بيتر هاندكه.. 77 عاما من إثارة الجدل آخرها جائزة نوبل

الجمعة، 06 ديسمبر 2019 06:00 م
بيتر هاندكه.. 77 عاما من إثارة الجدل آخرها جائزة نوبل بيتر هاندكه
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بيتر هاندكه هو كاتب ومترجم نمساوى، منذ أن صدر قرار بمنحه جائزة نوبل للآداب لعام 2019 أثار حالة من الجدل باعتباره شخصية مثيرة للجدل، بسبب دعمه للصرب خلال حرب يوغسلافيا فى التسعينيات، وتمر اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1942م.

لم يكن اندهاش الكتاب والنقاد وحدهم من قرار جائزة نوبل بمنحها للكتاب النمساوى، بل استقبل بيتر هاندكه نفسه الخبر بأنه "مندهش" من الفوز بالجائزة، قائلا: إن القرار "شجاع جدًا من قبل الأكاديمية السويدية".

وقالت الأكاديمية السويدية التى تشرف على الجائزة المرموقة فى بيان آنذاك، إن السيد هاندكه تم تقديره "للعمل المؤثر الذى اكتشف براعة لغوية محيط وخصوصية التجربة الإنسانية"، وسيحصل على تسعة ملايين كرونة سويدية (740،000 جنيه إسترلينى)، بالإضافة إلى ميدالية ودبلوم.

لكن كثيرين عارضوا قرار الأكاديمية بتسليم الجائزة إلى رجل كان يعتبر قريبًا من الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، حيث شارك هاندكه في جنازته عام 2006.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "bbc"، كتب وزير خارجية ألبانيا جنت كاكاج على تويتر أن الجائزة: "كانت مخزية وتم منحها لـ "منكر للإبادة الجماعية"، وتابع: "لقد نفى ذات مرة المذبحة الصربية في سريبرينيتسا وقارن بين مصير صربيا ومصير اليهود خلال الهولوكوست - على الرغم من اعتذاره فيما بعد عن ما سماه "زلة اللسان".

وغرد وزير خارجية كوسوفو السابق بيتريت سليمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا "مرحباً جائزة نوبل. هل تعلمون أن هاندكه كان يدعم حصار سراييفو، واحتسى الخمر مع الجنود الذين كانوا يقنصون الأطفال وقال إن "المسلمين يقتلون أنفسهم"؟ مقزز. هذا هو أكثر قرار عدائي ممكن، ماذا بعد؟".

وكتب رئيس الوزراء الألباني إدي راما على تويتر: "لم أفكر أبدًا في أنني سأشعر بالتقيؤ بسبب جائزة نوبل".، وقال رئيس كوسوفو هاشم ثاتشي: "قرار جائزة نوبل جلب ألمًا هائلاً لضحايا لا حصر لهم".، ووصفت سفيرة كوسوفو في الولايات المتحدة فلورا سيتاكو قرار الأكاديمية السويدية بأنه "أخرق ومخز".

بينما قال الأمير سلجاج، أحد الناجين من مذبحة أكثر من 8000 رجل مسلم من سريبرينيتسا: "من محبي ميلوسوفيتش ومنكر الإبادة الجماعية سيئ السمعة يحصل على جائزة نوبل في الأدب ... يا له من وقت لنبقى على قيد الحياة".، فيما قالت الروائية جنيفر إيجان في بيان لها: إنها "مندهشة من اختيار كاتب استخدم صوته العام تقويض الحقيقة التاريخية".

وانتقد الكاتب البريطانى هارى كونزرو القرار، وقال لصحيفة الجارديان: "نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى المثقفين العامين القادرين على الدفاع بقوة عن حقوق الإنسان في مواجهة اللامبالاة والسخرية من قادتنا السياسيين. هاندكه ليس مثل هذا الشخص".

وقال المؤرخ والمؤلف البريطاني أورلاندو فيغز إنه شعر "بصدمة عميقة" من أن "مدافعًا سيئ السمعة عن نظام سلوبودان ميلوسوفيتش القاتل" حصل على جائزة نوبل للآداب، متسائلا إلى أين يتجه العالم؟!.

وأضاف الصحفى البريطاني إد فوليامى، فى صحيفة الجارديان البريطانية، إن أغلى جائزة فى الأدب تذهب إلى كاتب ينكر وجود معسكرات الاعتقال، فمهما كانت مزاياه الأدبية، فإن أخلاقيات "بيتر هاندكه" كفيلة باستبعاده من الجائزة.

كما أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة الدكتور علاء عبد الهادى، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بيانا يرفض فيه منح جائزة نوبل فى الآداب لعام 2019 للكاتب اليمينى الذى وصفه بالمتطرف النمساوي بيتر هاندكه.

كل ما سبق جعل هناك حالة من الجدل، فعندما منحت الفرصة لعدد من الصحفيين لمقابلة هاندكه فى حديقة منزله، حيث قال لمحطة البث النمساوية ORF، أنه بمجرد أن وقف أمام حديقة منزله الخاصة، تجمع نحو 50 صحفيا، كلهم أخذوا يحدثوا عن موقفه من الحروب الصربية، والجدل المثار حولها، وشكا من أن أحدا لم يسأله عن أعماله وكتاباته الأدبية.

وهو ما جعله يرفض التحدث مرة اخرى مع الصحفيين، وفقًا لمجلةORF ، حيث أكد إنه لن يتكلم مطلقًا مع الصحفيين مرة أخرى، وذلك بعد أن سئل عن انتقادات من ساسا ستانيسيتش، الروائية البوسنية الألمانية التي فازت بجائزة الكتاب الألماني ليلة الاثنين.

والكاتب النمساوى، معروف بموقفه المؤيد بقوة للصرب، مما قاده إلى إصدار كتابه عام 1996 "رحلة إلى الأنهار: العدالة لصربيا" ، والتي صور فيها صربيا بأنها الضحية الحقيقية للصراع، وفي عام 2006 ، تحدث في جنازة مجرم الحرب الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش معلنا: "أنا لا أعرف الحقيقة، لكنني أنظر، انا اسمع. انا اشعر،أنا أتذكر، لهذا السبب أنا هنا اليوم، بالقرب من يوغوسلافيا، بالقرب من صربيا، على مقربة من سلوبودان ميلوسوفيتش".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة