أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن هناك مسببات لانتشار ظاهرة الطلاق بين الشباب فى الفترة الحالية، قائلا: "ينشأ الولد مدللا فى الغالب ثم يوفر له النفقات فى المسكن وتجهيزه إلى آخره فلا يعرف هذا العريس الناشئ القيمة الحقيقية لهذا الزواج فيريد أن تكون الزوجة صورة طبق الأصل من أخلاقياته أو هواه فيحدث الشقاق بعد ذلك".
وأضاف كريمة، بكلمته خلال الندوة التى تنظمها جامعة حلوان اليوم بعنوان "الطلاق أزمة جيل"، "الإسلام جعل حسن الاختيار من رجل يتقى الله عز وجل وإمرأة لا تعامل بعند والنبى صلى الله عليه وسلم وضع المعيا وقال فيه: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل من زوجة صالحة إن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنه حفظته فى نفسها وعرضه هذه مؤهلات المرأة الصالحة".
وتابع أن عوامل الطلاق تتمثل فى شاب غر مدلل وفتاة لم يحسن إقامة الآداب الأخلاقية معها فيدخلان الحياة دون رصيد حقيقى من مكارم الأخلاق التى قد تعلمهم أن الطلاق من أعظم حدود الله والله حذر من تخطى هذه الحدود لأن من يتعداها فقط ظلم نفسه، قائلا: "الباعث الأول لحدوث الطلاب هو النشوذ وهو خلق تتصف به المرأة والرجل فالفهم الخاطئ أن النشوذ يكون للمرأة فحسب ولكن النشوذ يقع من المرأة والرجل، مستشهدا بقول الله تعالى: "واللاتى تخافون نشوذهن"، وكذلك قوله تعالى: "وإن إمرأة خافت من بعلها نشوذا" موضحا أنه ليس معنى النشوذ أن تكون المرأة خادمة بوصف زوجة كانسة طابخة عاملة فى بيت الزوجية لأن الزواج سكن ورحمة والمرأة كائن آدمى فالنساء شقائق الرجال فلا يمكن أن تمتهن المرأة الخدمة والرجل يوفر المال هذا ليس فهما صحيحا".
وأشار إلى أن النشوذ للمرأة هو الاستعلاء عن طاعة زوجها والرجل استعلى عن حسن عشرة زوجته ففى النشوذ لغة التكبر والاستعلاء.
وفى سياق أخر، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه منذ أن جاء الفقه البدوى إلى مصر الحضارة والتاريخ التى تحمل فى جيناتها الحضارة الفرعونية الأصيلة فى سبعينيات القرن الماضى، قائلا: "منذ أن يوم أن خلعنا ردائنا المصرى وعاد من عاد من الخليج بفهم مغلوط عن الإسلام سواء فى المعاملات أو فى طاعات الأمور أخرجت لنا الإرهاب الفكرى والسلوكى ولن يكون هناك علاج لهذه الأمور إلا إذا رجعنا إلى الشخصية المصرية مرة أخرى".
وأضاف كريمة، بكلمته خلال الندوة التى تنظمها جامعة حلوان اليوم بعنوان "الطلاق أزمة جيل"، أن هناك العديد من الوسائل السابقة على فعل الطلاق وهى: "أن تعظهن فإذا لم تفلح هذه الوسيلة يتم الانتقال إلى وسيلة أخرى وهى "أهجروهن فى المضاجع" من باب الاعتراض النفسى على نشوذ الزوجة فإن لم تفلح هذه الوسيلة تكون الثالثة الضرب غير المبرح فالرسول أخرج السواك لعل شيطانها ينصرف عنها أن أطعنكم فى هذه الوسائل فلا تبغوا عليهن سبيلا ولن لم يحدث تأتى الوسيلة الرابعة وهى إرسال حكمين عدلين من أهلها ومن أهله والله أخر هذه الوسيلة لأن من المفترض أن أسرار الزوجية لا تخرج خارج بيوت الزوجية وإن إمرأة خافت من بعلها نشوذا فلا جناح عليهما أن يعقدا صلحا وتسترضيه بشئ يجعل الوئام بينهما".
وتابع: "الشقاق يعنى وصول الطرفان إلى حالة عدم رضاء كاملة أو تعمق وسائل المعاندات بينهما فلا مهرب من الطلاق لأنه العلاج بدلا من أن تعيش أسرة فى تعاسة وشقاء فقال العلماء أهون الشرين واجب وترفع المفسدة اتقاء لمفسدة أشد"، حيث أنهى الدكتور أحمد كريمة كلمته بالهتاف لمصر والأزهر الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة