الإعاقة فى ضعف الإرادة وليس فى الجسد، هذا ما ستعرفه عندما تلتقى محمد سامى أحد الأبطال متحدى الإعاقة بمحافظة الفيوم، والذى استطاع رغم إعاقته الذهنية أن يكون بطلا فى ألعاب القوى لمسافات 200 متر و400 متر وإحراز 6 ميداليات ذهبية فى بطولات مختلفة.
وقال محمد لـ"اليوم السابع"، إنه ولد بإعاقة ذهنية وهو عامل خدمات بالتربية والتعليم ويحاول دوما تحدى إعاقته وكان دائما ما يبحث عن وسيلة يحقق بها شيئا مختلفا وغير عادى يثبت به أن إعاقته لا تنقص منه شيئا وتزيده قوة وصلابة وعزيمة ولكنه كان يقابل بالإحباط الدائم من قبل المحيطين به إلى أن تم إنشاء نادى متحدى الإعاقة باستاد الفيوم الرياضى عام 2001 والتحق بالنادى وبدأ التعرف على الألعاب المقامة به ووجد أنه يستهوى ألعاب القوى وبالفعل بدأ اللعب لمسافة 200 متر و400 متر، وبدأ ينمى مهاراته ويكثف تدريباته واستعد للمشاركة فى أول بطولة بالمركز الأوليمبى بالمعادى وكانت فرحته لا تقدر بثمن عندما حصد الميدالية الذهبية ولم يصدق أنه وفق إلى هذه الدرجة وكانت هذه هى بداية نجاحات متتالية وحصل على 3 ميداليات ذهبيات أخرى بالمركز الأوليمبى بالمعادى، كما حصل على ميداليتين ذهبيتين بكأس مصر بالملعب المصرى فى بورسعيد.
ولفت محمد إلى أن تمريناته تكون قبل البطولات بمدة كافية حوالى شهد يكثف فيه تدريباته ويستعد للبطولة بكل عزيمة عاقدا النية على إحراز الميدالية الذهبية وبالفعل يحدث ويحاول دائما التوفيق بين عمله وبين تدريباته.
وأشار محمد إلى أن من أول أسباب التحاقه بالرياضة المقولة التى يؤمن بها "العقل السليم فى الجسم السليم" وأن الرياضة هى الحل الأمثل أمام المعاق للتخلص من إحساسه بأى نقص بسبب إعاقته، ففى الرياضة يتحرر الإنسان من إعاقته ويشعر بأنه يمتلك القوة والإرادة، مضيفا أنه لابد من عدم النظر إلى العائد المادى والنظر إلى العائد المعنوى، متابعا أن طموحه الكبير كان الالتحاق بمنتخب مصر ولكن سنه كان أكبر بعام من السن المطلوب وضاعت عليه فرصة الالتحاق بالمنتخب ولكنه أصر على استكمال مسيرته بنادى متحدى الإعاقة وتحقيق مراكز متقدمة.
وأكد محمد أن الرياضة تجعل صاحب الإعاقة واثقًا من نفسه يعرف جيدا كيف يواجه بإعاقته المحيطين به وكيف يتعامل معهم ويعرف أنه لا ينقصه أى شىء عن أى إنسان عادى غير معاق.
وطالب محمد أولياء الأمور بعد الوقوف فى وجه أبنائهم المعاقين وعدم منعهم من ممارسة الرياضة ومساعدتهم للوصول لأندية متحدى الإعاقة والمشاركة فى الأنشطة والرياضات المقامة بها، مؤكدا أن الرياضة تعيد الأمل بالحياة للمعاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة