"بطلات فى التحدى".. حكاية 3 فتيات تحدين الصعاب فى شمال سيناء.. "ياسمين" التحقت بالتمريض لعلاج والدها مريض السرطان ..و"مروة" استقرت بالصيدلة بعد رحلة بحث عن مسكن.. و"إسراء" قررت إعادة سنة لتصل لكلية الهندسة

الإثنين، 09 ديسمبر 2019 04:00 ص
"بطلات فى التحدى"..  حكاية 3 فتيات تحدين الصعاب فى شمال سيناء.. "ياسمين" التحقت بالتمريض لعلاج والدها مريض السرطان  ..و"مروة" استقرت بالصيدلة بعد رحلة بحث عن مسكن.. و"إسراء" قررت إعادة سنة لتصل لكلية الهندسة بطلات فى التحدى
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ياسمين، ومروة وإسراء 3 فتيات فى أعمار الزهور، واجهن ظروف اجتماعية بالغة الصعوبة ما بين فقد أغلى ما لديهن وتنقلن من مكان لأخر، بحثا عن مسكن كل هذا صنع منهن بطلات فى التحدى فى مواجهة كل صعب حتى توجت تجربتهن بحصولهن على لقب الفتيات الأكثر تميزا فى شمال سيناء فى مسابقة الدكتورة أمل نصرالله للفتاة الأكثر تميزا، والتى تمنحها لمن يستطعن مواجهة كل الظروف من أجل استكمال رسالة التعليم لخدمة المجتمع.

"ياسمين سليم سالمان سلامة العوايضة سواركة"، من قرية الظهير بمركز الشيخ زويد، واحدة من المتميزات والحاصلة على المركز الأولى فى المسابقة، والتى بدأت معاناتها بحسب روايتها من المرحلة الإعدادية، عندما أصيب والدها بمرض السرطان، وهو من كان من المشجعين لتعليم الفتيات رغم أنه لا يقرأ ولا يكتب.

بطلات فى التحدى (1)

وقالت "ياسمين" إن إصابة والدها دفعتها بعد حصولها على الشهادة الإعدادية، فى عام 2011 لدخول مدرسة التمريض، وكسر أهم حلم فى حياتها وهو دخول الجامعة، وأصبح هدفها من دخول التمريض هو أن ترعى والدها طبيا، وهو يعانى ويلات المرض، ونجحت فى تقديم الخدمة الطبية لوالدها بعد اكتسابها الخبرات، وهى فى المرحلة الدراسية الثالثة بالتمريض، وتشجيع من يصغرها من أشقائها على التعليم حيث التحقت شقيقتها بالثانوية العامة، لتستكمل الحلم الذى لم تحققه هى بدخول كلية الهندسة.

وتابعت، أنها كانت تقطع مسافات من قريتها وصولا لمدرسة التمريض، وفى أحد الأيام، أثناء التدريبات العملية فى مستشفى الشيخ زويد العام، كانت المفاجئة التى قصمت ظهرها وصول جثمان شقيقتها التى كانت للتو معها جثة هامدة، بعد أن استشهدت نتيجة إصابتها بطلق نارى، ولم تصدق وزملائها يسلمونها كراريسها وحذائها وقد أغرقته الدماء .

بطلات فى التحدى (2)

وأردفت، أن الحادث أثر عليها معنويا وعلى والدها المريض، وكان استشهاد شقيقتها حديث الجميع، حيث كانت أول حالة استشهاد طالبة ثانوية عامة فى شمال سيناء، ومضت الشهور عليها وانتهت دراسة دبلوم التمريض، والتحقت بمعهد التمريض بالعريش فى السنة الأولى، وأثناء الدراسة، وصلنى خبر وفاة والدى متأثرا بمرضه، لتكون الفاجعة الثانية، ثم الفاجعة الثالثة محاولة والدتى مغادرة القرية بحثا منطقة آمنة لنسكنها وكان المستقر قرية الروضة بنطاق مركز بئر العبد، هناك استقرت الوالدة فى منطقة مزار تحت سقف عشة بسيطة، وتأوى أسرتنا الصغيرة فى مخاطر كثيرة كان بينها وجود أفاعى وعقارب، وكادت أن تكون ضحية إحداها عندما لدغتها فى يوم العيد.

وتابعت قائلة، واجهت فى السنة الدراسية الخامسة بالمعهد، أنه لا مكان لها ببيت الطالبات وطرقت كل أبواب المسؤولين دون جدوى حتى وقفت بجانبها نوال سالم مقرر المجلس القومى للسكان، وتم توفير المسكن، وحصلت على شهادة معهد التمريض والتحقت بالعمل ممرضة.

واستطردت ياسمين، إنه فى هذا الوقت التحقت شقيقتها الصغرى بثينة بالثانوية العامة، وهى قررت أن تخوض تجربة تحقيق حلمها القديم وقدمت أوراقها لتدرس الثانوية العامة انتساب إلى جانب عملها الوظيفى.

بطلات فى التحدى (3)

وأوضحت، أنها تقدمت للدراسة فى مدرسة قريتها بالشيخ زويد انتساب، وكانت فى وقت راحة عملها بالمستشفى تستذكر الدروس وأثناء عودتها لزيارة والدتها فى قرية الروضة، تستعين بمعلمين أكفاء من أبناء القرية يقومون مجانا بإعطائها الدروس .

وأكملت، أنه فى نوفمبر 2017 فقدت معلميها فى قرية الروضة، بعد أن استشهدوا فى حادث اقتحام إرهابيين للمسجد وفى هذا التوقيت كانت فى عشتهم وشاء القدر أن ينجيهم بعد أن اقتحم إرهابيون بينهم يبحثون عن كل الرجال ويقتلوهم.

وأشارت ياسمين، إلى فقدها لمعلميها ومعهم عددا من أبناء عائلتها زاد من عزيمتها وإصرارها على المواصلة، حتى وكان تتويج الحلم بحصولها على الثانوية العامة انتساب بالتزامن مع حصول شقيقتها أيضا على الثانوية العامة، واستكملت تعليمها بجانب وظيفتها وحققت تعليمها انتساب بدخول كلية الاقتصاد المنزلى بجامعة العريش وشقيقتها كلية الهندسة، مضيفية أن شقيقها أصبح يدرس بالجامعة وكل ما تتمناه حاليا أن تقابل كل من يدعى أن الظروف هى من نصيب الشباب باليأس ليسمع قصتها ويغير وجهة نظره.

فيما، قالت مروة سليمان هنيد الحاصلة على المركز الثانى فى التميز، إنها من سكان منطقة دوار آلتنك بشمال سيناء ووالدها ووالدتها غير متعلمين، وكان كل حلمهم أن تستكمل ابنتهم تعليمها فى تشجيع متواصل، حتى أصبح والدى هو مثلى الأعلى، مضيفية أنه نتيجة المخاطر على حياتنا انتقلنا من سيناء للإسماعيلية بحثا عن مسكن وهناك كانت المعاناة الشديدة، خاصة أن والدها لا مصدر عمل له، وكان يحاول بكل ما يستطيع توفير مصدر عيش وما يكفى مصدر معيشتهم، وكان الحصاد أنها من بين أوائل المحافظة والتحقت بكلية الصيدلة قائلة، "لازلت أحلم بالتخرج وأثمن دور والدى المستمر فى عطائه لأبنائه، وأنها تدرس فى كلية الصيدلة وأمنيتها أن تجد شقيقتها وشقيقها خريج الجامعة مصدر عمل لهما ليكونا سند لوالديهم".

بطلات فى التحدى (4)

بينما قالت المتميزة الثالثة، وهى إسراء خالد عيد جمعة بتور من رفح، أنها حققت حلمها بدخول كلية الهندسة بجامعة قناة السويس، بعد أن أجبرتها الظروف على إعادة الدراسة فى السنة الثالثة بالثانوية العامة، وهى من كانت من بين العشر الأوائل فى الصفين الأول والثانى.

وأوضحت أن ظروف قاسية تعرضت لها كانت السبب، بعد أن لم تجد معلمين يتدارسون معها  دروسها فى منطقة المساعيد، التى رحلت إليها من رفح، مضيفية أنها التحقت بقسم كهرباء وتنتظر أن تتخرج لتكون صاحبة دور مميز فى إنشاء مشروعات على أرض سيناء .

وكانت الفتيات الثلاثة حصلن على جائزة التميز من بين 32 من خريجات الثانوية العامة بشمال سيناء من مركزى الشيخ زويد ورفح فى مسابقة جائزة الدكتورة أمل نصرالله للفتاة الأكثر تميزًا بالشيخ زويد ورفح وسلم عددا من رموز التعليم بشمال سيناء الفائزات الجوائز المقدمة المالية ودرع التميز للثلاثة الاوائل ودرع التقدير ل 29 فتاة المتقدمات لخوض المسابقة فى احتفال نظم بمقر نقابة المعلمين بشمال سيناء بحضور قيادات العمل التنفيذى والشعبى بشمال سيناء ورموز العمل الأهلى من المهتمين بالتعليم واولياء امور.

وحصلت الأولى على جائزة قدرها 15 ألف جنيه والثانية على جائزة مالية مبلغ 10 آلاف جنيه والثالثة على جائزة مالية قدرها 5 آلاف جنيه .

ومن جانبها، قالت الدكتورة أمل نصرالله مقدمة الجائزة، انها تقدمها بصفتها الاعتبارية كأحد العاملين فى مجال التعليم بشمال سيناء، والشخصية كسيناوية بدوية أخذت قسطا لا بأس به من التعليم عن جائزة سنوية لأكثر الفتيات تميزا من قرى الشيخ زويد ورفح تشجيعا للفتيات اللاتى يعانين من أجل الوصول إلى أحلامهن لمجرد وجودهن فى القرى النائية بدعم من الأهل والمجتمع السيناوى. 

وأضافت، أنه تم توسيع نطاق الجائزة ليشمل مستفيدات من كافة قرى ومراكز الشيخ زويد ورفح، وأن التنمية تبدأ بالتعليم والاهتمام بالثقافة والتنوير وتطوير الفكر وإصلاح حال الفتاة والمرأة عموما هو إصلاح للمجتمع بأسره واستثمار يصب فى مصلحة الوطن.

بطلات فى التحدى (5)






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة