كان عمر الصحفي الفلسطيني أمجد ياغي تسع سنوات فقط عندما غادرت أُمه قطاع غزة فيما كان يفترض أن تكون رحلة قصيرة إلى مصر لتلقي العلاج، لكن مر عشرون عاما قبل لم شملهما بسعادة في مصر هذا الأسبوع.
فوالدة ياغي، نيفين زهير، لم تستطع العودة إلى غزة بسبب آلام حادة أسفل الظهر تحتاج إلى عملية جراحية.
ورغم 14 محاولة من ياغي للسفر من أجل رؤية أمه فإنه لم يستطع الخروج من غزة لا سيما بعد أن سيطرت حركة حماس على القطاع في 2007 وفرضت إسرائيل ومصر حصارا تضمن قيودا على حركة السفر منه وإليه.
وعلى الرغم من دعوته لحضور العديد من المؤتمرات خارج القطاع فأن ياغي كان لا يحصل على تصريح بالسفر إلا بعد انتهاء المؤتمر المدعو له، الأمر الذي يحرمه مبررا للعبور خارج الحدود.
وأخيرا حصل ياغي على تأشيرة لدخول مصر عبر الأردن، وتوجه إلى شقة والدته في مدينة بنها بدلتا النيل يوم الاثنين (2 ديسمبر كانون الأول).
وعندما رأته أمه من شرفة مسكنها صاحت باسم ابنها وهبطت الدرج سريعا لأسفل البناية لتحتضنه وتمسك بيده ويصعدا معا إلى الشقة.
وقال ياغي، الذي عاش جميع حروب غزة مع إسرائيل وأصيب في عام 2009 "يعني شعور عظيم جدا إنك أنت رايح تشوف الست اللي ولدتك وكانت فيه ظروف صعبة سياسية واجتماعية ونفسية إنك تمنعك تلتقي في والدتك".
وأضاف "فانت لما تروح تشوف فجأة أنت تحس إنك أنت بطل عن كل الفيديوهات اللي بتشوفها، قصتك هي الأقوى. لأن أمك بينك وبينها ساعات لكن محتاج ٢٠ سنة لما تشوفها".
وأردف "كل هذه المواقف أنت محتاج أُم. أنا أوكي باعتباري كبير، ٢٩ سنة. لكن أنا محتاج أُم. محتاج حد جنبي. عندي أُسرة، عندي بيت في غزة. عندي قرايب. كلهم طيبين، لكن عنصر الأُم مهم في بلد بيعيش تحت احتلال".
وقالت أمه نيفين زهير "يعني أنا من هنا باقول ياريت، ياريت، وأتمنى ينظروا للشعب الفلسطيني بعين، يعني كأي بني آدمين. المصري يقدر يسافر... أي واحد في أي بلد يقدر يسافر وبسهولة. لكن الفلسطيني بالذات مغضوب عليه. سواء في بلده وسفره. سواء في أي بلد تانية. فأنا باطلب... أوكي بعد يعني ما يتأكدوا منه وغرض سفره إيه... يسهلوا شوية. يسهلوا شوية. أنا أُم اتحرمت من عيالي ٢٠ سنة".
امجد يحتضن اخوته من امه
نيفين زهير وابنها امجد (1)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة