أكد علماء وزارة الأوقاف، على أهمية دور المرأة فى بناء المجتمع، وتحقيق أهدافه، ورقيه، حيث هى ركن أساس في المجتمع لا ينهض إلا بها نماذج مشرقة للمرأة المسلمة فى المشاركة التنموية، فى ندوة عقدت بمسجد الحصرى بمدينة السادس من أكتوبر.
من جانبه قال الدكتور محمد نصار، باحث بالإدارة العامة للإرشاد الدينى، أنه بسطوع شمس الإسلام بدأت المرأة تتبوأ مكانة جديدة حُرمت منها من ذي قبل، تهدف هذه المكانة إلى غايات اجتماعية تتمثل في حقوقها ، وإثبات ذاتها ، ودورها التنموي المختلف ، فبدأت تتواصل مع المجتمع الذي تعيش فيه ، معنية بشئونه ، على درجة عالية من الوعي بما يجرى حولها ، بل وأصبحت تنافس الرجال ، ومنهن من سبقن الرجال، فأم حبيبة (رضي الله عنها) سبقت أباها أبا سفيان بن حرب إلى الإسلام.
وأضاف نصار، أن الإسلام أولى المرأة عناية بالغة ، حيث ساوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات، فكل من الرجل والمرأة يمثل قطبا من أقطاب الوجود الإنساني، والعمل المشترك ، مبينًا أن الدعوة الجادة إلى توسيع أفق المشاركة الاجتماعية للمرأة في مصر والوطن العربي هي تأكيد لوضع المرأة الصاعد في مجتمعاتنا العربية ، وتجسيد لحلم تغيير خارطة المشاركة لتشمل كل أبناء المجتمع ، وذلك حلم دافعه الوعي العميق بالأدوار المتعددة للمرأة عبر التاريخ، واستجابة طبيعية لما حققته المرأة في الماضي ، وما تواصل تحقيقه في الحاضر، وما ينتظره المجتمع مستقبًلا بمزيد من العطاء.
وأكد الدكتور محمد عبد المهدى ـ مفتش المساجد بأوقاف الجيزة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بالإحسان إلى البنات وتربيتهن تربية حسنة مستقيمة، لأن بنات اليوم هم نساء الغد اللائي يحملن همّ الأسرة ومن ثم المشاركة في قضايا المجتمع، وسيشاركن في تنميته ورفعة شأنه، ذاكرًا أن المرأة ركن أساس من أركان المجتمع لا يمكنه النهوض بدونها، فالسيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) حملت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هم الدعوة في بدايتها، وكذلك السيدة عائشة (رضي الله عنها) بلغت مالم يبلغه الرجال في فهم الدين.
وأكد المهدى، أن الإسلام قد حث المرأة على المشاركة في التنمية بشتى أنواعها، وكافة أصنافها ، وذلك من خلال نصوص عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فمن مشاركة المرأة في تنمية المال، قوله تعالى : “للرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ” (الآية 32من سورة النساء)، وقد برعت كثير من النساء في العمل وعلى رأسهن أم المؤمنين (رضي الله عنها) حيث كانت ماهرة بارعة في دبغ الجلود، ومثلها أم المؤمنين (سودة بنت زمعة)، وأسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب (رضي الله عن الجميع).
وقال الدكتور أحمد فرج ريحان إمام مسجد الحصرى، أن مفهوم التنمية، وكونه مرتبطًا بأربعة عناصر : الإنتاجية ، توفير الظروف المناسبة للأفراد حتى يتمكنوا من رفع إنتاجيتهم ، والعدالة الاجتماعية ، تساوي الأفراد في الحصول على نفس الفرص، مؤكدًا أن دور المرأة في تحقيق التنمية والارتقاء بالمجتمع اقتصاديا لا يقل عن دور الرجل، ولهذا كانت المرأة على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال عند الله (عز وجل)، ولم يتركها الإسلام همًلا وإنما كلفها بالصلاة ، والصيام، والزكاة، والحج وغير ذلك كما كلف الرجل.
كما أكد ريحان، أن الاسلام أذن للمرأة أن تتصرف في أموالها استغلالًا وايجارًا ورهنًا وبيعًا ، ذاكرًا نماذج عديدة لدور المرأة من الناحية السياسية ، والاجتماعية ، والتربوية، مختتمًا كلمته بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :” كلُّكم راعٍ ومَسئولٌ عن رَعيَّتِه؛ فالإمامُ راعٍ ومَسئولٌ عن رَعيَّتِه ، والرَّجلُ في أهلِه راعٍ وهو مَسئولٌ عن رَعيَّتِه، والمرأةُ في بيتِ زَوجِها راعيةٌ وهي مَسئولةٌ عن رعيَّتِها) رواه البخاري.
