أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الإرهاب فى الدرب الأحمر.. خيوط وكاميرات وأبطال مجهولون ومعلومون

الأربعاء، 20 فبراير 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك علامات وخطوط كاشفة، فى تفجير حارة الدرديرى بالدرب الأحمر، وبالطبع يصعب على الشخص العادى أن يقدم تحليلا حاسما للحادث الإرهابى، مثلما يفعل بعض المدعين على مواقع التواصل. لكن أهم نقطة واضحة هو حجم الجهد الذى بذلته وما تزال أجهزة البحث الأمنى تبذله للتوصل إلى الإرهابى، بعد زرع قنبلة لاستهداف قوات الأمن فى الجيزة. فقد تم تفريغ عشرات الكاميرات وتحليل الفيديوهات لتتبع خطوات الإرهابى، الذى اتخذ لنفسه وكرًا فى مكان مأهول ومزدحم. 
 
ما يتوفر من معلومات حول الإرهابى الحسن عبد الله العراقى، الذى فجر نفسه أثناء محاولة ضبطه بعد التوصل إليه من قبل رجال الأمن. أنه وراء إلقاء عبوة ناسفة لاستهداف قوات الأمن عند مسجد الاستقامة بالجيزة، واضح أن الإرهابى كان مكلفًا بتنفيذ أكثر من عملية، وهناك خيوط تربطه بخلية أو أكثر وهو ما يمكن أن تكشف عنه الساعات المقبلة. ومن حجم وشكل التفجير لسنا أمام مجرد متفجرات بدائية لشخص مرتبك، لكنه تصرف  محترف ينوى استهداف أعداد أكبر، وأحد الفيديوهات تظهره بالقرب من مديرية أمن القاهرة. وإن كانت عملية الـتأمين تجعل هناك صعوبة فى تنفيذ عملية فى المكان.
 
فيما يتعلق بشخصية الإرهابى فهو من أسرة ميسورة إلى حد كبير، والده طبيب كانت له عيادة، سافر إلى الولايات المتحدة واستقر هناك، وهو نفسه متعلم وخريج جامعة، سافر مرة إلى أمريكا وعاد، وواضح من تحركاته أنه مدرب على التحرك بدراجة، وتركيب المتفجرات، وفى وكره تم الكشف عن مصنع صغير لتصنيع المتفجرات، بما يعنى أنه مدرب ومجهز بشكل احترافى، هناك احتمال لأن يكون جزءًا من خلية أكبر أو ذئبا منفردا تم تدريبه وتجهيزه ليتحرك بناء على تعليمات. وبالطبع فإن ماهو متاح من معلومات، لدى أجهزة الأمن يحسم التفاصيل المتعلقة بالأمر. 
 
ظهور الفيديوهات كانت ردا على منصات الدعاية للإرهاب فى الخارج والداخل ممن يحاولون طوال سنوات التشكيك، ولا يمكن الفصل بين منصات الدعاية وبين منفذى العمليات الإرهابية. وهناك روابط واضحة بين منصات الدعاية وبين الإرهاب بأشكاله وأنواعه، حيث أصبحت قنوات تركيا منصات واضحة للتحريض والتبرير والتشكيك، فى حزمة واحدة. والواقع يشير إلى أن عشرات ومئات العمليات الإرهابية يتم مواجهتها وإفشالها، وتتحرك منصات الدعاية فى طريقين، الأول التشكيك، والثانى التحريض والتضخيم. لكن الكاميرات كانت حاسمة.
 
وهناك تأكيد على أهمية كاميرات المراقبة كجزء من مواجهة الإرهاب والجريمة عمومًا، الكاميرات ساعدت فى تتبع الإرهابى بعد عملية مسجد الاستقامة الفاشلة، وهى ليست المرة الأولى التى تنجح كاميرات المراقبة فى الكشف والمساعدة فى التوصل للإرهابيين. وهو تأكيد على وجود شبكة مراقبة توظف التكنولوجيا بتوسع لمواجهة الإرهاب والجريمة. 
 
نحن أمام إرهاب معولم، له امتدادات واتصالات وعلاقات دقيقة، تتطلب عملًا على أعلى مستوى، وتكشف حجم الجهد الذى تبذله أجهزة المعلومات والأمن. وتعيد التذكير برسائل مصر للعالم حول ارتباط الإرهاب الإقليمى والعالمى بجهات ودول وأجهزة ومنصات دعاية. ولم تعد هناك حواجز تفصل بين الإرهاب الإقليمى والمحلى، وما يزال مصير إرهابيى داعش فى سوريا  تحت النقاش، بعد دعوة الرئيس الأمريكى حلفاءه الأوربيين باستعادة 800 داعشى وأسرهم وتهديده بأن يخلى سبيلهم.
كل الطرق تشير الى إرهاب معقد، له امتدادات خارجية وليس مجرد عمليات محلية ساذجة، ومع هذا يتم كشف خيوطه وإحباط أعداد كبيرة بفضل جهود جنود مجهولين يعملون على أقل المعلومات، وشهداء يقدمون حياتهم لحماية المواطنين وتأمينهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة