قوة الإبداع.. مشاهد خلاقة على مسرح شباب العالم.. استعادة أم كلثوم والقيمة الرمزية للفن الأصيل.. ماريسا وبيرتو يقهران المستحيل بالرقص.. مسرحية المحاكمة أكدت على أن المنتدى منصة إبداعية جامعة لشباب العالم.. صور

السبت، 14 ديسمبر 2019 01:42 م
قوة الإبداع.. مشاهد خلاقة على مسرح شباب العالم.. استعادة أم كلثوم والقيمة الرمزية للفن الأصيل.. ماريسا وبيرتو يقهران المستحيل بالرقص.. مسرحية المحاكمة أكدت على أن المنتدى منصة إبداعية جامعة لشباب العالم.. صور مسرح شباب العالم
كريم عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كريم-عبد-السلام

كان مشهدا بهيا استثنائيا، أن تعزف الفرقة الموسيقية مقدمة أغنية أنت عمرى لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وبعد لحظات تظهر الست أم كلثوم بكل بهائها وسطوتها وحضورها لتشدو بكلمات أحمد شفيق كامل، فتعيدنا من قبح وسيولة وعشوائية الواقع الفنى الذى نعيشه إلى كلاسيكية وأصالة وانتظام واقع فنى آخر ، كانت له قيمه الإبداعية الراسخة وقوانينه المعتبرة وأعلامه البارزون ، كما كان له متلقوه الذين يعرفون قيمة الإبداع فى حياتهم

WhatsApp-Image-2019-12-14-at-1.25.40-PM-(1)

أم كلثوم التى ظهرت على مسرح شباب العالم من جديد عبر تقنية الهيلوجرام، كانت أكبر من التقنية ومن قوة التكنولوجيا التى تستطيع استعادة زمننا المفقود، فقد ذكرتنا مثل موجة عملاقة خارجة من المحيط بما كنا عليه من قوة وأصالة وقدرة فنية معجزة، ووضعتنا فى اختبار صعب أمام أنفسنا وأمام الزمن الذى يستهلكنا ونحن نظن أننا قادرون على التحكم فيه

WhatsApp-Image-2019-12-14-at-1.25.40-PM

أصالة أم كلثوم وقدرتها المبهرة أكدت فى لحظات ظهورها القليلة أن الإبداع هو القوة الحقيقية للشعوب، وأن المعركة المتكررة عبر التاريخ كانت دائما محاولة البعض الاستئثار بتلك القوة وطمس منابعها لدى الآخرين من أجل السيطرة عليهم ونهب ثرواتهم، الإبداع هو الحلم وهو الخيال القادر على تغيير الواقع والانتقال بالأمم من حال إلى حال، الإبداع هو صوت الشعوب القادر على منحهم التقدم والسعادة والرضا ، وعلينا أن نسأل أنفسنا : كيف فقدناه ؟ وتحت أى ظرف فرطنا فيه ؟ ولماذا سمحنا لقوى الداخل والخارج بإضعاف مناعتنا والسيطرة على خيالنا وتسويق صورة بغيضة استهلاكية ومادية عن الحياة؟

WhatsApp-Image-2019-12-14-at-1.25.42-PM-(1)

ظهور أم كلثوم على مسرح شباب العالم بهذه الطريقة الجميلة والمؤثرة، كفيل بأن يشحذ طاقاتنا الإبداعية وأن يدفعنا للسير نحو منابع الإبداع الأصيل فى أرواحنا ، فالإبداع كفيل باستنهاض الشخصية المصرية من جديد مما تتردى فيه من عنف وتهافت واستهلاك ، كفيلة بمنحها آفاق من الرضا والتسامح والسلام ، كفيلة باستعادة الفريضة الغائبة .. السعادة ، فالمصريون لم يعرفوا السعادة منذ عقود وتحولوا إلى النهش فى بعضهم البعض لأنهم ضلوا طريق الإبداع وفقدوا الرضا والتسامح مع سبق الإصرار والترصد ، وربما آن الأوان ليستعيدوا عافيتهم من خلال نفض الواقع القبيح واسترجاع ينابيع الإبداع والخيال

WhatsApp-Image-2019-12-14-at-1.25.42-PM-(2)

ماريسا وبيوتر .. قهر المستحيل
 

على مسرح شباب العالم أيضا ، كنا أمام معجزة إبداعية وقدرة استثنائية للثنارئى ماريسا وبيوتر ، الراقصان اللذان قهرا المستحيل بالإبداع واستطاعا تقديم رسالة محبة وإبداع إلى العالم كله ، يمكن أن تغير الواقع مهما كان ضاغطا وقبيحا وكئيبا وقاسيا ، يمكن أن تؤمن بنفسك وقدرتك وخيالك فتتجاوز كل العقبات من حولك وتصعد إلى الآفاق التى تحلم بها ، يمكن أيضا أن تتجاوز الفخاخ القدرية فى طريقك لتجعل منها أدوات صالحة للإبداع ، ويالها من رسالة

WhatsApp-Image-2019-12-14-at-1.25.43-PM

ماريسا التى وهبت حياتها للفن تعرضت لحادث أبعدها عن الرقص لعدة شهور لكنها بقوة إيمانها ومحبتها لفنها استطاعت التعافى والعودة للرقص من جديد ، وبيوتر الذى قدر عليه أن يكون قعيدا على كرسى ذى عجلات لعجز فى ساقيه ، استطاع أن يؤمن بنفسه وأن يحافظ على أحلامه إلى أن يحققها ، فتحول القيد إلى جناح يدفعه للطيران ، ورأينا كيف أصبح كرسى العجلات أداة طيعة وساقين بديلين يرقص بهما بيوتر بخفة ورشاقة ويقدم مع ماريسا لوحات إبداعية تلهمك وتدفعك إلى البكاء من شدة الفرح

ماريسا وبيوتر بلوحاتهما الفنية المبدعة يوقظان قوة الإبداع داخلك ويمنحانك فرحا استثنائيا وطاقة مهولة ربما تكفيك لمواجهة المصاعب والعقبات والكائنات القبيحة لسنوات وسنوات ، فهما يخبرانك بابتسامة أن الحواجز مجرد سلالم تصعد عليها وأن المستحيل وهم وأن الإيمان الأساسى بنفسك وقدرتك وأن القيمة الأولى هى محبتك للعالم

WhatsApp-Image-2019-12-14-at-1.26.41-PM

منصة إبداعية  لشباب العالم
 

ما فعله المخرج المبدع خالد جلال فى مسرحية المحاكمة ، يتعدى تقديمه لمجموعة رسائل سياسية نبيلة ، كما يتعدى تسجيل موقف إبداعى من خلال عرض مسرحى يحفل بالقيمة الجمالية ، الأهم من وجهة نظرى أن خالد جلال استطاع خلال فترة وجيزة للغاية ، 15 يوما تقريبا ، توليف أوركسترا من شباب 18 دولة ليقدموا العرض المسرحى بلغاتهم المختلفة فى تناغم مدهش وترجمة لغوية وبصرية وتعبيرية فيها قدر كبير من المهارة والإبداع

ما فعله خالد جلال أنه ترجم الفكرة النظرة التى تقول إن مسرح شباب العالم هو منصة جامعة للطاقات الإبداعية من مختلف دول العالم ، وهو نجاح كبير وجهد كبير أيضا ، وما أعرفه أن شبابا من أكثر من مائة دولة حول العالم تفاعلوا مع المنصة الإبداعية لمسرح شباب العالم وطلبوا المشاركة فى فاعلياته ، وأن المنظمين اضطروا إلى تخفيض العدد لمشاركين من ثلاثين دولة فقط لظروف الجدول الزمنى للمنتدى ، بينهم مشاركون من 18 دولة فى عرض المحاكمة

يمكننا القول إذن إن منتدى شباب العالم أصبح فعليا منصة إبداعية جامعة للشباب من مختلف دول العالم وهو نجاح يحسب لمصر ، وعلينا استثماره طوال العام وليس خلال أيام المنتدى المعروفة فى ديسمبر من كل عام

 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة