صور.. قرية "أبرق" تخرج من بطن الجبل إلى الاهتمام بالبحر الأحمر

الأحد، 24 فبراير 2019 06:00 ص
صور.. قرية "أبرق" تخرج من بطن الجبل إلى الاهتمام بالبحر الأحمر قرية أبرق
البحر الأحمر - عماد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على بعد 150 كيلومترا شمال غرب مدينة الشلاتين التابعة لمحافظة البحر الأحمر، تقع قرية تسمى "أبرق" فى حضن جبلا شاهق، ترك الرومانيون والفراعنة آثار وجودهم هناك قبل قبائل العبابدة، تلك الآثار عبارة عن مخربشات ورسومات مختلفة على الصخور.

 الوصول إلى تلك القرية طويل حيث يسلك المتجه إليها مسافة قرابة 90 كيلو من الطريق الرئيسى الرابط بين مرسى علم والشلاتين ثم يتجه غربا حتى الجبال الشاهقة، والطريق إليها ليس ممهداً إلى نهايته، والممهد ربما قد تكون قد أفسدته السيول، والباقى مدق جبلى لا تستطيع السير فيه إلا السيارات ذات الدفع الرباعى.

بدأت محافظة البحر الأحمر فى إخراج قرية أبرق من بطن الجبل إلى النور من جديد، حيث كانت تلك القرية لا يتعدى سكانها الـ100 شخص ولا يذهب أولادهم للمدارس لبعد المسافات إلا أن تمسكهم وبقائهم فى تلك المكان لاعتمادهم على بئر المنطقة الذى سميت على اسم البئر "أبرق".

قرية أبرق بالبحر الأحمر (1)

بالاشتراك مع جمعيات المجتمع المدنى تم افتتاح مدرسة الفصل الواحد لتعليم أبناء القرية هناك والتحق بها قرابة 30 طفلا وتم تدعيم المدرسين هناك للاستمرار فى تعليم الطلاب، وتسعى المحافظة فى إنشاء مدرسة تعليم أساسى لتضم أبناء القرى البدوية المترامية فى الأطراف الجبلية بتلك المنطقة.

كما تم افتتاح بيت ثقافة حفاظا على تراث تلك المنطقة تبلغ تكلفته قرابة 15 مليون جنيه، على مساحة 500 متر، حيث تفقده المحافظ منذ فترة قليلة، وتفقد قاعة العرض ومكتبة الأطفال وقاعة الرسم للأطفال، وشدد على ضرورة توفير شاشات عرض بالمسرح الخاص ببيت الثقافة، وتكون هذه الشاشة بجانب العروض التى ستقدمها أبناء المنطقة، مشددا على ضرورة استخدام مسرح بيت الثقافة فى تحفيظ الأطفال القرآن الكريم عن طريق مديرية الأوقاف بالبحر الأحمر.

قرية أبرق بالبحر الأحمر (2)

وأكد محافظ البحر الأحمر، أن بيت ثقافة أبرق يعد منارة جديدة لأهالى المنطقة وإنجازاً كبيراً، مشدداً على توفير كافة الإمكانيات لبيت ثقافة أبرق حتى يتمكن أبناء المنطقة من تقديم العروض الفنية والمسرحية الخاصة بالمنطقة.

كما أكد المحافظ، أنه سيتم تطوير قرى المحافظة بتوفير العيش الكريم لأهالى القرى وإتاحة فرص عمل لشبابها والعمل على تنميتها لتكون مناطق جاذبة للسكان لتحقيق الاستقرار ووقف الزحف على المدن للحفاظ على تراث وكيان المجتمعات البدوية التى تحمل طابع المحافظة الفريد لتصبح نموذج يحتذى به لباقى قرى محافظات الجمهورية.

قرية أبرق بالبحر الأحمر (3)

كما تم افتتاح وحدة تضامن اجتماعى جديدة بالمنطقة تابعة لمديرية التضامن بالبحر الأحمر لمراعاة تلك القرية فى الشئون الاجتماعية، إلا أن أهالى القرية طالبوا بتواجد طبيب دائم بالقرية للكشف عليهم فى حالة إصابتهم بالأمراض، مؤكدين على أن أقرب وحدة صحية للمنطقة تبعد 50 كيلومترا وأن لا يوجد بشكل متكرر بها الطبيب وهى فى منطقة الخير.

من جانبه قال آدم سعد الله، أحد أهالى مدينة الشلاتين ومدير إحدى الجمعيات التى تقدم أنشطتها بتلك المنطقة، أن تلك القرية اشتهرت بأن شيخها الشيخ حامد كان يحضر "دفتر" من الورق لأى زائر إليها، ليوقع بداخلها كتذكار له، وبالفعل وجد عدد كبير من القيادات من الموقعين داخل الدفتر وكذلك المحافظين وعدد كبير من الشباب ممن شاركوا فى المسير داخل قوافل شواء شبابية أو طبية وغيرها إلى منطقة أبرق.

قرية أبرق بالبحر الأحمر (4)

وأضاف سعد الله لـ"اليوم السابع"، أن منطقة أبرق، من المناطق الجبلية الوعرة التى ليس من السهل الوصول إليها وأن قاصدها يسلك طريق طويلة يبلغ 90 كيلومتراً وصولاً إلى أسفل الجبل، حيث تقع هناك عيون المياه التى تملأ بئر أبرق وهناك بنايات قديمة، عبارة عن أحجار صغيرة ومترتبة على بعضها البعض وهى القلعة الرومانية، التى وضع الرمانيين أثرهم فيها من قبل عندما نزلوا فى تلك المنطقة.

وأضاف أن تلك المنطقة سميت نسبة إلى بئر أبرق، المتواجد هناك وأن الرومان تركوا آثارهم بها بوجود قلعة رومانية قديمة ربما تكون وزارة الآثار لم تسمع عنها شيئا، مؤكدا أن أبرق توجد على احجار جبالها رسومات قديمة ترجع إلى ما قبل التاريخ، تلك الرسومات، عبارة عن حيوانات من الأقيلة والجاموس والأسود، وحللها بعض الباحثين الذين زاروا المنطقة أنها رسومات من قبل التاريخ، موضحا أن الانسان القديم كان يرى الحيوان ويرسم شكله.

وأوضح أن قاطنى تلك المناطق لا يتمنون ما يتمنوه سكان الحضر، فالعيش بالنسبة لهم مشقة تعودوا عليها، العشب بالنسبة لهم وتوافر الماء، والمأكل حلماً، لا يسعون وراء التعليم لأنهم لا يعلمون ما سوف يجنون منه لا يستطيعون العيش خارج الجبال والوديان تعودوا على الظلمة، حيث كانت نسبة التعليم هناك صفر.

وأكد سعد الله أن الشيخ حامد شيخ منطقة أبرق توفى فى أغسطس عام 2016  عن عمر يناهز الـ100 عام، حيث إنه مواليد عام 1916 وكان لا يجيد القراءة والكتابة، إلا أنه حرص على تسجيل توقيعات كل من يزور المنطقة.

وتابع أن الشيخ حامد عبد الله لقب بين مشايخ القبائل ومن القيادات بالبحر الأحمر بـ"حامى أبرق" وصاحب الهمم كان لا يمل ولا يكل عن خدمة المنطقة والتواصل مع القيادات لتوفير الخدمات لهم.

 

قرية أبرق بالبحر الأحمر (5)

 

 

قرية أبرق بالبحر الأحمر (6)
 

 

قرية أبرق بالبحر الأحمر (7)
 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة