استقطب جناح ألمانيا، فى صالة 2، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ50، التى تقام بمركز المعارض بالتجمع الخامس، العديد من الزوار فى اليوم الـ10 من انطلاق المعرض، والسبب يرجع إلى نظارة الواقع الافتراضى.
وأوضح القائمون على الجناح أنه أثناء ارتدائك لنظارة الواقع الافتراضى تجعلك تشعر أنك فى عالم مألوف وغريب جداً، فالنظارة تجعلك بطل رواية "المسخ" للأديب الألمانى العالمى فرانز كافكا، التى نشرت لأول مرة عام 1915.
وبالفعل قام الزوار بارتداء النظارة التى أحضرها الخبير الأجنبى الموجود بالجناح، اليوم، وتمت تهيئة الجناح بتخصيص لارتداء الزوار للنظارة فى أريحية تامة.
وتبدأ رواية "المسخ" بتاجر مسافر اسمه جريجور سامسا، الذى يستيقظ ليجد نفسه قد تحول إلى حشرة بشعة، فى السطر الأول من التحول يصدم "كافكا" القارئ بهذا التحول الرهيب حيث يقول: "استيقظ جريجور سامسا ذات صباح بعد أحلام مزعجة فوجد نفسه قد تحول فى فراشة إلى حشرة هائلة الحجم".
"جريجور"، هذا العامل البسيط، البائس بوظيفته التى تجبره على الاستيقاظ مبكراً ليلحق بقطاراته كى يجوب المدن بائعاً متجولاً، فى شقاء يومى متكرر، بالكاد يحقق له دخلاً يستطيع به أن يعول أسرته، ويجرى "كافكا" هذا الحدث غير الواقعى، وغير محتمل الوقوع، فى مجارٍ واقعية تماما، موهماً القارئ بصدق هذا الكابوس، والذى تمنَّى "جريجور/ المتحول" أن يكون هذا مجرد حلماً مزعجاً سرعان ما يستيقظ منه، لكنه أيقن بتوالى الأحداث استحالة أمنياته، عندما ترتعش أطرافه المفصلية الحشرية فى محاولاته اليائسة للنهوض من فراشه، حيث تسبب له الألم، وعندما يضطر للرد على أسرته القلقة بسبب تأخره فى النوم على حالته الجديدة، ويصافح مسمعيه هذا الصوت الرفيع الغريب الذى هو بالتأكيد صوته غير البشرى، ولا تقتصر مأساة هذا البائس فيما بعد فى عجزه عن المواءمة مع هذا التحول القدرى، بل تتعداه إلى موقف الأسرة السلبى منه، فيما عدا أخته التى كانت تؤثره فى محنته، حين تبتعد عنه مع مرور الوقت وتفاقم أزمته الوجودية، ثم هى تدفعه للاختفاء بعيداً عن الأعين، ثم وهى تبلور مشاعرها لمشاعر باردة وغير إنسانية بالمرة، برغبة جماعية فى التخلص منه، حتى ولو كان الثمن هو الموت، فالارتباط المادى الذى يربطهم به قد انقطع صبيحة التحول الحشرى مع توقفه عن العمل.
بالفعل يموت "جريجور"، ماذا يمكنه أن يفعل غير الموت؟، بعد أن أرهق "كافكا" القارئ بالتفصيلات الحياتية اليومية الكابوسية، التى تؤكد أن مجرد البقاء على هذه الصورة أمراً مرعباً وغير محتمل، وأن الانتحار هو الحل الوحيد الممكن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة