا إلى أنه تناول بكل سلاسة ويسر، وبأسلوبه الشيق المتناغم مع قراءة من الأطفال والناشئة فى روايته؛ "عالم غير صالح للعيش الإنسانى"، جوانب عميقة مثل؛ المسئوليات الواقعة على الدولة وكذلك مؤسسات المجتمع والفرد بطبيعة الحال.

ثم تناول الأكاديمى اللبنانى الدكتور عبد المجيد زراقط رواية الشارونى: "منيرة وقطتها شمسة"، حيث تحولت منيرة بطلتها من فتاة تتصرف بسلبية إلى شخصية فاعلة، وأشاد بتحويل الشارونى لهذه الفتاة السلبية إلى شخصية إيجابية تعتمد إعمال العقل والحكمة، كذلك تحدث أيضًا عن قصة: "سر الجدة" للشارونى، وأوضح أنها تتمحور حول إحدى القضايا المجتمعية المهمة، وهى قضية التمييز الجنسى، عقب هذا انتقل لقصة أخرى للشارونى وهى؛ "معركة الطبيب" يتحدث القاص خلالها عن الطبيب الإنسان، وكأنه يغرس فى عقول قراءه من الأطفال أن هذا هو النموذج المنشود للطبيب، الذى يعالج فلاحى قريته بكل ود، ليلقى الضوء على إنسانية ورقى الطب، وكذلك قصة: "معجزة الصحراء" للشارونى، التى تدور أحداثها حول مواجهة الإنسان لقسوة الطبيعة الصحراوية وتغلبه عليها، وأضاف مؤكدًا أن هذه القصص وغيرها من الأدب المصرى الموجه للطفل، وعلى وجه الخصوص أدب يعقوب الشارونى، يصور نوعًا من جديد للبطولة، باختصار يقصد به البطولة المعاصرة فى مواجهة المشكلات بشجاعة، والتى تبرز وتقدم نموذجًا للبطولة مختلف عن القصص القديمة أو الكلاسيكية؛ حيث إننا غالبًا ما نجد بطل قصَّصه ما هو إلا إنسان عادى، وليس شخصية تاريخية أو حتى أسطورية.

ثم تابع الدكتور عبد المجيد زراقط متحدثًا حول رواية الشارونى: "أسرار بيت الطللبات"، وهى رواية اجتماعية اتخذت عنوانًا مثيرًا يدعونا للفضول لمعرفة ما هيك هذه الأسرار الخفية، ثم انتقل لقصة: "ليلة النار" الشارونى أيضًا، وأكد أنها قصة متميزة تتخذ بنية خطية تعتمد على الاسترجاع، وانتصار البطل على الصعوبات والعقبات التى يجدها فى طريقه.

ختامًا لكلمته، أوضح أن رصد أن الشارونى جمع بين خاصيتين؛ تميزت بهما كتاباته فى عالم أدب الطفل، الأولى هى الدلالة النصية، أما الثانية فتتلخص فى اللغة؛ فهو يكتب بلغة تتميز بمعجمها المأخوذ من لغة الحياة اليومية العادية، ويصدق هذا على تراكيب العبارات، الذى جمع بين البساطة والعمق فى آنٍ واحد.

عقب هذا تحدثت الكاتبة الكويتية أمل الرندى، رئيسة لجنة أدب الطفل برابطة الأدباء الكويتية، ودارت كلمتها حول أدب الطفل فى الكويت، وأكدت فى بداية كلمتها اعتزازها وفخرها بدراستها فى جامعة حلوان، وأشارت إلى أن تتلمذها على يد الكاتب الكبير يعقوب الشارونى يُعد مصدر فخر كبير لها، وأكدت أنها إلى الآن ما زالت تسير على خطاه، وأضافت موضحة أن الشارونى كان لديه

 رؤية مستقبلية نافذة، حين اختار عملها الأدبى الذى حمل عنوان: "الفيل صديقى"، وهى القصة الأولى التى كتبتها أثناء الدراسة؛ حيث نشرها آنذاك فى مجلة: "نصف الدنيا"، ثم تحدثت عن أدب الطفل فى دولة الكويت، وأشارت إلى أنه كان هناك نقص فى كتابات أدب الطفل المتخصصة، ومن هنا هى بدأت وانطلقت؛ فكتبت عشرين قصة يتم تدريسها فى مرحلة رياض الأطفال، وأكدت أن طموحها لم يقف عند أحد، ثم استطردت قائلة: "أعتقد أن دولة الكويت وكذلك سائر دول الوطن العربى، قادرة على أن تبذل أكثر فى دعم إبداع الطفل وفقًا لخطة شاملة، من شأنها أن تُنعش القراءة، وتخفف من سلبيات عيش الأطفال فى عالمهم الافتراضى."

فيما تحدث الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، موضحًا الأهمية العظمى لأدب الطفل، خاصة وأنه يؤثر بشكل عميق فى تكوين ثقافة أجيال كاملة، ثم اتجه بحديثه حول رؤية الشارونى الإبداعية والنقدية، وعن دوره الكبير فى عالم أدب الطفل؛ الذى يُعد أبرز رواده.

وأكد أن مشروعه الأدبى يهدف إلى إمتاع الطفل وأن يبقى فى ذاكرته وأفكاره القيمة التربوية من خلال تلك البصمة التى تركها العمل الأدبى.

وفى نهاية الأمسية التى لاقت استحسان الحضور وإعجابهم، لم يفت الكاتب الكبير يعقوب الشارونى الذى أدار النقاش، توجيه التحية للمتحدثين من لبنان والكويت ومصر، على ما قدموه من كلمات دسمة وأطروحات تصب فى خضم عوالم أدب الطفل، حيث عقب على قائلًا: "نحن كمصريين لا نعرف الكثير عن أدب الطفل العربى والعالمى ولا نتابع الحركة النقدية عربيًا وعالميًا، وإذا لم نهتم بذلك علينا أن لا نأمل فى التطوير، أيضًا لابد من الاهتمام بترجمة أدب الطفل العالمى، وتساءل فى مختتم الأمسية، متى سنترجم أدبنا العربى (أدب الطفل)؟. 

 

 

ندوة بالمجلس الاعلى للثقافة  (4)
 

 

 
ندوة بالمجلس الاعلى للثقافة  (6)
 

 

 
ندوة بالمجلس الاعلى للثقافة  (8)
 

 

 
ندوة بالمجلس الاعلى للثقافة  (10)
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة