رحلة الكشف عن جرائم "داعش" ضد الإيزيديات.. مواجهة "أشواق حجى" مع مغتصبها تفتح الباب لتوثيق خطايا التنظيم الإرهابى.. والعربية تُعد فيلما وثائقيا بعنوان "بمواجهة الداعشى المغتصب" لكشف تفاصيل مأساة السبايا

السبت، 07 ديسمبر 2019 06:00 م
رحلة الكشف عن جرائم "داعش" ضد الإيزيديات.. مواجهة "أشواق حجى" مع مغتصبها تفتح الباب لتوثيق خطايا التنظيم الإرهابى.. والعربية تُعد فيلما وثائقيا بعنوان "بمواجهة الداعشى المغتصب" لكشف تفاصيل مأساة السبايا جرائم داعش
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسواق للنخاسة واعتداءات جنسية على النساء والأطفال وجرائم إبادة جماعية قتل فيها كثير من الرجال، كانت هذه جملة الأعمال الإجرامية التى نفذتها عناصر تنظيم داعش الإرهابى ضد الإيزيديين فى العراق عقب سيطرتهم على مناطق واسعة فى سوريا والعراق خلال العام 2014 لإقامة دولتهم المزعومة، واليوم مع ترنح التنظيم الإرهابى عقب مقتل زعيمه أبو بكر البغدادى، واعتقال وقتل كثير من قياداته، تتكشف أمام العالم مزيد من التفاصيل حول قسوة وبشاعة جرائم الدواعش ضد العراقيين عامة والإيزيديين خاصة فى شمال العراق.

 

تنظيم داعش الإرهابى، عقب سيطرته على عدة مناطق فى العراق عام 2014، أعطى لعناصره رخصة التكفير والتحريم دون وجه حق، هذا إلى جانب ارتكاب إرهابييه فظائع ضد المدنيين خاصة الإيزيديين فى شمال العراق، الذين تعرضوا لإبادة انتهت باختطاف آلاف الرجال والأطفال والنساء كأسرى حرب رغم أنهم مدنيين وليسوا جنود عسكريين، وجرائم تنظيم "داعش" امتدت إلى احتجاز النساء كسبايا وبيعهم فى سوق للنخاسة، وقد كان لهذه التجارة الحرام مسئول من أعضاء التنظيم الإرهابى.

 

 

مؤخرًا ظهرت الفتاة الإيزيدية أشواق حجى حميد، البالغة من العمر 19 عامًا، فى مواجهة قاسية على نفسها مع الداعشى الذى اغتصبها أثناء أسرها فى معسكرات التنظيم الإرهابى بينما كان عمرها آنذاك 14 عامًا فقط، وخلال هذا المشهد الصعب الذى لم تتخيل الفتاة يومًا أن تقف فيه، استجمعت أشواق شجاعتها وقوتها بقدر الإمكان لتواجه المجرم مرة أخرى بعد 5 أعوام، فيما تتبدل الأدوار بينهما، حيث تعيش هى حرة طليقة، فى الوقت الذى يقع هو فى قبضة السلطات العراقية سجينًا.

 

وقفت الفتاة الإيزيدية أمام مغتصبها بعد 5 سنوات - وهو الآن معتقل فى السجون العراقية – فيما أظهر لقطات للمواجهة مذاعة عبر شاشة قناة العراقية الإخبارية، الفتاة والدموع تملأ عينيها، وكانت تبكى بحرقة، وقالت له: "لماذا حطمت أحلامى وكسرت قلبى؟"، كما قالت أشواق للإرهابى: "دمرت حياتى.. كان عمرى 14 عامًا عندما اغتصبتنى مارست بحقى أبشع أنواع الظلم، كنت بعمر أبنائك، سرقت أحلامى، اليوم دورك عيش الظلم والقهر والوحدة".

 

وفى المقابل، ظل الداعشى الإرهابى منخفض الرأس للأسفل، ولم يرد على أى من أسئلتها، لكن الفتاة لم تتحمل حجم المآسى التى استعادتها لذكرياتها المؤلمة، وسقطت مغشيًا عليها.

 

 

وبعد مرور عدة أيام من إذاعة هذه المواجهة على الهواء مباشرة، أعلنت قناة العربية، اليوم السبت، عن إذاعتها فيلم وثائقى جديد بعنوان "بمواجهة الداعشى المغتصب"، وتظهر "أشواق" وجهًا لوجه مع الداعشى الذى اختطفها وهى فى عمر الـ14 عامًا، وتسأله عن مصير أهلها، ويكشف الفيلم الوثائقى، كيف دمر هذا التنظيم الإرهابى حياة الشابة العراقية أشواق، بينما تظهر الفتاة العراقية خلال الفيلم الوثائقى وهى فى حالة بكاء شديدة.

 

وبثت قناة العربية العديد من الأفلام الوثائقية عن تنظيم داعش الإرهابى، حيث عرضت فيديو لعنصر داعشى بأحد السجون السورية، يكشف علاقة تنظيم داعش بتركيا، ويؤكد أن تركيا هى المورد الرئيسى للأسلحة إلى التنظيم الإرهابى.

الإيزيدية أشواق حجى تواجه مغتصبها الداعشى
الإيزيدية أشواق حجى تواجه مغتصبها الداعشى

 

ويشار هنا إلى أنه قبل هذه قبل المواجهة، كانت قد روت أشواق حجى، بشجاعة – خلال لقاء سابق مع قناة "روسيا اليوم" الناطقة بالإنجليزية - كيف كانت بين 300 إلى 400 فتاة وامرأة إيزيدية تم بيعهن كعبيد بعد أن قُتل الآلاف من الرجال على أيدى تنظيم داعش فى جبل سنجار عام 2014، وتتذكر أشواق خلال هذا اللقاء كيف اشتراها الإرهابى المدعو أبو همام، من سوق الرقيق التابع لداعش فى الموصل، بالعراق، موضحة كيف كان يعتدى عليها جنسيًا ويضربها عدة مرات فى اليوم.

 

وبالعودة أكثر إلى مزيد من التفاصيل، فإن الإيزيدية أشواق حجى، فرت إلى ألمانيا عام 2015، وبدأت فى بناء حياة جديدة، لكنها اضطرت لمواجهة الصدمة مرة أخرى عندما التقت بشخص فى أحد شوارع شتوتجارت، بألمانيا، واعتقدت فى البداية أنه "أبو همام"، وعلى الفور أخبرت السلطات الألمانية أنها شاهدت المعتدى عليها واتهمتهم فى ذلك الوقت بعدم أخذ قضيتها بجدية كافية، على الرغم من أنهم قالوا إنهم لا يستطيعون التعرف على الرجل بناءً على أوصافها.

أشواق حجى تبكى أثناء مواجهة مغتصبها الداعشى
أشواق حجى تبكى أثناء مواجهة مغتصبها الداعشى

 

وخوفًا على حياتها مرة أخرى، قررت الفتاة الإيزيدية العودة للعيش فى مخيم للاجئين مع والدها فى العراق، لكن الشهر الماضى، قالت الفتاة الإيزيدية أشواق، للتلفزيون العراقى، إنها ارتكبت خطأ فى التعرف على الرجل فى ألمانيا لأنه يشبه مهاجمها الذى سبق وأن اشتراها من سوق النخاسة مقابل 100 دولار.

 

وفيما يتعلق بملف الإيزيديات المختطفات فى معسكرات داعش بشكل عام، فإن إحصائيات عن أعداد المحررات والناجيات والناجين من قبضة التنظيم، نشرت مايو الماضى، أشارت إلى أن الأعداد وصلت حتى الآن إلى 3 آلاف و451 ناجيًا وناجية من إجمالى 6 آلاف و517 شخصا اختُطفوا منذ يوم الإبادة، ليتبقى 2966 شخصًا بين أيدى عناصر داعش، وهو ما يستدعى سرعة التحرك لإنقاذ أرواح الأسرى الباقين.

 

أما المعلومات المتوفرة حتى الآن من واقع روايات الإيزيديات الهاربات من معسكرات "داعش"، أن بيعهن كان يتم بالعملة الصعبة من قبل تجار فى أسواق للنخاسة داخل الأراضى السورية، وكن يعرضن بأسعار متفاوتة تتحكم فيه عدة عوامل أساسية منها، عمر الفتاة أو السيدة، ومستوى جمالهن، كذلك يختلف السعر بين الفتاة العذراء والمتزوجة، إلى غير ذلك من الأمور، بينما تراوحت الأسعار ما بين 10 إلى 20 ألف دولار أمريكى فى المتوسط، وإلى جانب ذلك كانت تتم عملية البيع بعد ذلك فى مزادات أو بين أفراد من عناصر التنظيم، والتى كانت تختلف الأسعار فيها حسب الفتاة المعروضة للبيع، فمنهن من بيعت بـ 10 أو 15 ألف دولار حتى وصل سعر البعض إلى ما يقرب من 80 ألف دولار، ومنهن من بيعت بقيمة 100 دولار فقط أو 200 دولار فقط، وذلك بحسب تقارير سابقة لوكالة "سبوتنيك" الروسية.

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة