أكرم القصاص

طه حسين وزاهى حواس والباذنجان.. مصر المتوسطية فى منتدى شباب العالم

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر أفريقية وعربية إسلامية، وأيضا بحر متوسطية، مثلت عبر التاريخ ملتقى للحضارات والأفكار. نادى عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، بالتركيز على كونها دولة متوسطية، اليوم توقظ مصر كل هذه الدوائر، وتكشف عن رغبة كبرى فى فتح أبواب الحوار والتقارب والتجانس مع دول العالم فى دوائرها المميزة. ومن هنا كانت جلسة المتوسط حضارات إنسانية عريقة من بين الجلسات المهمة التى عقدت على هامش منتدى شباب العالم، وتمثل جزءا مهما من رسالة المنتدى، من حيث إتاحة الفرصة للتعارف والتحاور حول القضايا المشتركة، وعلى رأسها الثقافة والعادات والمشتركات التى تربط شعوب البحر المتوسط. وتمثل رابطا فى علاقات الشعوب التى عاشت طوال عصور مختلفة تتنقل وتسافر من بلد لآخر. وربما تكون الإسكندرية فى مصر مثالا على تمثيل لهذه الثقافة، هاجر إليها واستقر بها آلاف من دول المتوسط اليونان وإيطاليا وأيضا الجاليات الأوربية المتعددة التى استقرت فى مصر. والبحر المتوسط جزء مهم من دوائر التحرك المصرى، حيث يربط المتوسط بين دول من أوربا وآسيا وأفريقيا وتمثل مصر بالفعل مكان التقاء لهذا العالم المتعدد.
 
دول البحر المتوسط فى أوربا هى  إسبانيا، وفرنسا، وموناكو، وسلوفينيا، وكرواتيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود، وجبل طارق، وإيطاليا، ومالطا، وألبانيا، واليونان، وتركيا، ومن آسيا سوريا وقبرص ولبنان وفلسطين، ومن أفريقيا، مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب. 
 
وتمثل مصر موقعا جغرافيا وحضاريا لافتا، فهى بالفعل ملتقى الحضارات والثقافات، وهو ما كان موضوع جلسة تتعلق بالمتوسط تم فيها عرض فيلم لثقافات المتوسط المشتركة تاريخيا ومعاصرة، وتبادل الحضور الأحاديث عن المشتركات فى الطعام والشراب والملابس والرقص والتعبير عن الذات وأيضا الأدب والموسيقى. 
 
شارك فى جلسة المتوسط شباب من دول المحور ومن بين من تحدثوا فى الجلسة كانت الفتاة  مارتويا بوستيلفيى، وهى شابة يونانية، قالت إن هناك أمورًا كثيرة مشتركة بين دول البحر المتوسط، من أبرزها الطعام والرقصات وضربت مثلا بالباذنجان الذى يدخل  فى كل وصفات الطعام بدول البحر المتوسط وبأسماء وأشكال مختلفة. وقالت إن لعبة الجغرافيا التى لعبناها، أكدت لنا هذا حيث رسمنا خريطة وحاولنا التعرف على جيراننا من الدول المتوسطية، وأدركنا أن هناك أمورا كثيرة مشتركة فى البحر المتوسط ليس فقط الباذنجان ولكن أنواعا مختلفة من الطعام والعادات والمعتقدات الاجتماعية.
 
وفى الجلسة استعرض الدكتور زاهى حواس علاقة الحضارة المصرية، القديمة والفراعنة بالمتوسط وكيف ارتبطت كل العصور الفرعونية بالمتوسط وشهدت هذه العصور تبادل الأفكار والعادات الاجتماعية. وكيف مثل الفراعنة منارات لنقل الحضارات بين القارات المختلفة. ومثلت المعارك المصرية والأهرام والتشريعات موادا للتبادل وانتقلت عبر المتوسط إلى أوربا وغيرها من القارات.
 
وعلى الرغم من أن الجلسة كانت على هامش المنتدى إلا أنها تمثل نقطة انطلاق يمكن البناء عليها فى المنتديات القادمة وفى الحوارات التى يفترض أن يتبناها المنتدى خلال الدورات القادمة.
 
لقد كانت مصر المتوسطية محورا مهما فى تبادل وانتقال الحضارات، ولعل أهم من كتبوا فى هذا النطاق وأفرد عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين فى كتابه مستقبل الثقافة فى مصر، حديثا عن أهمية أن تتركز مصر على أنها دولة متوسطية وأنها مع عروبتها وإسلامها، فإنها كانت دائما ملتقى للحضارات ومركزا لتبادل الثقافات وانتقال العادات بل والأفكار الكبرى إلى العالم الغربى، والعالم كله. مصر ما تزال قادرة على لعب دورها بما تمتلكه من إمكانات جغرافية وحضارية وثقافية وقدرة على التسامح والحوار لتكون مركزا لبث وتلقى أفكار العالم الحديث.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة