هندسة عين شمس منذ أن أنشئت وهى من أرفع المنشآت التعليمية وأحلم أن تأخد حقها وحلمى أن نصنف ضمن أفضل 50 كلية هندسة على مستوى العالم، وأؤكد فى النهاية أن الكلية ليست مجرد علم فقط وهدفنا تخريج مهندس متكامل الجوانب اجتماعيا علميا ثقافية قادر أن يخدم وطنه، هذا ما أكده الدكتور محمد أيمن عاشور عميد كلية الهندسة بجامعة عين شمس فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" كشف خلالها عن خطط تطوير الكلية وطموحاتها المستقبلية .
* فى البداية كيف احتفلت كلية الهندسة بمرور 180 سنة على إنشائها؟
ما بين الاحتفال وبين الإنجازات، اخترنا أن يكون احتفالنا هذا العام بالمزيد من الإنجازات، لذا خلال شهر ديسمبر 2019 شهدنا العديد من الإنجازات والافتتاحات التى تؤكد ريادة هندسة عين شمس ذات 180 عامًا فى مجالات مختلفة من ربط الصناعة بالتعليم .
* ما مدى أهمية افتتاح مركز التميز للطاقة مؤخرا بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT
؟فى البداية أود أن أؤكد أن MIT مصنفة رقم 1 على العالم فى مجال الهندسة، كما أنهم متميزين فى الطاقة والإبداع، و هذا التعاون سيعود بالإيجاب على الطالب للتعلم بمستوى لا يقل عن أى نظير له فى العالم، حيث إن MIT هى مجموعة تحالف من عدة جامعات من أجل إبداع والابتكار والصناعة. لذلك هم رواد فى تحويل الجانب النظرى إلى العملى، وهذا ما نصبوا إليه من خلال تحويل الجانب النظرى إلى إبداعى ابتكارى وربطه بالصناعة.
نستهدف البحث العلمى من خلال المركز والاتفاقية التى تمتد على مدار 5 سنوات، بإنتاج 12 بحث علمى مشترك فى جميع المجالات من باحثين مصريين كليات الهندسة "عين شمس، أسوان، المنصورة"، تحت مظلة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID) بالتعاون مع باحثين MIT.
كما نستهدف تدريب الطلاب فى المسابقات والمشروعات مع زملائهم فى الجامعات الأجنبية، لذا فى سابقة هى الأولى من نوعها، مصر سوف تنظم من خلال هذا التعاون مسابقة ربوكون عالمي، سيكون المنظم كلية الهندسة جامعة عين شمس، وذلك فى عام 2021.
* ما هى نسبة مشاركة الكلية فى المشروعات القومية فى مصر؟
خريجو الكلية شاركوا فى العديد من المشروعات القومية فى مصر، منذ تاريخ الكلية حتى الآن، بداية من إنشاء القناطر الجديدة على فرع رشيد عام 1946، كما لدينا العديد من المساهمات أبرزها فى محور روض الفرج، العاصمة الإدارية الجديدة، نقل تمثال رمسيس، لدينا مساهمات خارج مصر أيضًا.
* من هم أهم أبرز خريجى الكلية على مدار التاريخ؟
خريجى كلية هندسة جامعة عين شمس عملوا مشروعات قومية كبيرة تاريخية هامة فى مصر، على سبيل المثال القناطر الجديدة بفرع رشيد، على يد أحد خريجى الكلية، وهو عبد القوى أحمد باشا الذى تخرج فى المهندسخانة 1914 ، وشغل منصب وزير الأشغال سنة 1940 ، فهو الذى أنشا قناطر جديدة على فرع رشيد عند إدفينا فى عام 1946 بدلًا من السد الترابى الذى كان يقام فى هذا الموقع كل عقب كل فيضان، وغيرهم وسنجد فى النهاية أبرز مثال أن لدينا 22 وزير من خريجى كلية هندسة عين شمس، كما تخرج من هنا رئيسين وزراء هم الدكتور المهندس شريف إسماعيل والدكتور المهندس مصطفى خليل.
* ما هى المحاور التى تعمل الكلية من خلالها؟
منذ عام 2014، نحن نعمل على 4 محاور بالتوازي، الطالب والعملية التعليمية، الدراسات العليا والأبحاث، البيئة التعليمية، وأخيرًا الإدارة وشئون هيئة التدريس، هذه المنظومة استطعنا أن نحقق نسبة كبيرة منها ونحن على مشارف 2020، ونحن نحتفل العام الجارى بمرور 180 عامًا على إنشاء الكلية.
* ما هى الاتفاقيات الدولية التى شهدتها الكلية مؤخرًا؟
لدينا طفرة فى هذا الملف، سواء التعاون الدولى، والاتفاقيات الدولية المشتركة والشهادات المشتركة مع الجامعات الأجنبية، فنحن أول كلية حكومية لديها خريج حاصل على شهادة مزدوجة من مصر ودولة أجنبية، سواء إنجلترا أو ألمانيا أو إيطاليا، الأمر الذى نفتخر بها أن برامج الساعات المعتمدة لدينا أصبحت دولية.
ففى درجة البكالوريوس، لدينا تعاون مع جامعة إيست لندن- إحدى الجامعات المرموقة فى لندن-، وبها 7 برامج مزدوجة الشهادة، و الطالب يحصل على هذه الشهادة وهو يدرس بمصر بأساتذة مصريين تحت إشراف ومساعدة أساتذة الجامعة الأجنبية، لضمان مستوى التعليم والامتحانات والتصحيح والكنترول، خاصة يتم تسجيل الطالب هنا فى مصر وبالجامعة الأجنبية، هناك برنامج آخر، مع جامعة كلاوستال الألمانية تخصص هندسة المواد، والجامعة الثالثة ريجوكالابريا الإيطالية فى مجال العمارة، والآن أصبح لدينا طالب يحصل على دراسة دولية من جامعات أجنبية ويحصل على شهادة دولية.
وفى الدراسات العليا لدينا أول برنامج بالتعاون من جامعة شتوتجارت فى مجال العمران المتكامل، يدرس الطالب عامين أحدهما فى ألمانيا والأخرى فى مصر، كذلك جامعة سربيانزا فى الطاقة المتجددة .
* ما هى الدول الأكثر حرصًا على التبادل العلمى معها؟
نحن نحرص على وجود 3 دول رئيسيين هما: "إنجلترا، ألمانيا، إيطاليا"، وبالطبع معهم الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الدول الـ 3 الأكثر اهتمامًا بالنسبة لنا، كما أن إنجلترا وألمانيا هما الدولتين الأكثر دول نعمل معها للتبادل العلمى من خلال الشهادات العلمية المشتركة، دعم البحث العلمى، وكذلك التعاون المشترك.
* ماذا عن استفادة الطلاب من ذلك؟
الاستفادة من الطلاب هنا كبيرة للغاية، كل ما نفعله فى الأساس هو لصالح الطالب والعملية التعليمية أولًا، الطالب عندما يكون لديه نظام تعليمى دولى خاصة أصبح لدينا نظام الساعات المعتمدة هذا ما يفعله الخارج فى نظم تعليمية فأصبح الطالب متساويًا بنظرائه من الخارج، كذلك مستوى التعليم المشترك الدولى أصبح الطالب مطلع على أحدث النظم التعليمية بالخارج، والأمر الجديد نحن أصبحنا عضوًا فى تحالف CDIO وهو يعنى ما يعلم الطالب فى التعليم هو التعلم أى الابتكار والتجربة والابتكار والصناعة والعمل.
نتاج هذا التحالف تم سفر 43 عضو هيئة تدريس إلى السويد لورش عمل؛ من أجل تطوير نظم التعليم لدينا فنحن نركز على الإبداع والابتكار فى العملية التعليمية بدلا من دراسة الهندسة نظريا فقط- فأصبح هذا الطالب لا يتعلم أى شىء وأصبح المقرر مقرر فقط - إلى هندسة تعليمية بالفعل أى الطالب يصنع ويبتكر أيضًا.
رالى السيارات من أبرز ما يحدث داخل الكلية، حيث يعمل الطلاب بأنفسهم على صناعة السيارات حولوا النظرى إلى منتج بالفعل، كما أن مبادرة FUSION مع الصناعة العائد كله للطالب من أجل ربط الصناعة والبحث العلمى والتعليم.
المنظومة جميعها من تعاون دولى والابتكار وربطه بالعملية التعليمية، تحفيز الطالب على صناعة ابتكاره ويحول الدراسة ابتكار، ريادة الأعمال وحلم تدشين شركته الخاصة والتنافس فى السوق، كل ذلك نتاج ما تفعله الكلية للطالب؛ لأن الكلية هدفها الأول الطالب، هذا بجانب الأنشطة الثقافية والترفيهية.
وأوكد أننا نحن فى اقتناعنا أن الطالب ليس مجرد كتاب ولا معمل ولا ورشة فقط، الطالب فى النهاية هو نتاج متكامل اجتماعيًا، رياضيًا، ثقافيًا، جميع الأنشطة مع التعليم فى شخصية واحدة، هذه الرسالة التى نؤكدها فى نهاية الأمر نحن مصنع نخرج مهندسين.
* ماذا عن تصنيف كلية الهندسة فى تصنيفات الجامعات؟
كل جهة لديها تصنيف وفق معايير وأسس تختلف عن الباقي، نحن فى مصر فى المجلس الأعلى للجامعات وبالتحديد فى القطاع الهندسى نعمل على إعداد تقييم لوضعنا داخل تلك التصنيفات فى مصر، وهناك معايير جديدة تختلف عن معايير عدد الحاصلين من الخريجين على جائزة نوبل أو عدد النشاط البحثى، أصبح لدينا مفاهيم جديدة فى التصنيفات ستغير من رؤيتنا فى العالم؛ مثل كم عدد الخريجين الذى حصلوا على وظيفة فى مجالهم، كم عدد الخريجين الذين ربطوا الصناعة بمجالهم، وغيرها من المعايير ستغير تصنيف الجامعات بالعالم.
* ماذا عن تصنيع الكلية لأول سيارة جولف؟
أقدم قسم سيارات فى مصر يوجد بكلية الهندسة جامعة عين شمس، هو داعم كبير فى البحث العلمى فى مجال صناعة السيارات منذ زمن، لذا لدينا شباب الباحثين والطلاب يقدمون كل الجديد فى صناعة السيارات فى مصر، كانت البداية مع الشركات لتطوير البحث العلمى بها من خلال تجربة على سيارة جولف؛ كان نتيجة ذلك صناعة سيارات الجولف المتطورة المتواجدة فى الصالة 2 بالمطار، وبجامعة عين شمس، وذلك بالتعاون مع إحدى الشركات.
حاليًا نعمل على تطوير أول سيارة جولف ذاتية القيادة، وخلال شهرين سيتم الإعلان عنها داخل الكلية، وسيارات تعمل بالكهرباء والطاقة، ودمجهما سويًا، وهذا ما نعمل عليه بالفعل خاصة أنه فى اقتناعى أن العالم بحلول 2030 سنجد السيارات ذاتية القيادة تعمل بطاقة جديدة ومتجددة.
* ماذا عن المسابقات التى تشارك فيها الكلية دوليًا وتفوز بها بجوائز؟
أحد المحاور العامة فى التعليم الدوى وتطوير العملية التعليمية هى المسابقات الدولية؛ لأن الطالب يشاهد ما يحدث خارجيًا وكيف يفكر زملائه الذين فى مثل عمره وتخصصه، لذا اشترطنا أن يكون هناك اشتراك فى جميع المسابقات وخاصة مسابقات السيارات ورالى السيارات.
أبرز المشاركات هى مسابقة فورميلا التى تعقد فى إنجلترا، منذ 6 سنوات، فنحن أقوى قسم فى صناعة السيارات وأقدمهم و استطعنا أن نفوز على 82 جامعة اشتركت فى هذه المسابقة، حيث فوزنا بالجائزة الأولى فى تكلفة وتصنيع السيارة، وتم تكريم هذا الفريق من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
كما كان تنظيم وإدارة رالى السيارات فى العاصمة الإدارية الجديدة الأخير من قبل كلية الهندسة جامعة عين شمس، تحت إشراف أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ودعمًا ماديًا منها.
ونحن نعمل أيضا على العديد من المسابقات ليس السيارات فقط، لدينا فريق كلية الهندسة جامعة عين شمس “ASUWIND” فاز بالمركز الأول المسابقة الدولية لتوربينات الرياح الصغيرة التى تنظمها جامعة ستندن وجامعة هانز وجامعة دلفت فى هولندا “ISWTC2019” وذلك فى الإنتاج السنوى للطاقة Annual Energy Production “AEP”، وبالمركز الأول فى التصنيع؛ ليحتل المركز الثانى فى الترتيب العام.
كما نستعد للمشاركة بمسابقة الزلازل بولاية كاليفورينا بالولايات المتحدة الأمريكية، العام المقبل، حيث نجح فريق الكلية فى تحقيق إنجازات مشرفة فى المسابقة التى أقامت فى مارس هذا العام فى كندا فانكوفر، كونه الفريق الأول والوحيد المتأهل للمسابقة على مستوى جميع جامعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونجحنا فى إنشاء مبنى V-STAR الذى أحرز المركز الثانى فى الترتيب العام للنقاط والخامس فى التصميم المعمارى، بالإضافة إلى المركز السادس فى مهارات التواصل والمركز السابع فى التكلفة من بين 50 جامعة من مختلف دول العالم بنسخة عام 2019.
* فى النهاية ماذا عن أحلامك لكلية الهندسة ؟
هندسة عين شمس منذ أن أنشئت وهى من أرفع المنشآت التعليمية وأحلم أن تأخد حقها وحلمى أن نصنف ضمن أفضل 50 كلية هندسة على مستوى العالم، وأؤكد فى النهاية أن الكلية ليست مجرد علم فقط وهدفنا تخريج مهندس متكامل الجوانب اجتماعيا علميا ثقافية قادر أن يخدم وطنه.
.jpg)