ملف التنقيب عن البترول يعود بقوة مع الشركات الأمريكية.. إكسون موبيل تبحث عن الزيت الخام شمال العامرية وتتعاقد على حفر 4 آبار.. عملاق النفط لن يضع أموالا إلا إذا كانت الدراسات مؤكدة.. ومساحة المشروع 2198 كيلومتر

الأحد، 29 ديسمبر 2019 02:49 م
ملف التنقيب عن البترول يعود بقوة مع الشركات الأمريكية.. إكسون موبيل تبحث عن الزيت الخام شمال العامرية وتتعاقد على حفر 4 آبار.. عملاق النفط لن يضع أموالا إلا إذا كانت الدراسات مؤكدة.. ومساحة المشروع 2198 كيلومتر ملف التنقيب عن البترول يعود بقوة مع الشركات الأمريكية
تحليل يكتبه محمد أحمد طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- إكسون موبيل ملتزمة بإنفاق 220 مليون دولار خلال 7 سنوات

- اكتشافات الزيت الخام ستفتح شهية العالم للاستثمار بمصر

يتحرك الاقتصاد المصرى بخطوات قوية وواثقة خلال الوقت الراهن، مدعوما ببرامج الإصلاح التى عكفت عليها الحكومة، لتصبح مصر لاعبا قويا ورئيسيا فى المنطقة، محققة طفرات هائلة على مستوى النمو الاقتصادى والسيطرة على التضخم والبطالة وتدعيم موقف الاحتياطى النقدى من العملات الصعبة، بعد ارتفاع تحويلات المصريين فى الخارج وزيادة عوائد السياحة والاستثمار الأجنبى.

لقاء الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء مع الكتاب والصحفيين
لقاء الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء مع الكتاب والصحفيين

الحوار المطول الذى أجراه الدكتور مصطفى مدبولى، مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، وعدد من كبار الكتاب، كشف العديد من النقاط الهامة، المتعلقة بأداء الاقتصاد والإصلاح الإدارى وبرامج الحماية الاجتماعية، ومستقبل التصدير والصناعة، وأرقام الدين العام بشقيها الداخلى والخارجى، إلا أن الخبر الذى ما لفت انتباهى، وحاولت أن أجمع حوله المزيد من التفاصيل والأرقام، هو ما تحدث عنه رئيس الحكومة حول وجود اكتشافات بترولية جديدة بمصر، فى ظل شراكة مع شركة إكسون موبيل العالمية، وقد أكد أن عمليات التنقيب لا تزال مستمرة، وهو تنقيب عن النفط الخام وليس الغاز فقط، وهذا مؤشر هام جدا، خاصة أن الشركات الأمريكية بدأت تدرك أن هناك ثروات غير مكتشفة فى الأراضى المصرية.

حديث رئيس الوزراء عن دخول إكسون موبيل للسوق المصرية، والتنقيب عن النفط الخام، مؤشر فى غاية الأهمية، خاصة إنها تعد أكبر شركة نفط خاصة فى العالم، ويعمل بها أكثر من  71 ألف عامل وفنى ومهندس على مستوى العالم، من بينهم 2200 حاصلون على درجة الدكتوراه، وتبلغ أرباحها العام الماضى نحو 20.8 مليار دولار، وفقا لتقرير نتائج أعمالها عن نهاية عام 2018، وهو أحدث تقرير متوفر عبر موقعها الإلكترونى، حصل عليه "اليوم السابع"، وتعتبر على قمة الـ 6 الكبار فى شركات النفط العالمية، حيث تليها شركة رويال داتش شيل، ثم شركة "بى بى " بريتيش بتروليم الانجليزية، تليها شيفرون الأمريكية، ثم فى المركز الخامس تأتى كونوكو فيليبس الأمريكية،  أخيرا فى المركز السادس تأتى شركة توتال الفرنسية.

المعلومات التى تحدث عنها رئيس الوزراء حول سعى الشركات الأمريكية للبحث عن النفط فى مصر، على قدر كبير من الأهمية، خاصة أنها ستحول مصر إلى مركز عالمى لإنتاج النفط فى المنطقة، خاصة بعد اكتشافات الغاز خلال السنوات الخمس الماضية، الأمر الذى  يدفعنا إلى البحث عن الأعمال التى تنفذها إكسون موبيل فى مصر.

الإجابة عن السؤال كانت كاملة فى تقرير للجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، الذى صدر مطلع الشهر الجارى، وتناول بالتفصيل الاتفاق على التعاقد بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية " ايجاس"، وشركة إكسون موبيل، للبحث عن الغاز والزيت الخام واستغلالهما فى منطقة شمال شرق العامرية البحرية بالبحر المتوسط، بما يعنى أن أعمال التنقيب والبحث ستكون فى هذه المنطقة، وقد وقع الاختيار على الشركة الأمريكية، بعد تقديم عروض فنية أفضل من بى بى الانجليزية، وتوتال الفرنسية، وتحالف شركتى شيل وبتروناس، وقد وقع الاختيار على إكسون موبيل نظرا لتميز عرضها  فنيا وماليا.


 

المشروع يشمل حفر أربعة آبار فى المنطقة المذكورة ومساحة البحث فيه تصل إلى 2198 كيلو متر مربع، وتبلغ فترة البحث مدة 7 سنوات، وتبلغ مدة عقد التنمية الموقع بين الحكومة والشركة 20 عاما، من تاريخ الاعتماد، إذا كان الاكتشاف للزيت أو الغاز تجاريا، وتلتزم الشركة بإنفاق ما لا يقل عن  100 مليون دولار ، فى فترة البحث الأولى "عامان ونصف"، مع حفر  2 بئر استكشافى، والأنشطة المتعلقة بها، وإنفاق ما لا يقل عن 60 مليون دولار خلال فترة البحث الثانية" عامان ونصف" مع حفر بئر استكشافية واحدة، وكذلك تلتزم الشركة بدفع مبلغ 60 مليون دولار خلال فترة البحث الثالثة "عامان"، مع حفر بئر استكشافية واحدة.

يشمل العقد على تعهد الشركة الأمريكية على تدريب عدد من موظفى شركة إيجاس المصرية بمبلغ 200 ألف دولار أمريكى  كل سنة مالية، من خلال مراكز تدريبية متخصصة ومعتمدة بالخارج، وتدفع الشركة مبلغ مليون دولار عندما يصل مجموع متوسط الإنتاج اليومى من المنطقة محل التنقيب لأول مرة إلى 5 آلاف برميل، على مدار 30 يوما متوالية ويتم السداد خلال 15 يوما من هذا التاريخ، وتدفع 1.5 مليون دولار حال وصول معدل الإنتاج اليومى 10 آلاف برميل يوميا، على مدى 30 يوما متوالية ويكون السداد خلال 15 يوما من هذا التاريخ، بينما تدفع الشركة مبلغ 3 ملايين دولار حال وصول الإنتاج إلى 25 ألف برميل يوميا لمدة 30 يوما متوالية، ويكون الدفع خلال نفس المدة المذكورة سابقا، ولا يجوز استرداد المنح السابقة بأى حال من الأحوال.

وينص العقد على تقديم إعفاءات جمركية لشركة إكسون موبيل، على المعدات والآلات والأجهزة ووسائل النقل، والحاسب الآلى، والأجهزة الكهربائية، ولا يتم الإعفاء إذا كانت المعدات المستوردة لها نظائر فى السوق المصرية، ويضمن العقد للحكومة المصرية الاستيلاء على الإنتاج أو جزء منه فى حال قيام الحرب أو توقع حدوث حرب وشيكة بعد دعوة الشركة والالتزام بتعويضها تعويضا كاملا، كما يحق للحكومة إلغاء العقد إذا قدمت الشركة بيانات غير صحيحة أو أشهرت الشركة إفلاسها، او إذا استخرجت الشركة أى معادن خلاف البترول.

من هذا التعاقد يمكننا أن نستنتج عدة نقاط:

أولا: ثقة الشركات الأمريكية أن الأراضى المصرية بها مخزون نفطى لم يكتشف حتى الآن.

ثانيا: لن تنفق إكسون موبيل 220 مليون دولار على التنقيب والآبار الاستكشافية والأبحاث إلا إذا كان ما تقوم به ذات جدوى ومبنى على قواعد فنية وعلمية سليمة.

ثالثا: الاكتشافات البترولية المتوقعة ستوجه إلى سد احتياجات مصر من الطاقة، وبالتالى ستوفر عملة صعبة.

رابعا: دخول الشركات الأمريكية فى مجال استثمارات البحث عن البترول والغاز فى مصر يشجع عشرات المؤسسات الدولية على الاستثمار المباشر فى الدولة المصرية خلال الفترة المقبلة، بما ينعكس على أداء الاقتصاد وقوة الجنيه المصرى.

خامسا: حقول النفط المكتشفة ستدفع بالضرورة إلى استمرار عمليات البحث والتنقيب، التى توقفت منذ سنوات فى عدد من المحافظات المصرية.

سادسا: الخبرة الكبيرة التى يكتسبها المهندسون والفنيون والعمال، نتيجة العمل مع أكبر شركة أمريكية فى مجال إنتاج النفط، خاصة أن هناك منحة سنوية ضمن شروط التعاقد لتدريب العمالة المصرية بمبلغ 200 ألف دولار من خلال مراكز معتمدة ومتخصصة بالخارج.

وتشير تقارير المواقع الدولية المتخصصة فى شئون الطاقة أن الاكتشافات البترولية فى مصر خلال الفترة المقبلة هامة جدا وواعدة، خاصة بعدما اختفت المخاوف الأمنية عقب الاستقرار الذى شهدته مصر، بالإضافة إلى اكتشافات الغاز الضخمة، على رأسها حقل ظهر، التى ستغير خريطة المنطقة، حيث تشجعت شركات كبرى  للاستثمار مجددا فى مجالات البحث والتنقيب عن النفط، فى ظل حوافز استثمارية غير مسبوقة من الحكومة المصرية.

وقد ذكر تحليل لموقع أويل برايس الأمريكى، قبل نحو 10 أشهر أن قصة نجاح حقل ظهر يمكن أن يتم تدعيمها بمزيد من النتائج الإيجابية من جهود الاستكشاف الحالية، ولو تحققت التوقعات، فإنه سيكون هناك مركز جديد للغاز، يجمع إنتاج دول الجوار بالبنية التحتية للغاز الطبيعى المسال فى مصر، وشركة إكسون موبيل الأمريكية التى لم تكن نشطة فى مصر لسنوات، عادت للدخول مرة أخرى بالفوز بمنطقة امتياز فى شمال شرق عامرية البحرية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة