محمد أحمد طنطاوى

"المعلمين أكثر من الصنايعية"

الخميس، 05 ديسمبر 2019 10:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عبارة سمعتها من صديق مقرب، أعجبتنى وأدركت أنها واحدة من أهم أسباب مشكلاتنا فى مصر، فالمهام الإشرافية والوظائف التى لا تقدم جديدا ويقتصر دورها على التنظير والمتابعة والتوجيه وكل الكلمات المرادفة لهذه المعانى، تعطل مجتمعاتنا، ولا يمكن أن نطمح إلى تقدم أو تطور دون أن  يكون لكل عمل ووظيفة توصيف محدد وواضح، ودور فنى حقيقى، بدلا من فكرة " ازيكم.. أخبار الشغل ايه ؟! " فهذه الأدوار يجب ألا يكون لها وجود فى الوقت الراهن الذى نسعى فيه إلى تطوير منظومة العمل والإنتاج.

 فى بعض المهن ترى العجب، فتجد مديرا كبيرا على " الدرجة الأولى" يرأس ثلاثة عمال، اثنين منهم فى وردية الصباح، والثالث فى وردية المساء، والعجب أن تجد له مكتب وخدمات وهاتف، فى حين أنه لا يقدم شيئ ولا يأت بجديد، ولا يقدم عملا ولا يساعد حتى فى تطوير عمل من يتولى الإشراف عليهم، لتكون المحصلة فى النهاية " صفر " ويظل العمل " محلك سر "، نتيجة هذا الإرث الكبير من التضخم البيروقراطى، والترهل الوظيفى، الذى ورثته الدولة، وتحاول الآن جاهدة لإصلاحه وتقويمه قدر المستطاع.

لو شئنا توصيف الهدف الرئيسى للتكنولوجيا فى المجتمع ، فلن يخرج عن تقليل فاقد الوقت والجهد، بهدف دورة عمل أسرع وأكفأ، إلا أننا على الرغم من الشروع نحو التطوير التكنولوجى وميكنة كل الخدمات الحكومية، وإعلان إلغاء التعاملات الورقية خلال عام 2020، إلا أننا مازلنا نعانى من العادات الوظيفية البالية والروتين الذى ورثه الموظف على مدار عشرات السنين بين الدفاتر الورقية والدوسيهات والمكاتب "الايديال" الحديدية والأرفف الممتلئة عن آخرها بالأوراق والمستندات، فيجب أن تخرج كل هذه المسميات من عقل الموظف أولا قبل الشروع فى أى تطوير .

وعلى سبيل المثال، فإن ما تم من ميكنة فى مكاتب الشهر العقارى، يعد طفرة تكنولوجية كبيرة، تقلل الوقت والجهد، وتجعل المواطن يحصل على الخدمة بصورة تليق، إلا أن الماكينة التى يمكنك من خلالها حجز دور والحصول على " إيصال" برقم يرتب أسبقية الحضور، مازال يجلس عليه موظف، وكأننا لم نفعل شيئا، وبدلا من أن تقلل التكنولوجيا العمالة، وتختصر دورة العمل، زادت موظفا كل  مهامه أن يقدم لك تذكرة المرور، مع أن الأمر لا يحتاج إلى مهارات خاصة أو حيل "جهنمية".

فى أوروبا ودول العالم المتقدم، تتحرك السيارات على الطرق السريعة وتمر من بوابات تحصيل الرسوم، دون أن يكون بتلك البوابات عنصر بشرى واحد، فقط تمرر الكارت على جهاز صغير، تفتح البوابة دون أى مشكلة، ويتم احتساب الرسوم من نفس الكارت، فلم نجد 5 عمال ومشرف وردية ومدير ليلى ثم مدير للبوابة، فكل هذه المهن يجب أن تختصرها التكنولوجيا، بصورة تقلل من الوقت المهدر، وكذلك التكلفة، فالعصر القادم لن يكون فيه مكان إلا للوظائف الإنتاجية، القائمة على العمل والجهد، دون أن تخضع لتوجهات أو روتين.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة