أكرم القصاص - علا الشافعي

من الدفتر العائلى للبابا تواضروس.. يطمئن على شقيقته هاتفيا رغم جدوله المزدحم.. وأولادها يزورونه بالكاتدرائية.. لا يغلق بابه فى وجه أصدقاء طفولته وأقاربه.. ويزور قبر والدته بالدقهلية ويبكيها كلما مر بضائقة

الأربعاء، 13 فبراير 2019 08:30 م
من الدفتر العائلى للبابا تواضروس.. يطمئن على شقيقته هاتفيا رغم جدوله المزدحم.. وأولادها يزورونه بالكاتدرائية.. لا يغلق بابه فى وجه أصدقاء طفولته وأقاربه.. ويزور قبر والدته بالدقهلية ويبكيها كلما مر بضائقة شقيقة البابا تواضورس
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلف عباءة الخدمة الكهنوتية وتاج البطريرك، يخفى البابا تواضروس شخصيته الحنون القريبة من عائلته إذ تربى يتيمًا يرعى والدته وشقيقتيه، يتنقل ما بين مدينة دمنهور والإسكندرية، التى تخرج فى كلية الصيدلة من جامعتها، وكذلك كان طالبا بالكلية الإكليريكية بالإسكندرية، وكان يسافر بشكل شبه يومى ما بين الإسكندرية والبحيرة لمتابعة أمور عائلته ودراسته.

البابا يحرص على التواصل مع عائلته رغم انشغاله بالخدمة

يقول مصدر مقرب من البابا تواضروس، أن البابا ورغم انشغاله بأمور خدمته كبطريرك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلا أن جدوله المزدحم لم يثنيه عن متابعة أمور عائلته وخاصة شقيقته هدى وأولادها إذ يحرص البابا على الاتصال بهم تليفونيا من آن لأخر بالإضافة إلى زيارات متكررة منهم إليه فى المقر الباباوى.

 

القمص بولس نعمة الله، راعى كنيسة مارى جرجس بالبحيرة، كان أحد أصدقاء طفولة البابا تواضروس يروى قائلا: كان وجيه قارئًا نهمًا يقضى وقتا طويلا فى المكتبة هو وشقيقته، وقد كنا نمازحه كثيرا ونغلق عليه باب المكتبة حين كنا أطفالا، فلقد كان شخصًا متميزًا منظمًا، حتى أن القراءة ساعدته حين بدأ رحلة الكتابة والتأليف.

أما إيزيس رياض، التى زاملت البابا تواضروس فى فترة دراسته الجامعية بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، فتذكر من تلك الفترة، أن زميلها وجيه صبحى، كان ملتزما جدا ومؤدبا جدا ولم يكن يتحدث مع زميلاته أو زملائه بين المحاضرات، فقد كان ينهى محاضراته ويجرى بعدها مباشرة، وتضيف: بعد التخرج سألته لماذا لا تشاركنا الرحلات والحديث فى أوقات الفراغ؟ فقال لها: كنت استقل أول قطار بعد محاضراتى لأعود لمدينة دمنهور لأتابع أمور الخدمة فى الكنيسة، كما كنت مسئولا عن أسرتى باعتبارى الأخ الأكبر بعد وفاة والدى وكنت أحب أن أتواجد أطول وقت ممكن معهم، مؤكدة إن الدفعة كلها كانت تحب أن تنقل منه فى محاضراته بسبب جمال خطه وحرصه على النظام.

زميل البابا تواضروس بالدراسة يروى ذكريات العودة من الإسكندرية للبحيرة

أما القمص ارسانيوس نصيف، كاهن كنيسة العذراء بالمحمودية، الذى زامل البابا تواضروس طوال فترة دراسته بالكلية الأكليريكية بالإسكندرية فيقول: كان الدكتور وجيه صبحى باقى مديرا لمصنع دمنهور للأدوية حين التقينا بالكلية الاكليريكية بالإسكندرية كدارسين، حين تعرفت عليه كان بابا جميلا انفتح أمامى على شخصية رائعة غنية متدفقة فى كل شئ، فى خدمته وفى عمله

ويستكمل: وكانت الدراسة بالكلية الإكليريكية رائعة وكنا نتشارك طريق العودة للقطار فقد كانت رحلة رائعة تجمعنى به وأبونا بولا اسحق الذى يخدم بكنيسة بنى غازى بليبيا، وكنا نتناقش فى كل شئ مثل أمور الخدمة وتبادل الخبرات وكان مصدر تدفق المعلومات والخبرات وكانت هناك أيام وليالى وتمر جميلة بذكريات محبة مضيفا: والقطار كثيرا ما يتعطل ونسير على القضبان لنلحق بقطار آخر، ونستشيره طبيا عند إصابتنا بنزلات البرد، وكان لنا احترام ووقار وفخر للزملاء جميعا فى الكلية الإكليريكية، وكان الطلبة ينقلون محاضراتنا وأحبنا الأساتذة جميعا.

بينما يحكى مينا مدحت ابن شقيقة البابا أن البابا ترهب بدير الأنبا بيشوى حين كان مينا فى الثالثة والنصف من عمره ويضيف: كنت أقول له يا خالو فقال لى "دلوقتى بقيت أبونا"، ووقتها غضبت جدا لأننى لن أتمكن من مناداته بـ"خالو" مرة أخرى، ثم بدأت مع الوقت أقول له خالو فى اجتماعاتنا العائلية ثم "أبونا" و"سيدنا" حين صار أسقفا أمام الغرباء، وتدريجيا أصبحت أقول له "سيدنا" بعدما صار بابا للكنيسة ولكنه لم يتغير أبدا فى معاملته أو حنوه أو محبته لنا وحرصه على متابعة أخبارنا.

البابا تواضروس ووالدته.. يبكى كلما تذكر رحيلها
 

كان البابا تواضروس مرتبطا بوالدته، حيث فارق والده الحياة حين كان يستعد لخوض امتحانات الشهادة الإعدادية، وتوفيت والدته بعد أن أصبح بابا للكنيسة إذ كانت ترقد فى غرفة الرعاية المركزة أيام القرعة الهيكلية.

والدة البابا تواضروس "سامية"، التى توفيت فى مارس 2014، بأحد مستشفيات مدينة الإسكندرية بعد صراع طويل مع المرض، لازمها قبل تنصيب نجلها بطريركا للكنيسة، كان لها تأثير كبير فى حياته، فهى التى تولت رعايته بعد وفاة والده وهو فى سن مبكرة.

عوضت والدة "تواضروس" نجلها خسارة الأب فى مرحلة مبكرة، حيث رحل والده فى سن الخامسة عشر، وكانت بالنسبة له الأب والأم معا، حب والدته للكنيسة والمواظبة على الاجتماعات الروحية، ورثه "الطفل تواضروس"، تلقائيا، وهو ما شجعه للحضور للكنيسة أسبوعيا، وكان حضور الاجتماعات فى كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور الأولوية فى حياته، ويقول البابا عن والدته "أمى كانت لها التأثير الأكبر فى حياتى الروحية".

زار البابا تواضروس قبر والدته فى الدقهلية وبكى أمامه كثيرا مثلما يقول مصدر مقرب من البابا حيث يتذكرها دائما كلما مر بضائقة أو أزمة ويحكى عنها للمقربين منه.

وقد كان للبابا شقيقة أخرى توفيت منذ أربع سنوات، من وصوله للكرسى البابوى، كانت تحتل مكانة خاصة فى قلب "تواضروس"، ومازال يحرص على التواصل مع أولادها مريم ويوسف الذين يتمتعان بمكانة خاصة فى قلب البطريرك.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة