وزير الأوقاف يكتب لـ"اليوم السابع": "إفريقيا القارة الواعدة" تاريخ مشترك ومستقبل واعد.. يجمعنا بناء سلام وحياة كريمة وعدالة بخبراتنا وسواعدهم.. لن نوقف دعمهم لبناء دولهم.. وطلابهم أبناؤنا ودعاتنا بمساجدهم

الأحد، 10 فبراير 2019 02:23 م
وزير الأوقاف يكتب لـ"اليوم السابع": "إفريقيا القارة الواعدة" تاريخ مشترك ومستقبل واعد.. يجمعنا بناء سلام وحياة كريمة وعدالة بخبراتنا وسواعدهم.. لن نوقف دعمهم لبناء دولهم.. وطلابهم أبناؤنا ودعاتنا بمساجدهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفريقيا قارة واعدة ، أفريقيا اليوم ليست أفريقيا الأمس، وأفريقيا معنا ولن تكون علينا، ظروفنا وأوضاعنا ومشكلاتنا وتحدياتنا تحمل كثيرًا من أوجه التشابه والهموم المشتركة، معظم أبناء القارة الأفريقية يبحثون عن السلام وعن الحياة الكريمة , وليس للقارة مطامع في ثروات غيرها، أقصى ما يتمناه أهلها هو أن يتمتعوا بثروات بلادهم وخيراتها، وليس لدى أكثرهم مانع من فتح أبوابهم للتعاون المشترك والقسمة العادلة للمكاسب المشروعة بينهم وبين المستثمرين الجادين من خارجها , وهي قارة لا تزال بكرًا وقادرة على الاستيعاب لضخامة الفرص الاستثمارية بها، وغناها بالموارد الطبيعية التي تمثل ثروة هائلة للقارة وخدمة أبنائها لو تعاونا جميعًا على النهوض بقارتنا والرقى بمستوى أبنائها.
 

 
 

جذورنا مع القارة عميقة

 
 جذورنا مع القارة الأفريقية عميقة، وتاريخنا معها تاريخ مشرف، ولمصر في القلب منها مكانة عظيمة، فقط نريد أن نعود وبقوة إلى هذه الجذور، وأن نقوم بالدور الذي كنا نقوم به عبر تاريخنا القديم والوسيط والحديث من مساعدةِ ومساندةِ دول هذه القارة ما وَسِعنا ذلك، ونحن نمتلك من الرؤى والخبرات ما يشكل إضافة لهذه القارة، وهو ما يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جعله واقعًا ملموسًا على أرضها الكريمة.
 
 ولا شك أن تلك الجهود الجبارة التي قام ويقوم بها الرئيس في الانفتاح على دول القارة والاهتمام بها وبشئونها وحرصه على التنمية الشاملة لها ولسائر دولها، قد أعادت لمصر مكانتها وبقوة على الخريطة الإفريقية.
 
وقد اتخذ الرئيس من العمل على تقوية علاقة مصر بالقارة الإفريقية استراتيجية واضحة وثابتة وراسخة، غير أنه قد بقي علينا جميعًا من التنفيذيين والكتاب والمفكرين ورجال الأعمال والبرلمانيين أن نجعل من الشأن الأفريقي محورًا هامًّا وأساسًا، وأن نعمل على خلق رأي عام بأهمية دورنا الأفريقي، وأهمية علاقتنا الأفريقية ، وأنها إضافة إلى رصيدنا الدولي والاستراتيجي وليست خصمًا منه , وأن نقدر لأشقائنا الأفارقة دورهم البناء في النهوض بالقارة ، في إطار ما حققته بعض دولها من مستويات تبشر بأمل كبير للقارة كلها.
 

العمل معا

 
إننا في حاجة أن نعمل مع أشقائنا الأفارقة، وأن نستثمر معًا،  وأن ننشيء شراكات واسعة مع دول القارة، من باب التنمية الشاملة لجميع دولها وصالح جميع شعوبها، ولا شك أن تخصيص محور هام في منتدى شباب العالم الذي عقد بمدينة شرم الشيخ في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر الجارى إنما يأتى في إطار هذه الرؤية الاستراتيجية الشاملة. 
وقد حاولت أن أضرب أنموذجا في إطار تخصصي العلمي الدقيق وهو مجال الدراسات الأدبية والنقدية , فصوبت وجهتي مبكرًا تجاه أفريقيا وأعددت دراسة عن الساحل الشرقي بها تحت عنوان : (الشعر العماني في المهجر الأفريقي) ، تم طباعتها عام 1420هـ  - 1999م.
 
 وإذا كان مؤرخو الأدب قد اهتموا بمدرستي المهجر : المهجر الشمالي الذي نشأ في أمريكا الشمالية ، والعصبة الأندلسية التي نشأت في أمريكا الجنوبية ، فإنني أفردت كتابًا عن الشعر العماني والشعراء العمانيين في المهجر الأفريقي ، والذين يأتي على رأسهم وفي مقدمتهم الشاعر الكبير أبو مسلم الرواحى أحد أكبر وأهم الشعراء العمانيين عبر تاريخ عمان القديم والحديث إن لم يكن أكبرهم وأشهرهم على الإطلاق .
 
وقد اتخذت وزارة الأوقاف المصرية من الاتصال بأفريقيا والاهتمام بها خطًا ثابتًا لم يتغير ، سواء في إيفاد مبعوثين ، أم في دعوة كبار علمائها إلى مؤتمراتنا الدولية التي بلغت حتى تاريخه سبعة وعشرين مؤتمرًا دوليًّا , وفي مسابقاتنا العالمية للقرآن الكريم التي بلغت حتى تاريخه خمسًا وعشرين مسابقة عالمية , ومن أوائل الفائزين فيها في العام الماضي من قارة أفريقيا حسن مصطفى بشير من دولة نيجيريا بالفرع الثاني ، وهيثم صقر أحمد من دولة كينيا بالفرع الثالث ، وفي العام قبل الماضي البشير أبو بكر من دولة نيجيريا , وتم دعوة عدد كبير من علمائها للمشاركة في المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي عقد في يناير 2019م , ويجري الآن دعوة عدد كبير من أبنائها للمشاركة في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي تعقدها الوزارة في مارس 2019م بإذن الله تعالى , مع توسعنا في التعاون مع أشقائنا الأفارقة في كل ما يتصل بنشر الفكر الوسطي المستنير , وترسيخ أسس العيش المشترك ، وفقه التعايش السلمي بين البشر جميعا، وحق الإنسان في الحياة الكريمة لكونه إنسانًا , بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو عرقه أو لغته أو قبيلته.
وقد أطلقنا في وزارة الأوقاف المصرية مبادرة "عام 2019م عام الحوار والتسامح الديني في أفريقيا" ، قصد إحلال الحوار والتسامح محل الصراع والاحتراب ، وعلى الفور لاقت المبادرة استجابة واسعة وتأييدًا كبيرًا بدأ بتأييد كل من : وزير الأوقاف السوداني ، ووزير الأوقاف الموريتاني، وغيرهم من علماء الدين بالقارة ، وهو ما شجعنا على المضي قُدمًا في تبني المبادرة والعمل عليها على مدار عام 2019م عام رئاسة جمهورية مصر العربية للاتحاد الأفريقي .
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة