كريم عبد السلام يكتب: "عودة الوعى" فى أولى جلسات منتدى الشباب .. رفض واسع لمصطلح الربيع العربى .. والغزو الأمريكى للعراق كان بداية الانهيار.. التمزق العربى أدى إلى طمع الجيران الإقليميين فى الثروات العربية

الأحد، 15 ديسمبر 2019 12:56 م
كريم عبد السلام يكتب: "عودة الوعى" فى أولى جلسات منتدى الشباب .. رفض واسع لمصطلح الربيع العربى .. والغزو الأمريكى للعراق كان بداية الانهيار.. التمزق العربى أدى إلى طمع الجيران الإقليميين فى الثروات العربية  الرئيس عبد الفتاح السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كريم-عبد-السلام
 

• آن الأوان للم شمل العرب ومواجهة الطامعين

• السيسي: مصر كانت ستكون أكثر دمارا من دول المنطقة المنكوبة واخترنا أن نواجه الإرهاب والتنمية معا لتحقيق تطلعات المواطنين

• التجربة المصرية فى 30 يونيو وما بعدها أثبتت أنها النموذج الناجح فى المنطقة وأعادت الاعتبار للدولة الوطنية القادرة على الردع

• ماذا سنفعل بمواجهة الجيران الإقليميين الطامعين فى أراضينا وثرواتنا .. إيران وتركيا وإسرائيل 

• ماذا سنفعل فى صراع الكبار الصين بمبادرة الحزام والطريق والولايات المتحدة ومعها اليابان واستراليا بمبادرة النقطة الزرقاء؟   

• هل يمكن أن نحافظ على مصالحنا وأمننا العربى دون تكتل حقيقى يقوم على إطار أمنى واحد وتكامل اقتصادى؟ 

• كيف نحقق التكتل العربى بينما دول عربية تدعم الإرهاب وتوفر له الملاذات الآمنة والدعم اللوجيستى والمالى والتسليح؟

 
الدرس بات واضحا فى أذهاننا جميعا ، مواطنين ومسئولين ، أن الدول الاستعمارية جددت آلياتها واختارت أدوات جديدة لإحكام سيطرتها على مقدراتنا وأراضينا واستنزاف ثرواتنا من جديد لعقود مقبلة ، الدرس كان مؤلما لأننا دفعنا دفعا لتدمير أنفسنا بأيدينا من خلال نشر فيروس الثورة فى أدمغة الأجيال العربية الجديدة التى اندفعت للانقلاب على أنظمتها وهى تظن أنها فعلا تغير العالم وتقوم بمسئوليتها تجاه أنفسها وتجاه بلادها ، ولكن بعد سنوات من وقوع الكوارث ، من الحروب الأهلية ومئات الآلاف من القتلى وملايين اللاجئين والمشردين وتدمير الاقتصاديات ، اكتشفنا أن ما كنا نسميه بالربيع العربى ، بالثورات العربية الحالمة ، بقدرة الجماهير على التغيير ، هى بوضعها التى تحققت به لم تكن سوى مجموعة من البرامج المدروسة فى دوائر الاستخبارات الغربية ، برامج التحكم عن بعد بالشعوب المراد استهدافها والسيطرة على أراضيها ودفعها دفعا لتدمير مقدراتها بأيديها .
 
ما توصلت إليه دوائر الاستخبارات الخاصة بقوى الاستعمار الجديد هو نوع من الاحتلال بدون تكلفة عالية للدول المستهدفة ، وبينما كانت هذه القوى ترسل الجيوش والأساطيل وتتكلف مليارات الدولارات للسيطرة على منابع الثروة والطاقة والمواقع الاستراتيجية فضلا عن الكلفة فى العناصر البشرية ، أصبح لديها خيارات جديدة باحتلال المناطق المستهدفة من خلال دفع شعوبها إلى تقويضها بأنفسهم ثم تدخلها طلائع الاستعمار فى صورة ناعمة لتضع أيديها على ما تريد من ثروات.
 
ما أعلن عنه الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم من اعتراض شديد على مسمى الربيع العربى وصفا للأحداث التى جرت من تونس إلى ليبيا ومصر وسوريا والعراق واليمن ، قابله تصفيق من الشباب الحاضرين أولى جلسات منتدى شباب العالم بعنوان "التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين" ، وهو تصفيق يحمل معنى التأييد والحماس لما أبداه أمين الجامعة العربية من اعتراض ، فالرجل عدد كلفة هذه الأحداث فى صورة دول مهدمة اجتاحها الدمار ودفعت الثمن من أبنائها ومستقبلها ، مئات الآلاف من الضحايا وملايين اللاجئين واقتصاديات منهارة وأراضى مجتاحة من الجيران والمتنافسين وإرادة مسلوبة ومستقبل غامض لم يعد مواطنو هذه البلدان قادرين على رسم ملامحه.
 
 
لو أنى أعرف أن بحر الثورات عميق جدا ما أبحرت ، لو أنى أعلم أنه ملغوم بالقروش والحيتان والألغام ما كنت بدأت ، لو أنى أعلم خاتمتى ما كنت بدأت ، هكذا لسان حال شباب انجرفوا في التدمير الذاتى العربى تحت شعار الثورة ، مع الاعتذار للشاعر الراحل نزار قبانى على تحريف كلماته ، لكننا اليوم وبعد الإدراك المؤلم لنتائج البرامج الحربية الجديدة لقوى الاستعمار الغربى الطامع فى بلادنا ، هل ندرك ما يترتب علينا من مهام ومسئوليات ؟ هل نبدأ فى طرح الأسئلة الحقيقة المعنية بتقرير مصائرنا ومستقبلنا على الأراضى العربية المستهدفة؟ هل يمكن أن ننبذ الخلافات ونواجه أكبر تحد يقابلنا اليوم وهو تجاوز التشرذم والاحتراب العربى العربى والنهوض إلى تكتل عربى جديد يقوم على علاقات المصالح المشتركة ؟ هل يمكن أن نعى مجموعة التحديات الأمنية والتنموية التى تواجهنا اليوم؟ هل يمكن أن نعتبر الإرهاب مجرد أداة من أدوات قوى الاستعمار الجديد ونتحرك على هذا الأساس وبينما نواجهه نكتسب المناعة تجاهه وتجاه غيره من الأدوات الاستعمارية التى تستهدفنا ؟ ماذا سنفعل بمواجهة الجيران الإقليميين الطامعين فى أراضينا وثرواتنا ، إيران وتركيا وإسرائيل؟ ماذا سنفعل فى صراع الكبار الصين بمبادرة الحزام والطريق والولايات المتحدة ومعها اليابان واستراليا بمبادرة النقطة الزرقاء؟ وماموقفنا من الحرب الباردة المتجددة بين الولايات المتحدة وحلفائها من ناحية وبين الصين وروسيا من ناحية أخرى؟ وهل يمكن أن نحافظ على مصالحنا وأمننا العربى دون تكتل حقيقى يقوم على إطار أمنى واحد وتكامل اقتصادى؟ وكيف نحقق التكتل العربى بينما دول عربية معلومة تدعم الإرهاب وتوفر له الملاذات الآمنة والدعم اللوجيستى والمالى والتسليح؟
 
بعض هذه الأسئلة طرح خلال الندوة وبعضها الآخر كان واضحا بين كلمات المتحدثين وطالما رددناها فى صورة مطالب أو بصورة استنكارية ، إلا أن حالة السيولة السياسية التى تجتاح المنطقة العربية ، كانت تفرض موجات من المواجهات العاجلة والأحداث الداية التى تدفع القادة السياسيين إلى التعامل مع ما يطرأ من أحداث قبل التعامل على المستوى الاستراتيجى وإحياء التكتل العربى فى مواجهة الطامعين.
 
الرئيس السيسي خلال تعقيبه فى الندوة طرح مجموعة مركزة من النقاط ، أولها التنويه بأن الإرهاب أداة تستخدم لتحقيق مطالب سياسية لدول كبرى لها مصالحها فى المنطقة ، وأن مواجهة الإرهاب لا يجب أن تكون مسئولية الدول المبتلاة به فقط ، بل هى مسئولية العالم أجمع لأن من لم يكتو  بنار الإرهاب اليوم سيكتوى بها غدا أو يدفع الثمن من مصالحه ومقدراته بعد غد،  ورأينا كيف تواجه الدول الأوربية صراعا بين مبادئها وقوانينها وبين مصالحها السياسية فى قضية اللاجئين النازحين إليها عبر البحر ، فبينما مبادها تقضى باستقبالهم فإن مصالحها تحتم عليه التفكير فى الكلفة الاقتصادية والتأثيرات المجتمعية جراء استيعاب هؤلاء اللاجئين، أيضا لا يمكن للعالم أن يكون جادا فى مواجهة ظاهرة الإرهاب طالما بعض الدول الكبرى تستخدمه كأداة باطشة مدمرة لتحقيق مصالحها السياسية ، وطالما لا يتحد العالم لردع ومحاسبة الدول الداعمة للإرهاب والتى توفر له الدعم المالى والسلاح والملاذات الآمنة وتستفيد منه كمنظمات إجرامية فى الحصول على مصادر الطاقة المهربة بأسعار زهيدة.
 
 
النقطة الملفتة الأخرى التى طرحها الرئيس السيسي تتعلق بإصلاح أو تطوير منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها ، انطلاقا من أن نشأتها منذ أكثر من سبعين عاما كانت لمواجهة مجموعة من القضايا تجاوزها الزمن واليوم نحن بصدد مجموعة كبيرة وجديدة من التحديات تحتاج إلى فكر جديد ومجموعات عمل أكثر تطورا وبناء أمميا صالحا للتأثير واتخاذ القرار ، بدلا من أن يكون مجرد كيان شكلى لا يستطيع التأثير أو الحشد فى مواجهة أشد الأخطار التى تتهدد الإنسانية.
 
انتهت ندوة التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين ، لكنها طرحت فى أذهاننا مجموعة كبيرة من التحديات ، علينا جميعا مواجهتها ، فالحروب الجديدة التى نواجهها ليست حكرا على السياسيين والقادة التنفيذيين ، بل هى حروب معلوماتية وإعلامية فى المقام الأول ، وهى تستهدف التحكم فى عقولنا لتسييرنا فى طرق مرسومة سلفا ، وهذه الطرق لا تؤدى غالبا إلى مصالحنا التى نرجوها بل تؤدى إلى دهاليز الطامعين فى أراضينا وثرواتنا والراغبين فى إبقائنا غير قادرين على النهوض أو التنمية ، منغمسين فى حروبنا الداخية وغارقين فى مستنقعات التطرف الدينى والمذهبى سعداء بما نحن عليه من دمار وتخلف وإفقار، وعلينا أن نختار لأنفسنا ودون مساعدة من أحد الطرق التى يجب علينا السير فيها والمخاطر التى علينا قهرها والعقبات المفروض أن نتجاوزها لنشيد عالمنا الذى نرجوه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة