أكرم القصاص - علا الشافعي

بيشوى رمزى

عُرف الشماتة فى الموت بين إسرائيل والإخوان

الخميس، 05 ديسمبر 2019 10:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عناصر الجماعة الإرهابية بعدما أثبتوا للعالم أجمع أنهم أهل إرهاب أضافوا الشماتة إلى صفاتهم، حيث أظهروا أنهم لا يتمتعون بالحنكة الكافية التى تمكنهم من الصمت، ولو لأيام قليلة، دون الشماتة فى وفاة شعبان عبد الرحيم، خاصة بعدما انتهج قادة إسرائيل، هذا السلوك المشين، بحق الرجل، حتى يبعدوا عن أنفسهم شبهة المقاربة مع السلوك الإسرائيلى، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التى يخرج فيها قيادات الجماعة للإعراب عن شماتتهم فى العديد من الشخصيات التى انتقلت إلى ذمة الله، سواء كانوا من أهل الفن أو السياسة أو حتى من العلماء الذين تبنوا مواقف مناوئة لهم.
 
ولعل تغريدات قطاع كبير من عناصر الإرهابية وقيادتها للإساءة إلى الرجل، تلفت الانتباه إلى مدى التقارب بين الفكر الإسرائيلى المتطرف، وأفكار الجماعة، فى العديد من المسارات، خاصة وأن كلاهما يتخذ من الدين ستارا يبرر من خلاله انتهاكاته وجرائمة من أجل السيطرة والتوسع، بعيدا عن مبادئ الوطنية أو الدين أو حتى المبادئ الإنسانية المتفق عليها من الجميع باختلاف أديانهم أو ألوانهم أو أجناسهم.
 
ويمثل ما يمكننا تسميته بـ"عقدة الاضطهاد" والاتجاه نحو العزلة هى السبب الرئيسى وراء حالة الكراهية الإخوانية الإسرائيلية لكل المختلفين معهم، فلو نظرنا إلى الجانب الإسرائيلى، نجد أنهم يروجون لأنفسهم باعتبارهم الواحة المكروهة، ليس فقط من قبل جيرانها العرب، ولكن من العالم أجمع، من أجل ابتزازه، لتحقيق المزيد من المكاسب، وهو ما يبدو واضحا، فى محاولات التركيز على الحقبة النازية، والتى أصبحت سلاحا يمكنهم التلويح به فى وجه الغرب للحصول على الدعم، وربما يلوحون به فى وجه خصومهم العرب، إذا ما تبنوا مواقف مناوئة لهم، مستخدمين اللجان والتكتلات الموالية لهم، فى العديد من دول العالم، لممارسة مزيد من الضغوط فى الداخل لتحقيق أهدافهم.
 
النهج الإخوانى لا يختلف كثيرا عن الأسلوب الإسرائيلى، حيث تعتمد الجماعة على ميليشياتها الإلكترونية، فى حشد الموالين لهم، لممارسة الضغوط على القوى الدولية الكبرى، ولو أن الفارق الجوهرى، هو أن التكتلات الصهيونية تتحرك لخدمة ما يرونه "وطنا" لهم، فى حين أن الجماعة دائما ما تبيع الأوطان لصالح التنظيم، والذى يعتبرونه أكثر أهمية من الوطن.
 
يعد التقارب الفكرى، وربما السلوكى بين الجماعة المتطرفة، والدولة العبرية، دافعا رئيسيا للعلاقة القوية التى تجمع التنظيم بإسرائيل، وهو ما يبدو واضحا، على سبيل المثال، فى النموذج التركى، والذى طالما روج لشعارات عدوانية تجاه إسرائيل، بينما فى الوقت نفسه يبدو أكبر الداعمين لها، محتفظا بعلاقات قوية معها منذ وصوله إلى سدة السلطة فى بلاده فى عام 2003، حيث حرص بعد وصوله إلى السلطة على زيارة تل أبيب للقاء نظيره الإسرائيلى آنذاك آرييل شارون، بل ووضع إكليلا من الزهور على المؤسس ثيؤدور هرتزل.
 
التقارب الإسرائيلى الإخوانى يبدو فى الكيفية التى يتعامل بها كلا الجانبين مع أزماته الداخلية، عبر اختلاق الصراعات، والتى قد تصل بالبلاد إلى حد الحروب، لتحقيق مكاسب انتخابية، وهو ما بدا فى محاولات النظام التركى الإخوانى فى إيجاد صراع مع أكراد الداخل تارة، والحرب على أكراد سوريا تارة أخرى، من أجل حشد المواطنين خلفه، والحصول على دعمهم فى الوقت الذى تتوارى فيه شعبيتهم.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة