تظاهرات "أحد المحاسبة" فى لبنان اليوم.. البطريرك المارونى: لبنان لا يُحكم باللون السياسى الواحد و"المحاصصات السياسية" باسم الطوائف رمت بالشعب تحت خط الفقر.. جعجع: حكومة الـ"تكنوقراط" هى السبيل للإنقاذ

الأحد، 29 ديسمبر 2019 07:30 م
تظاهرات "أحد المحاسبة" فى لبنان اليوم.. البطريرك المارونى: لبنان لا يُحكم باللون السياسى الواحد و"المحاصصات السياسية" باسم الطوائف رمت بالشعب تحت خط الفقر.. جعجع: حكومة الـ"تكنوقراط" هى السبيل للإنقاذ تظاهرات لبنان
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازالت الأوضاع فى لبنان متأزمة فى ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية ورفض عدد من اللبنانيين تولى حسان دياب رئاسة الحكومة الجديدة، وفى هذا السياق دعا اللبنانيون اليوم للخروج فى تظاهرات، وسط بيروت رافعة شعار "أحد المحاسبة"، وفق ما أوردت "العربية".

وكان المتظاهرون قد تجمعوا مساء أمس أمام منزل رئيس الوزراء المكلف، حسان دياب، وأقفلت الطرق المؤدية لمنزله بحواجز حديدية، وسط تواجد كثيف للقوى الأمنية، وذلك بعدما انتشرت دعوات على مواقع التواصل الإجتماعى إلى الاعتصام أمام منزل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب فى تلة الخياط - بناية الجرمقانى.

وجاء فى نص الدعوة، "ما فى حل دستورى غير باعتذار حسان دياب دياب شخصيًا ولهيك الضغط رح يكون عليه شخصيًا، ويسرنا إعلامكم عن افتتاح ساحة تظاهر جديدة أمام منزل السيد حسان دياب حتى اعتذاره".

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن انطلاق 11 أوتوبيسا باتجاه بيروت، للتجمع أمام منزل حسان دياب، احتجاجا على تكليفه ورفضا لحكومته، كما اعتصم عددٌ من المتظاهرين اللبنانيين أمام عددٍ من المصارف فى أكثر من منطقة، ضمن احتجاجات على سياسة المصارف وجمعية المصارف اللبنانية.

وهتف المتظاهرون ضد حماية المصارف للنظام المالى الذى وصفوه بالمتهالك، وأكدوا أن تظاهراتهم تأتى تضامناً مع المودعين، وضد مخالفات المصارف للقانون.

لبنان فى مرحلة حرجة

من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، وجوب التعجيل بتشكيل الحكومة الجديدة، خصوصا وأن لبنان دخل مرحلة فى منتهى الحرج على المستويات الاقتصادية والمالية وتتطلب عملا حكوميا إنقاذيا بشكل فورى.

وقال برى فى تصريح لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، "إنه يفضل تشكيل حكومة جامعة تضم كل الأطراف السياسية، حتى أولئك الذين لم يسموا الدكتور حسان دياب فى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء الجديد، الأمر الذى من شأنه أن يحصن عملية الإنقاذ المطلوبة بصورة أكبر، وتكون هناك شراكة للجميع فيها طالما أن الكل فى ذات المركب".

وأضاف: "الأساس هو أن تكون الحكومة الجديدة بحجم الأزمة، وتحاكى الحراك الشعبى والأحزاب والتكنوقراط وكذلك المجتمع الدولى"، مشيرا إلى أن تشكيل حكومة لديها فهم حقيقى للواقع اللبنانى ومحصنة سياسيا، يعطى الإمكانية نحو إنقاذ لبنان.

وأكد، أن الأزمة المالية والاقتصادية التى يمر بها لبنان أصبحت ضاغطة، وتتطلب أن تكون الحكومة الجديدة جامعة لكل المكونات ومن كافة القوى السياسية اللبنانية وتضم شخصيات مشهود لها بالكفاءة، وقال "لا يمكن أن نبقى على الحال الذى نحن فيه الآن".

ومن جانبه قال أكد البطريرك المارونى الكاردينال مار بشاره بطرس الراعى، أن المحاصصات السياسية باسم الطوائف والمذاهب، أفقدت لبنان مقدراته ورمت بالشعب تحت خط الفقر وفى خطر المجاعة، مشددا على أن لبنان لا يُحكم بالغلبة والهيمنة أو المواجهة مع العالم، ولا بحكومة اللون السياسى الواحد.

وكُلف الدكتور حسان دياب، وهو أستاذ أكاديمى بكلية الهندسة فى الجامعة الأمريكية ببيروت، بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة فى 19 ديسمبر الجارى، فى ضوء حصوله على أصوات الكتل النيابية لفريق قوى الثامن من آذار السياسية والذى يتزعمه حزب الله، وهو الأمر الذى وُصفت معه الحكومة المنتظرة بأنها ستكون حكومة "اللون السياسى الواحد" والمواجهة مع المجتمعين العربى والدولى.

وقال بطريرك الموارنة – فى كلمة له خلال قداس الأحد – إن تضحيات اللبنانيين خلال الانتفاضة الشعبية التى اندلعت منذ 17 أكتوبر الماضى، تستوجب إعطاءها قيمتها، وعدم الدفع بالشباب اللبنانى إلى اليأس من تحقيق آمالهم وطموحاتهم، حتى لا تتحول الانتفاضة إلى المسار السلبى الهدام.

وأضاف: "يجب الاستجابة إلى مطلب الشعب اللبناني المنتفض عبر تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية وتجمع فريقا متجانسا من الاختصاصيين (تكنوقراط) الذين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة، لوضع خطة إنقاذ وتنفيذها تحت إشراف المجلس النيابى الذى يمثل كل مكونات المجتمع اللبنانى، فلم يعد لدينا المجال للمغامرة والتلاعب بمصير الوطن وشعبه".

وشدد على أن الوضع اللبنانى الحالى يتطلب منهجية جديدة في العمل السياسي، تستند إلى المهنية والشفافية في العمل الحكومي لإنقاذ لبنان، مضيفا: "أننا جميعا مدعوون إلى التجدد والعبور من زمن المحاصصات الطائفية إلى منطق دولة المواطنة الحاضنة للتنوع التي ترفض أن نتقاسم الوطن ومقدراته، والتي تقوم على الشراكة فى تحقيق وحدة الوطن وخير شعبه".

وأكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن تشكيل حكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط) المستقلين عن الأحزاب والقوى السياسية، هو السبيل للإنقاذ ومعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التى يشهدها لبنان، وذلك بعدما فقد اللبنانيون والمجتمع الدولى الثقة فى القوى السياسية المكونة للسلطة الحاكمة، على حد تعبيره، ووجه جعجع، فى تصريح له اليوم، انتقادا لحديث بعض كبار المسئولين اللبنانيين، حول عدم مسئوليتهم عما آلت إليه الأوضاع من تدهور وتراجع واعتبارهم أن الوضع الراهن المتأزم نتيجة تراكم عشرات السنوات، مشددا على أن مثل هذه التصريحات تأتى فى سياق التهرب من المسئولية ورميها على الآخرين.

وأشار، إلى أن ما شهده لبنان خلال السنوات الأربع الأخيرة يمكن اعتباره "أسوأ مرحلة من التراكمات" حيث تزايد التدهور أضعاف ما كان يحدث فى السابق، ولم يتم اتخاذ أى إجراء لإيقاف هذا التراجع من قبل السلطة السياسية.

cq5dam.thumbnail.cropped.750.422
البطريرك المارونى

وتساءل "أو ليست مهمة المسئول الذى يتولى السلطة أن يوقف التراكمات ويجد حلا لها لكى ينجى البلاد من تداعياتها؟، إذا كان التدهور الذى يشهده لبنان مجرد تراكمات، فلماذا تُجرى الانتخابات لتأتى بنواب وحكومات ورؤساء جمهورية؟، هذا الحديث الذى يطلقه البعض يعنى أن ما باليد حيلة ولا يمكننا القيام بأى شيء، غير أن الحقيقة عكس ذلك تماما".

وأعرب رئيس حزب القوات اللبنانية، عن دهشته إزاء إصرار القوى السياسية على التشبث بالسلطة وتشكيل الحكومة الجديدة واقتسام الحصص الوزارية وكأن شيئا لم يكن، مشيرا إلى أن تلك القوى كانت موجودة بالحكومات السابقة وطيلة السنوات الماضية ولم تستطع تدارك الأزمة الاقتصادية والمالية حينما أُتيحت لها الفرص، ومن ثم فلن تستطيع إيجاد الحلول لها.

وقال، "الخطوة الأولى التى يجب أن نقوم بها هى إعادة الثقة التى لا يمكن أن تتم عبر إعادة القوى السياسية ذاتها ولو مقنّعة إلى الحكومة، لأن هذا يعنى أننا نراوح مكاننا والوضع سيزداد تدهورا، وبالتالى علينا بالإتيان بأشخاص مستقلين لكى لا يقوم أى أحد بإجراء تماه بينهم وبين القوى السياسية التى كانت موجودة، لأنه فى هذه الحال ستُفقد الثقة بشكل فوري".

ولفت، إلى أن لبنان له أصدقاء كُثُر فى الخارج مستعدون لتقديم المساعدة والعون "شريطة أن يروا شيئا يحضهم على ذلك، أما إذا ما رأوا أن الأوضاع مستمرة كما جرت العادة وعلى ما كانت عليه سابقا، فمن المؤكد لن يساعدنا أحد".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة