مع بداية فصول الشتاء، يبدأ موسم تزاوج الخيول، والذى قد يستمر إلى شهور الربيع، وهى الفترة الأفضل لتكاثر الخيول، لتوافر الأجواء الباردة والغذاء الأخضر فى هذه الفترة، مما يجعل من عملية الولادة أكثر راحة للفرسة، والمُهر حديث الولادة، وحاول "اليوم السابع" فى هذا التقرير التعرف على كواليس فترة التزواج لدى الخيول وطبيعتها.
وقال الدكتور مصطفى فايز، أستاذ الطب البيطرى، بجامعة قناة السويس، عضو مجلس النقابة العامة للبيطريين، إن فترة الحمل فى الخيول حوالى 11 شهر، أى أن الفرسة لا يمكن أن تلد أكثر من مُهر واحد فقط، والشهر الباقي من السنة يستغل كراحة لها، ولتغذية صغيرها، خاصة أنه يحتاج للرضاعة من 3 إلى 4 أشهر، مثل الأطفال حديثي الولادة تماما، مشيرا إلى أنه رغم أن تزاوج الخيل من قطيع غير قطيعه يمنح قوة للأجيال المُقبلة، إلا أنه غير صحيح مع الخيول العربية، حيث يُفضل التزاوج من نفس القطيع للحفاظ على النسل وصفاتهم، وإلا فلن تُصبح خيل عربى أصيل.
وأضاف فايز، فى تصريحات لليوم السابع: الحصان الواحد قادر خلال موسم التزاوج أن يتزوج بما لا يقل عن 10 فرسات، وحاليا مع انتشار التلقيح الاصطناعى أصبح من الممكن أن يتم تلقيح عدد أكبر كثيرا من الفرسات، موضحا أن فترة التزاوج للخيول من الممكن أن تكون طوال العام، لكن فى مصر من الممكن أن تكون خيل الفترة من أكتوبر وحتى مايو المقبل، كل 21 يوم الفرسة تُصبح مؤهلة للتزاوج، لفترة من 3 أيام وحتى أسبوع أو 10 أيام، قائلا: الفرسة على مزاجها، وفى حال تمرير تلك الفترة دون تزاوج، قد ترفض الفرسة التزاوج وتتسبب فى جروح للخيل، كما أنها لا تقبل أى حصان، ولديها العديد من الحيل التى تلجأ لها لرفضه.
وتابع: أما اختيار فترة التزاوج فهي غالبا فى ديسمبر، حيث تعد شهور الشتاء والربيع، أفضل وأنسب شهور السنة لذلك، للمُهر والفرسة، وبعد الولادة يظل المُهر لمدة عام أو عامين مرتبط تماما للأم، وفى عامه الرابع تبدأ تعليمه التحمل للتعامل مع الإنسان، مشيرا إلى أن الحصان يعيش حتى30 عام، مؤكدا أنها فترة ليست قصيرة، بمعنى أن الخصوبة فى الخيل من سن 5 سنوات وحتى 25 سنة، وخلال تلك الفترة يكون قادرا على التزاوج.
واستطرد: ومن علامات نجاح التلقيح بالنسبة للفرسة، هو إنغلاق المهبل لديها بمخاط، حتى لا يتعرض الجنين للأذى، لافتا إلى أن الفرسة نادرا ما تلد تؤام، بالإضافة إلى أنه أمر غير مطلوب، خاصة أنه سيمثل مشقة على الأم فى الولادة، والتربية والتغذية، وقد يعرض المُهرين للوفاة معا، أو أحدهما، وفى حال استمرارهما فى الحياة، فسيظلا ضعيفين، خاصة أن تزاوج الخيل دائما يكون لهدف، إما التحمل فى السباق لمسافات كبير، أم السرعة، أم القفز.
وأشار إلى أن رشاقة الخيول لديها مواصفات تختلف تماما عن الإنسان، فالحصان لابد أن يكون ذو شكل جميل، ذات قوام ممشوق وحجم متوسط، ووزن الخيل العربى أصغر فى الحجم وأقصر وعادة ما يكون 350 كيلوجرام، مقابل 450 كيلو للحصان غير العربى، والخيول العربية تتميز بصغر حجم رأسها، وعند النظر له نجد أن أغلب تفاصيل جسده تأخذ شكل "القوس"، مثل الرقبة، والظهر، والأرجل.
وأكد أن ألوان الحصان أحد العوامل التى يتم بناء أسعار الخيول عليها، مشيرا إلى أن الحصان الأشقر، والأحمر أسعارهم مرتفعة، أما "الأدهم" شديد السواد، فهو الأعلى سعرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة