دندراوى الهوارى

شرق المتوسط.. «بحر» يعوم فوق ثروات «غاز» ضخمة.. وليبيا مغارة على بابا!!

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصراع على منطقة شرق المتوسط، خطير وجلل، ولا يمكن الاستهانة به، إذا علمنا أن هذه المنطقة عبارة عن «بحر» يعوم فوق ثروات «الغاز» تقدر بـ120 تريليون قدم مكعب، وهى ثروات تثير اللعاب، وتُحشد لها الجيوش الجرارة للسيطرة عليها، فى ظل أزمات اقتصادية طاحنة تمر بها دول المنطقة، خاصة الدول صاحبة الولاية والحق الأصيل فيها.
 
أما ليبيا على وجه التحديد، فإنها تعد مغارة على بابا، التى تضم ثروات ضخمة، فيكفى أن عائدات تصديرها للبترول- الرسمية- عام 2018 بلغ 25 مليار دولار، علاوة على الاستهلاك المحلى، ولو كانت ليبيا فى حالة أمن واستقرار لزادت العائدات بشكل لافت، وتتفرد ليبيا بقدراتها وضخامة ما تمتلكه من ثروات نفطية، عن كل جيرانها، سواء مصر والجزائر وتونس، أو السودان وتشاد والنيجر، ومن بعيد تركيا وقبرص واليونان.
 
لذلك، تتضح أطماع تركيا، صاحبة التاريخ المبهر فى السطو والسلب والعبث بمقدرات الشعوب الأخرى، فى ثروات منطقة شرق المتوسط، وأيضا فى ثروات ليبيا، بشكل فج ووقح، ويتنافى مع كل القوانين الدولية، والأعراف والتقاليد والقيم الأخلاقية والدبلوماسية، ومحاولة حثيثة لإنقاذ اقتصادها المنهار، فالسياحة تراجعت، وانهارت صادرات الملابس الجاهزة ومواد البناء والبتروكيماويات، وتراجع الاستثمار، وانهار القطاع العقارى، بسبب انصراف الخليجيين عن الشراء.
 
ونأتى السبب الأبرز، فى أطماع أردوغان فى غاز شرق المتوسط، ونفط ليبيا، فمن المعروف أن أنقرة لا تتمتع بأية موارد نفطية من أى نوع، وأن فاتورة استيرادها للمحروقات مكلفة وعالية جدا، بالإضافة إلى أطماعها أن تكون ممرا مهما، للغاز فى المنطقة إلى أوروبا، وهو المشروع الذى أحبطته القاهرة، ما يعد خسائر كبيرة لأردوغان ونظامه.
 
 وهناك سبب آخر لإصرار أردوغان على غزو ليبيا، بخلاف السيطرة على النفط، هو توقيعه عقود إعمار ليبيا مع فايز السراج «خاير بك» بقيمة تجاوزت 18 مليار دولار، وهى أرقام معلنة، ومنشورة فى معظم وسائل الإعلام التركية والأجنبية، وأيضا يعلمه كل مواطن ليبى، ومن ثم فإن سقوط فايز السراج، معناه دمار كعكة أنقرة من إعمار ليبيا.
 
إذن كراهية أردوغان ونظامه، لمصر، تأسيسا إلى عدة أسباب قوية، منها ثروات مصر من الغاز، فى شرق المتوسط، وتحولها إلى مركز إقليمى لتجارة الغاز والبترول، وهنا يفسر ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أن مصر أحرزت «جول»، بالإضافة إلى نجاح مشروع الإصلاح الاقتصادى بشهادة كل المؤسسات الاقتصادية الدولية، وهو نجاح مبهر، عالج كل أوجاع وآلام الاقتصاد المصرى، وتحسن كل المؤشرات، وعادت قطاعات للحراك الفعال، بعد توقفها تماما منذ اندلاع «سرطان 25 يناير 2011» مثل قطاع السياحة، والتصدير والحد من الاستيراد «الهزلى» ثم والأهم ازدهار قطاع الطاقة، سواء باتخاذ قرارات ثورية للبحث والتنقيب عن الغاز والبترول، وحققت نتائج مبهرة، ووصلت إلى الاكتفاء الذاتى من الغاز، كما قضت على مشكلة الكهرباء من جذورها، وحققت فائضا ستصدره.
 
نجاح مشروع الإصلاح الاقتصادى، وضع مصر كدولة مؤثرة فى معادلة السياسة والحراك الإقليمى والدولى، ومكنها من تطوير جيشها وقدراته القتالية، وصار يخشاه الجميع، ويحمل شعار «العفى يستطيع حماية لقمته».. ومصر بشعبها وجيشها قادرون على حماية ثرواتها من الغاز، وتلقين كل معتدٍ درسا لن ينساه..!!  
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة