"المقام المحمود" تفسيرها تسبب فى محنة "ابن جرير".. تفسيرات قاتلة "تعرف عليها"

الإثنين، 09 ديسمبر 2019 10:00 م
"المقام المحمود" تفسيرها تسبب فى محنة "ابن جرير".. تفسيرات قاتلة "تعرف عليها" الآية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا" هكذا يقول الله تعالى فى الآية (79) من سورة الإسراء، كما يقول المؤمنون فى الدعاء عقب كل آذان "وابعثه المقام المحمود الذي وعدته"، فما هو ذلك المقام المحمود الذى وعد الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وكيف فسر الفقهاء ذلك القول.

بحسب موقع "دار الإفتاء" التابع للمجلس الإسلامى الأعلى فى استراليا، فالمقام المحمود في الآية الشريفة فهو (الشفاعة العظمى) كما صح فى الحديث من رواية البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم، وما يروى عن مجاهد من أنه صلى الله عليه وسلم يقعد على العرش، لا يصح ومخالف لنص النبي صلى الله عليه وسلم في أنه الشفاعة.

ووفقا لموقع الفتاوى الإسلامية "إسلام ويب" فإن القول الصحيح أن المقصود بالمقام المحمود هو المقام الذي يقومه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس؛ ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم، قال القرطبي في تفسيره: اختلف فى المقام المحمود على أربعة أقوال: الأول- وهو أصحها- الشفاعة للناس يوم القيامة، قاله حذيفة بن اليمان.

ويذكر كتاب "تفسير الألوسى (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) للألوسى الكبير، عن أبى هريرة عن النبى "ص" أنه سئل عن المقام المحمود فى الآية سالفة الذكر فقال: "هو المقام الذى شفع فيه لأمتى" وأجاب من ذهب إلى الأول بأنه يحتمل أن يكون المراد المقام الذى أشفع فيه أولا.

ويوضح كتاب " القراءات المتواترة التى أنكرها ابن جرير الطبرى" للدكتور محمد عارف عثمان موسى الهردى، أن أهل التأويل اختلفوا فى معنى المقام المحمود، فقال أكثر أهل العلم ذلك المقام هو الشفاعة يوم القيامة، وقال آخرون بل ذلك المقام هو أن يقعد الله مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم على عرشه، وكان من بين معارضى هذا الرأى الإمام ابن جرير الطبرى.

ويرى كتاب " اختلاف المفسرين- أسبابه وآثاره" أنه لعل أول فتنة وقعت فى تفسير آية تتعلق بذات الله سبحانه وتعالى نتجة تقديم العقل على الشرع، هو ما وقع فى بغداد سنة 317هـ، بين أصحاب أبى بكر المروزى الحنبلى وبين العامة فى تفسير قوله تعالى :" "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا"، فقد فسرت العامة المقام المحمود: بأن يجلس الله رسوله معه على العرش، وذكر الطبرى عن مجاد فى تفسير المقام المحمود أنه قال:" يجلس معه على العرش" وفسرها آخرون بأن المراد بها الشفاعة العظمى يوم القيامة، وهو الصحيح، حسب وصف المؤلف.

ويوضح كتاب "آيات الصفات ومنهج ابن جرير الطبري في تفسير معانيها (سلسلة الرسائل والدراسات" للدكتور حسام بن حسن صرصور، ما ذكره الإمام الذهبى: "وقد وقع بين ابن جرير وبين أبى داوود وكان كل منهما لا ينصف الآخر، وكانت الحنابلة حزب ابن أبى داوود، فكثروا وشغبوا على ابن جرير وناله أذى، ولزم بيته".

وأكد الكتاب: أن الحنابلة لما سمعوا بذلك وثبوا رموا ابن جرير بمحابرهم وقد كانت ألوفا، فقام بنفسه ودخل داره، فردموا داره بالحجار حتى صار على بابه كالتل العظيم، وركب نازوك صاحب الشرطة فى عشرات ألوف من الجند يمنع عنه العامة، ووقف على بابه إلى إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه.

وقال الإمام بن الأثير: فى هذه السنة توفى محمد بن جرير الطبرى صاحب التاريخ ببغداد، ودفن ليلا بداره، لأن العامة اجتمعت ومنعت دفنه نهارا وادعوا عليه الرفض والإلحاد ما عرفوه ولا فهموه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة