سكينة السادات تكشف أسرار حياة شقيقها فى حوار مع "اليوم السابع": كان يهوى التمثيل وتقدم للعمل مع المنتجة عزيزة أمير لكن الظروف منعته .. صداقة السادات مع جمال عبد الناصر بدأت منذ بداية التحاقه بالكلية الحربية

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019 03:30 م
سكينة السادات تكشف أسرار حياة شقيقها فى حوار مع "اليوم السابع": كان يهوى التمثيل وتقدم للعمل مع المنتجة عزيزة أمير لكن الظروف منعته .. صداقة السادات مع جمال عبد الناصر بدأت منذ بداية التحاقه بالكلية الحربية سكينة السادات
حوار - أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- تربينا فى الأسرة على محبة عبد الناصر
- ذهبت مرة إلى منزل عبد الناصر لطلب 100 جنيه خلال سفرى فى مهمة عمل صحفية.. والرئيس الراحل مازحنى: «هتخربوا البلد» وزوجته تحية توسطت كى يعطينى الأموال

كان من المهم ونحن نحتفى بالذكرى الـ101 لميلاد الرئيس الراحل، أن نتعرف عن الكثير من القصص الإنسانية للسادات من خلال أسرته التى عاصرته وعاشت معه وكانت بالقرب منه طوال سنوات عديدة.

سكينة السادات الشقيقة الصغرى للرئيس الراحل، وهى إحدى شقيقاته الذين تربوا على يديه، وكان للرئيس الراحل تأثير كبير على حياتها، بل توارثت منه مهنة الصحافة، وبدأت العمل فى نفس المجلة التى عمل فيها السادات وهى مجلة «المصور».
 
سكينة السادات، خلال حوارها مع «اليوم السابع»، كشفت الكثير من  الأسرار فى حياة الرئيس الراحل، وكذلك الكثير من حكاياته الإنسانية وعلاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وغيرها من المحاور.. إلى نص  الحوار 
 
Screen-Shot-2019-12-24-at-2.51.32-PM

ونحن تمر علينا الذكرى الـ101 من ميلاد الرئيس الراحل.. ماذا تمثل لك هذه المناسبة؟

ذكرى ميلاد السادات تمثل لى إنجازاته ونجاحه وتحقيقه أول انتصار فى حياة العرب والمصريين، فهى ذكرى مجد وعزة واعتزاز وتؤكد أنه ليس ميتا بل موجود وسيظل موجودا فى التاريخ وسيتذكره الشعب المصرى بانتصاراته فهو رجل الحرب والسلام.
 
الرئيس الراحل هو أول واحد حقق السلام وأنقذ الشباب المصرى من الموت فى الحروب، وواجه التحديات التى كانت تشهدها مصر فى تلك الفترة وأعاد لنا الأرض والعمل بقناة السويس بعد أن تم وقف العمل فيها بعد هزيمة 1967 وأعاد سيناء، وأعاد لنا الكرامة والعزة بعد ما كانت تثار الشائعات عن الجيش المصرى بأنه انسحب من الحرب، فالسادات أعاد مكانة الجيش من خلال انتصارات 73 وتفاوضنا مع العدو من موقع قوة وليس الضعف وأخذنا ما نريده، وأصبحنا نعيش أحرارا فى بلادنا.

الكونجرس الأمريكى أعلن حصول السادات على ميدالية الكونجرس الذهبية رغم مرور عقود من السنوات على وفاته.. كيف ترين هذا الأمر؟

الكونجرس الأمريكى يعرف قدر السادات، ويعرف أن هذا الرجل كان يريد السلام واتسم بالوطنية والقوة، فهم قاموا بتسلم نجله جمال السادات ميدالية الكونجرس الذهبية، وقاموا بتخصيص كرسى باسمه داخل الكونجرس الأمريكى باعتباره رجل سلام، فلا يوجد كرسى فى الكونجرس الأمريكى لأى زعيم سوى لاثنين فقط هما السادات ومانديلا.

هل تواصل أحد من أعضاء الكونجرس معك لتكريم أفراد أسرة السادات خلال الفترة الماضية؟

بالفعل تواصل بعض المسؤولين الأمريكيين، ولكن خلال السنوات الماضية، لتكريم السادات وقلت لهم، إن أولى الناس بالتكريم هم ابنه جمال السادات وزوجته جيهان السادات فهم ما زالوا موجودين ويمثلون الرئيس الراحل، وهو ما تم بالفعل.

لنتحدث عن السادات قبل أن يكون رئيسا فنحن نعلم أنه كان يهوى التمثل.. أحكى لنا هذا الأمر؟

بالفعل عندما كان محمد أنور السادات صغيرا كان يهوى التمثيل وكان يريد أن يمثل، وقد شارك فى بعض العروض المسرحية مع زملائه فى المدرسة الثانوية.

12201525174041170السادات-(6)

ما هى حقيقة أن السادات تقدم بطلب إلى المنتجة السينمائية عزيزة أمير للعمل فى مجال التمثيل؟

الحقيقة لم يكن الموضوع بهذا الشكل، فالسادات كان طالب ثانوى وانضم إلى جمعية فنية طلابية، كانوا غاويين قراءة سينما ومسرح وكان ذلك فى مرحلة الثانوية، وخلال تلك الفترة قدمت المنتجة السينمائية عزيزة أمير على وجوه جديدة على المسرح، فتقدم هذا الفريق الطلابى والذى كان يضم معهم أنور السادات.

وماذا حدث بعد ذلك.. هل شارك السادات فى التمثيل مع المنتجة عزيزة أمير؟

كلهم راحوا وتقدموا للطلب، ولكن لم يأت الدور على السادات، فعزيزة أمير أخذت الطلبات من بعض أفراد المجموعة، ولكن السادات كان لديه بعض الظروف ولم يتمكن من الحضور لتقديم طلبه، ولكن بعض زملائه دخلوا  المسرح.

خلال فترة وجود الرئيس السادات فى السجن فترة اعتقاله كانت بداية هوايته للصحافة.. أحكى لنا قصة الرئيس السادات عندما كان كاتبا؟

الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يهوى الكتابة، فهو كان كاتبا ولم يخطئ فى اللغة العربية وقام بتأليف كتب عديدة، وكتب مقالات 30 شهر فى السجن نُشرت سلسلة فى المصور، وكانت فترة اعتقاله فرصة لتقوية اللغة وإظهار إبداعاته فى الكتابة مع زملائه، وحيث شارك زملاءه فى الزنزانة فى إعداد صحف حائط ساخرة فى السجن، واستغلها فى كتابة مذكراته فى السجن حينها والتى نشرت بعد خروجه من السجن.

متى تعرف الرئيس الراحل محمد أنور السادات على جمال عبد الناصر؟ هل كانت قبل فترة عملهم كضباط فى الجيش؟

لا أعلم بالتحديد ما إذا كان محمد أنور السادات قد التقى بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال فترة الثانوية عندما كانوا طلابا، خاصة أن سنهم كانت متقاربة للغاية، ولكن كل ما أعرفه أن صداقتهم بدأت عندما كان الاثنان يعملان فى الجيش، حيث دخلا الكلية الحربية مع بعضهم ومن هنا بدأت علاقة الصداقة بينهما تتطور حتى شاركا معنا فى تأسيس مجموعة الضباط الأحرار.

أحكى لنا كواليس قراءة الرئيس الراحل السادات بيان 23 يوليو؟

محمد أنور السادات كان معروفا بأنه الخطيب المفوه، الذى يعرف أن يكتب الأشياء من غير ما يخطئ، وكذلك يستطيع أن يلقى الخطابات والبيانات بدون أى أخطاء، ولديه قدرة كبير على التأثير خلال إلقاء الخطابات، ومن هنا اختارته مجموعة الضباط الأحرار لإلقاء بيان ثورة 23 يوليو، ووافق هو على كلامهم واختار أن يجازف بروحه ويضحى بنفسه فى سبيل هذا الوطن، ولم يعترض على طلبهم، وبالفعل ذهب إلى مبنى ماسبيرو صباح يوم 23 يوليو 1952 وألقى بيان الثورة الذى كان له تأثير كبير على مشاعر المصريين.

12201525174041186السادات-(9)

أحكى لنا عن صداقة جمال عبد الناصر والسادات؟

لقد كانا أقرب الناس لبعضهما، صداقة جمعتها عشرات السنوات، وأدت إلى اختيار عبد الناصر للسادات كنائب له عندما كانت مصر تمر بأصعب ظروفها، وهذا يدل على متانة الصداقة وثقة جمال عبد الناصر بالسادات، فصداقتهما تخطت الـ 30 عاما منذ أن كانا فى شبابهما، وهذا يرد على كل الشائعات التى صدرت من بعض الشيوعيين بأن السادات خان جمال عبدالناصر، وأنه سعى لهدم تاريخ جمال عبد الناصر فهذا أمر غير حقيقى بل إن السادات كان حريصا على الحفاظ على تاريخ جمال عبد الناصر.

وكيف كانت علاقة أسرة السادات بأسرة جمال عبد الناصر؟

لقد ربطت بين الأسرتين علاقات حميمة للغاية، لقد تربينا على محبة جمال عبد الناصر، وكنت أرى الرئيس الراحل عندما كان يأتى ليزور شقيقى، وكنا نعتبر جمال عبد الناصر شقيقا لنا مثل محمد أنور السادات، فجمال عبد الناصر كان مربينا مثل السادات أيضا، وكانت تربطنا علاقات جيدة للغاية بزوجة الرئيس الراحل «تحية كاظم» ، وكنت على علاقة جيدة معها.

هل هناك موقف معين حدث بينك وبين زوجة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟

نعم أذكر موقف لم أنساه أبدا، فأنا كنت فى يوم من  الأيام مندوبة دار الهلال بمؤتمر الآسيوى الأفريقى ولما كنا نسافر كنا نأخذ 5 جنيهات بدل، وكان هذا المبلغ لا يكفينى فى سفرى، فأنا كنت أريد شراء بعض الأشياء لنفسى وأبنائى، حينها ذهبت للسيدة تحية كاظم، للقاء جمال عبد الناصر، لأطلب منه أموالا كى أستطيع أن أسافر، وعندما التقيته قال لى: «عايزة أيه»، وهو يضحك، فقلت له عايزة  100 جنيه ، فرد علية مازحا: «كل ده انتوا هتخربوا البلد»، فقلت له عايزة أصرف على أولادى وأجيب مشتريات فكانت تتوسط تحية لى مع عبد الناصر وتقول له: «أعطيها ما تريد»، فعلاقتى بتحية كاظم كانت جيدة للغاية.

هل كان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأثير على حياتك؟

نعم كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر دائما ما يشجعنى فى عملى، ويسهل لى الأمور فهو كان يعاملنى مثل شقيقى السادات وكنت أعتبره أخا كبيرا لى.

لنعود قليلا إلى فترة اعتقال السادات.. هل كانت هذه الفترة لها دور كبير فى أن يصبح الرئيس الراحل كاتبا صحفيا؟

نعم.. لقد ساهمت فترة اعتقاله فى أن يشترك مع زملائه فى إنشاء «مجلات حائط» يتم تعليقها فى السجن، فكانوا يقومون بعمل مجلة حائط فى السجن ويعملون مجلات أسبوعية، ومجلات مكتوبة بخط اليد، وعندما خرج محمد أنور السادات من السجن لم يكن لديه عمل على الإطلاق إلا أن كتاباته فى السجن ساهمت فى أن يعمل فى دار الهلال التى نشر فيها مذكراته 30 شهرا فى السجن.

خلال فترة هروب الرئيس الراحل كان يعمل فى مهن صعبة هل هذه هى أصعب مراحل حياة السادات؟

لا.. طوال حياة السادات كان يواجه المصاعب ، فخلال فترة هروبه اشتغل «شيال وسائق لورى وصبى مقاول»، واشتغل في السوق الحرة ونام على البلاط، وكان يسمى نفسه الحاج محمد نور الدين، وكان يأتى لنا بعد منتصف الليل مختبئا حتى لا يراه أحد ليسلم علينا، وكان يرتدى الجلباب وغير من ملامحه حتى لا يعرفه.

ما هى أصعب مراحل حياة السادات؟

حياة السادات كلها كانت معاناة وأكثر مراحل الرئيس الراحل الصعبة، عندما أصبح رئيسا للجمهورية، حيث تولى الرئاسة فى وقت صعب للغاية، وكانت المسؤوليات عليه كثيرة للغاية وكان جزءا من أراضى مصر  محتلا حينها، إلا أنه استطاع أن يعيد الأراضى المصرية كاملة والانتصار فى حرب أكتوبر.

السادات عرف الجوع والفقر وبالتالى كان يشعر بالمصريين، وهو كان يرى أن مسؤوليته عن الشعب المصرى مسؤولية خاصة، فالسادات لم يولد وكان فى فمه معلقة ذهب، والسادات لم يلبس أبدا أى ملابس مستوردة، بل كل ملابسه التى كان يلبسها كانت من عمل الترزى «سليم» وهو الترزى الخاص به، ولم يلبس السادات على الإطلاق أى ملابس من الخارج، وكذلك لم يأتِ له على الإطلاق أى طعام من الخارج.

متى كان يشعر الرئيس الراحل السادات بالسعادة؟

عندما كان يذهب إلى بلده ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، ويرتدى الجلابية «السديرى»، ويجلس وسط أهله، وكان يحب أن يشرب الشاى فى كوباية صغيرة، وكان يتجمع حوله أهالى قريته يسمعون له، ويتحدثون معه حول الأزمات والمشاكل التى يعانون منها.

كيف كانت علاقة السادات بأهالى قريته؟

كانوا يحبونه كثيرا، وكانوا ينتظرون مجيئه إلى القرية، كى يتجمعون حوله ويحكون له عن قصصهم وكان السادات دائما ما يطلب منهم أن يحكون مشاكلهم بالتفصيل، وكان دائما ما يكون حريصا على حل مشاكلهم.

كيف كان يحل مشاكلهم وهو رئيس للجمهورية؟

الرئيس الراحل عندما كان يرى أى من الفلاحين فى قريته مديون أو يريد أموال لشراء ماكينات لزراعة أرضه كان يقترح عليهم أن يكونوا جمعية ويدخل هو بكذا اسم، ثم يجعلهم يقبضونها أولا كى يستطيعوا جمع أموال لسد ديونهم أو شراء ماكينات، وكان يكتب ورقة لكل فلاح يقول هذا عليه كذا من المال، وهذا سيكون ترتيبه كذا فى الجمعية، وكان يعرفهم بالاسم، حيث كان لا ينتظر أن تساعدهم الحكومة، ولكن كان هو من يساعدهم بصفته ، وكان يطلب منهم- أى الفلاحين فى قريته- أن يكشف بنفسه على السماد وينزل وسط أهله ويرى أراضيهم ويعاين المحصول بنفسه، وكان يطلب منهم دائما إدخال الرى بالتنقيط لتوفير المياه وترشيد استهلاكها.

لماذا كان السادات دائما يحرص على أن يطلق عليه الرئيس المؤمن؟

الرئيس السابق محمد أنور السادات كان حريصا على أن يطلقوا عليه اسم الرئيس المؤمن لأنه كان يصلى الفرض بفرضه فى مواعيده، ويختم القرآن 3 مرات فى رمضان، وعندما كان يعلم أن أحدا من أقاربه لم يصل كان يعاتبه ويسأله عن الأسباب ولماذا لم يصل، فهو كان حريصا على الصلاة وحريصا أيضا على أن كل أسرته تصلى وتؤدى الفرائض الدينية.

هل تتذكرين خطاب 5 سبتمبر واعتراف السادات بخطيئة عودة الجماعة للساحة؟

نعم أتذكره جيدا، لقد اعترف السادات بأنه كان على خطأ عندما سمح للإخوان بالعودة إلى العمل السياسى، وأنا أذكر أن عمر التلمسانى مرشد جماعة الإخوان ذهب للسادات فى بدايات حكم الرئيس الراحل عندما أخرجهم من السجون، وقال له مرشد الإخوان حينها لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة، وزعم التلمسانى أن الإخوان سيقومون بإصلاح الشارع، ولكن الإخوان كاذبون فهم استغلوا هذا الأمر للسيطرة على النقابات، فهم جماعة أصولية ولا أمان لهم، ورغم ما فعله السادات معهم انتهت القصة باغتياله على يد جماعة إسلامية تابعة للإخوان لتنكشف حقيقة تلك الجماعة الكاذبة.

هل تتذكرين فى عهد المعزول محمد مرسى عندما استدعى قيادات الجماعة الإسلامية الذين قتلوا السادات واحتفل معهم بانتصارات أكتوبر؟

نعم أتذكر ذلك جيدا، المعزول محمد مرسى لم يدعُ أحدا من أبطال حرب أكتوبر ولم يتم دعوتنا نحن أسرة الرئيس الراحل، بل دعا قتلة السادات من عائلة الزمر وقيادات الجماعة الإسلامية الذين تورطوا فى قتل الرئيس الراحل.

وكيف كان شعورك عند هذا اليوم؟

لم أستطع أن أنام هذا اليوم، وكنت غاضبة للغاية وأتساءل كيف خرج قتلة السادات من الأساس من السجن، وكيف تتم دعوتهم فى ذكرى انتصارات أكتوبر وهم أساس النكبة وأسباب اغتيال بطل هذه الحرب.
 
Screen-Shot-2019-12-24-at-2.51.19-PM
 

 

Screen-Shot-2019-12-24-at-2.51.28-PM
p.71
 

 

 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة