أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه لم يرصد – حتى الآن – وجود الخلاصات التي تفضي إلى توافق عربي، حول عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، مشيرا إلى أنه يتابع بدقة شديدة هذا الموضوع.
وقال أبو الغيط – في مؤتمر صحفى عقده صباح اليوم عقب لقائه مع الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا الجمهوري - " إن عودة سوريا، تتطلب توافقا عربيا ويصدر به قرار مكتوب يقره مجلس وزراء الخارجية العرب، وبالتالي تتحرك في إطاره الأمانة العامة لجامعة الدول العربية".
وأوضح أن الأمانة العامة للجامعة لا تبادر إلى التحرك من تلقاء نفسها في مثل هذا الاتجاه، باعتبار أن الإطار الحاكم لها هو قرارات الجامعة العربية.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عن أمله فى أن ينعم لبنان بالمزيد من الاستقرار والتقدم والنمو، مشيرا إلى أن لقاءه اليوم مع الرئيس اللبنانى ميشال عون، تم خلاله مناقشة نتائج القمة العربية الاقتصادية التى عقدت دورتها الرابعة ببيروت فى 20 يناير الماضي.
وقال: "تبين لى اهتمام الرئيس عون بمتابعة مقررات القمة، وقد كانت له مبادرة محددة لإنشاء مصرف عربى لإعادة الإعمار والتنمية، وفى هذا الصدد تناولنا الموضوع، وكيف يمكن أن تكون هناك مساهمة بالفكر والفلسفة من وراء هذا المقترح اللبنانى، واليوم هناك لجنة لبنانية ستنعقد لدراسة هذا الأمر وطرح الأفكار، بالإضافة إلى فكرة المتابعة لكل مقررات القمة".
وأشار إلى أن القمة العربية الاقتصادية فى دورتها التى عقدت مؤخرا، تميزت بالكثير من المخرجات الاقتصادية والاجتماعية، والتى سيكون لها التأثير فى السنوات القادمة.
ولفت إلى أنه قدم إلى الرئيس اللبنانى تقريرا فى شأن التحضيرات الجارية للقمتين المقبلتين، الأولى هى القمة العربية الأوروبية فى مصر بمدينة شرم الشيخ يومى 24 و25 فبراير الجارى، معربا فى هذا الصدد عن أمله فى أن تكون هناك مشاركة لبنانية عالية على مستوى القمة.
وأضاف أن الحديث تطرق أيضا إلى القمة العربية المقرر أن تنعقد فى تونس بنهاية شهر مارس المقبل، لافتا إلى أن الإعداد للقمة يسير فى المحاور المختلفة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ومشيرا إلى أن الرئيس اللبنانى وعد بمشاركة لبنانية قوية فى قمتى شرم الشيخ وتونس "وهو الأمر المتوقع لأن لبنان دولة مؤثرة، وحضورها يكون له تأثيره فى إنجاح هذا الجهد".
وقال: "الرئيس عون لم يحدد أن كان هو الذى سيمثل لبنان أم رئيس الوزراء سعد الحريرى، ولكنه وعد أن يكون الحضور اللبنانى على مستوى عال".
وفى ما يتعلق بموضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، أكد "أبو الغيط" أنه يتابع بدقة شديدة هذا الموضوع "ولكننى لم أرصد بعد أن هناك خلاصات تقود إلى التوافق الذى نتحدث عنه، والذى يمكن أن يؤدى إلى اجتماع لوزارة الخارجية العرب يتم خلاله الإعلان عن انتهاء الخلاف وبالتالى الدعوة إلى عودة سوريا لشغل مقعدها بالجامعة العربية.. حتى الآن لا أرصد هذا التطور وهذا المفهوم". على حد قوله.
وردا على سؤال حول وجود الوقت اللازم لدعوة سوريا، قال أبو الغيط: "وزراء الخارجية العرب سوف يلتقون فى المجلس الوزارى فى 6 مارس المقبل، ومن اليوم وحتى موعد انعقاد هذا الاجتماع، بالتأكيد هناك بطبيعة الحال فرصة متاحة للمناقشات، وإذا حدث هذا التطور فليكن.. وإذا لم يحدث فهناك أيضا اجتماع آخر لوزراء الخارجية فى أواخر شهر مارس المقبل فى تونس".
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن المسألة ليست فى توافر الوقت من عدمه لمناقشة عودة سوريا، وإنما الأمر يتعلق فى المقام الأول بـ "الإرادة والتوافق بين الدول العربية الأعضاء وبعضها البعض فى اختيار منهج أو اتجاه". على حد تعبيره.
وأكد أن الأمانة العامة ليست هى التى تقرر فى مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مشيرا إلى أن المسألة تتقرر من خلال طرح الأمر من قبل وزير عربى أو أكثر، سواء فى جلسة اجتماع مغلقة أو عبر مشاورات ثنائية يتم خلالها التداول والنقاش، مشددا على أنه بخلاف الأحاديث المتداولة، فإن عودة سوريا تقتضى وجود التوافق العربى وأن يصدر به قرار مكتوب يقره المجلس الوزارى، وبالتالى تتحرك فى إطاره الأمانة العامة للجامعة العربية.
وأضاف: "الأمانة العامة لجامعة الدولة العربية لا تتحرك أو تبادر من تلقاء نفسها فى أى اتجاه، لأن الإطار الحاكم لها هو قرارات الجامعة العربية".
وردا على سؤال حول تزامن الزيارة التى يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية مع زيارة وزير الخارجية الإيرانى إلى بيروت محمد جواد ظريف، وما إذا كان الأمر يمثل منافسة عربية لإيران – نفى أبو الغيط صحة هذه الافتراض، مؤكدا أنه لم يرصد مثل هذا الأمر.
وأوضح أبو الغيط قائلا: "أنا سبق وكنت قد وعدت الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريرى، أنه فور تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد، سأعود لتقديم التهنئة.. ولا اعتقد أن العرب يتنافسون على دولة عربية.. فلبنان بلد عربى، وفى إطار الدفء العربى – العربى فإن الأمر يقتضينا المجيىء إلى لبنان، وإن كانت هذه الزيارة تصادف وجود وزير الخارجية الإيرانى".
عدد الردود 0
بواسطة:
بكرى محمد احمد محمد
دليفرى
والى متى يستمر العرب فى الإصرار على تحقيق مطالبهم فى سوريا عن طريق سياسة الدليفرى ؟وكيف يتم التواصل والتأثير فى الشعب السورى والنظام السورى فى ظل انسداد شرايين التواصل ؟ الغياب العربى عن الساحة السورية طامة كبرى .