أثارت مجلة "أبولو" الفنية، موضوعاً عن تحريم رسم الأنبياء والصور، وزعمت أنه لم يتم تسجيل الرفض الرسمى لرسم صور الأنبياء- إلا بعد قرنين من وفاة النبى عام 632، ويجادل مؤرخ الفن ميكا نطيف، بأن هذه الأحكام عززت فى العصر العباسى كوسيلة لتوبيخ الأمويين الذين سبقوهم.
ونظراً لأن موضوع تحريم رسم وتمثيل الأنبياء والرسل والصحابة من المواضيع الجدلية الشائكة فى الإسلام، قمنا بالبحث عن تاريخ تصوير النبى عبر القرون من خلال كتاب موسوعة التصوير الإسلامى للدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق.
تحت عنوان "فن التصوير بين أهل السنة والشيعة"
قال ثروت عكاشة، إنه بالرغم من أن الخانات خلفاء جينكيز خان الذين اعتنقوا الإسلام فى عهد غاززان خان مؤسسي دولة الايلخانات فى فارس (1167-1227) قد شكلوا دولة سنية مشددة إلى حد ما إلا أنهم أباحوا ظهور النبى لأول مرة قاصدين من ذلك الإيحاء بانحدارهم من سلالة إسلامية، وترجع قيمة الصور التي ظهرت لأول مرة في مخطوطات عصر الايلخانات من بواد التصوير الدينى الإسلامى، خلال القرن الرابع عشر قامت دولة الإبلخانات بتشجيع ورعايتهم.
وقد خلقت هذه النهضة عديداً من كتب السير والتاريخ المصورة من أمثال "جامع التواريخ ( 1307-1314)، وكتاب "تذكيره الأولياء" وكانت هذه الكتب خالية من الهالات التي تحيط برؤوس الأنبياء والغلالات التي تحجب وجوههم، وبدأت الصور تزين الكتب الدينية في أواخر العصر التيمورى.
ويذهب بعض الدراسين الغربيين إلى تأثر الشيعة بالمسيحية مستندين في ذلك إلى أنه ثمة توافق بين الشيعة والمسيحية حول التصوير، مثل تقديس الصور الدينية وأضاءه المساجد بالقناديل الدائمة الاشتعال وإحراق البخور في المجامر وتصور الامام على صورة طفل تحمله أمة وهى صورة مسيحية محضة غير أن هذا كله لا يقوم دليلا قاطعا على أن العقيدة الشيعية متأثرة في هذا بالعقيدة المسيحية.
وأخير فإن الفروق بين أهل السنة والشيعة حول التصوير لم تكن من التباعد بمكان كما يخال ذلك كثير من الباحثين الغربيين فقد أمر السلطان العثمانى مراد الثالث وهو من السنيين بنسخ مخطوط يتضمن صوراً من حياة الأمام على وحفظة فى مكتبته؟
نشأة التصوير الإسلامي بالمخطوطات في أوائل العصر العباسى
ليس بين أيدينا شيء من التصوير على الورق والمخطوطات يرجع إلى العصر الأموى، وأول ما وقع لنا منه يرجع إلى العهد العباسى، غير أنا لازلنا نجها تلك المراحل التي مر بها في بدايته رغم أن العرب قد نقلوا صناعة الورق عن أسراهم الصينيين حين فتحوا سمر قند في نهاية القرن الأول الهجرى، إلا أن المراجع التاريخية والأدبية تؤكد أن المصورين المسلمين زينوا المخطوطات بالصور منذ القرن الثامن، فكتب ابن المقفع في باب عرض كتابه المترجم كليلة ودمنه أن ينبغي للناظر في هذا الكتاب ومقتنيه أن يعلم أن من بين أعراضه إظهار خيالات الحيوانات بصنوف الألوان والأصباغ .
وخلال العصر العثماني، كانت البداية لظهور صورة الرسول بوجهٍ ممسوح، فيتواجد له مخطوطه مرسومة تصور النبى وهو يركع أمام الكعبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة