الموت حبا.. ابن زريق البغدادى ومجنون ليلى.. عشاق إلى النهاية

الخميس، 14 فبراير 2019 08:00 م
الموت حبا.. ابن زريق البغدادى ومجنون ليلى.. عشاق إلى النهاية محمد بن زريق البغدادى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحفل التراث العربى بالحب بقصصه وقصائده، فمنذ القصيدة الأولى التى سجلتها الكتب وحفظها الرواة وهى معلقة الشاعر العربى امرؤ القيس ابن حجر والتى قال فيها "قفا نبك من ذكرى فراق ومنزل" وحتى الآن والحب لا يغيب، وجميعنا نعرف بيت الشعر الذى قاله الشاعر العربى الكبير نزار قبانى "الحب فى الأرض بعض من تخيلنا، لو لم نجده عليها لاخترعناه".

لكن معظمنا لا يعرف قصة الشاعر ابن زريق البغدادي المتوفى سنة  المتوفى عام 420هجرية.

تحكى هذه القصيدة قصة

الشاعر محمد بن زريق البغدادى

الذى كان مولعا بحب ابنة عمه، لكنّ ما به من ضيق العيش وقلة ذات اليد حمله على الرحيل طلبا للرزق، الأمر الذى لم ترضَ عنه ابنة عمه، ومع ذلك فقد أخذ برأيه وقصد أبا الخبير عبد الرحمن الأندلسى فى الأندلس، ومدحه بقصيدة بليغة، فأعطاه عطاء قليلا، فقال ابن زريق وقلبه يعتصر ألما : "إنا لله وإنا إليه راجعون! سلكتُ القفار والبحار إلى هذا الرجل، فأعطانى هذا العطاء!" ثم انزوى يتذكر فراق ابنة عمه وما بينهما من بعد المسافة، وما تحملَّه فى سبيل هذا السفر من مشقة وبذل مال وبعد عن الأهل والأحبة، فاعتلّ غمّا ومات.

وأراد عبد الرحمن - كما قيل - اختبار ابن زريق بهذا العطاء القليل، فلما كان بعد أيام، سأل عنه فافتقدوه فى الخان الذى كان نازلا فيه، فكانت المفاجأة أن تحول هذا الرجل إلى جثة هامدة، وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه القصيدة الفراقية الحزينة التى تفيض رقة وحنانا.

أستودع الله فى بغداد لى قمـراً / بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه/ ودعته وبـودى أن تـودعـنـى/ روح الحياة وأنـى لا أودعـه/ وكم تشبث بى يوم الرحيل ضحى/ وأدمعى مستهـلات وأدمـعـه/ وكم تشفع فـى أن لا أفـارقـه/ وللضرورة حال لا تشـفـعـه.

مجنون ليلى

قيس بن الملوح عشق ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر "ليلى العامرية" وعاشا في البادية بنجد في العصر الأموي.

رفض والد ليلى أن يزوجها لقيس، وقيل إنه تعلق بأستار الكعبة وهو يدعو الله أن يريحه من حب ليلى، وقد ضربه أبوه على ذلك الفعل، فأنشد:

ذكرتك والحجيج له ضجيج/ بمكة والقلوب لها وجيب/ فقلت ونحن في بلد حرام/ به لله أُخُلصت القلوب/ أتوب إليك يا رحمن مما/ عملت فقد تظاهرت الذنوب/ وأما من هوى ليلى وتركي/ زيارتها فإني لا أتوب/ وكيف وعندها قلبي رهين/أتوب إليك منها وأنيب

وعاد للبرية لا يأكل إلا العشب وينام مع الظباء، إلى أن ألفته الوحوش وصارت لا تنفر منه، وقيل إنه وجد ميتاً بين الأحجار في الصحراء، وقد خط قبل موته بيتين من الشعر تركهما وراءه هما:

تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ/ وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ/ فيا ليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً/ فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة