بعد أن ذاع صيتها خلال الفترة الماضية، وسميت بقرية الخير والتكافل، وأصبحت قرية اسم على مسمى، أعلن أهالى قرية ميت الكرما التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، استمرار أعمالها الخيرية، بعد الانتهاء من تسديد دين على اثنين من شباب القرية، عبارة عن قيمة سيارة ملاكى قد احترقت بهما بحادث وتوفى خلالها الشابان، هما عمر وحاتم، حيث كانا يستأجران السيارة للذهاب بها إلى شرم الشيخ للحصول على شهادات خبرة من أحد الفنادق، وفى طريق عودتهما اشتعلت بهما السيارة ليلقيا مصرعهما.
وبعد أن ضربت القرية أعظم الأمثلة فى التكافل الاجتماعى وأعمال الخير، التقي" اليوم السابع" بعدد من القائمين على لجان الخير، بعد أن تمكنوا من جمع 362 ألف جنيه خلال 36 ساعة فقط، بعد أن تم الإعلان داخل المسجد أثناء صلاة الجنازة بأن الشابين المتوفين عليهم دين، حوالى ما يقرب من 200 ألف جنيه، فقرر الأهالى رفع الدين عن رقبة الشابين وقرروا السداد عنهم، وبدأت حملة التبرعات عقب الانتهاء من الجنازة وتشييع الجثامين، وتم جمع مبلغ 5 آلاف جنيه وقت الجنازة فقط.
ويقول خالد الهادى أحد أبناء القرية وأحد القائمين على جمع التبرعات، بأنه قام بإعلان للحملة على صفحته الشخصية بعد أن تم التكليف من اللجنة المشكلة من الشيخ متولى صبحي، والشيخ محمد محمود، والشيخ يوسف وفا، والشيخ محمد العوامي، الشيخ عادل عكاشة، الحاج سعد أبو علي، وصبرى الجيوشى، ولم يتوقع نهائيا جمع المبلغ المطلوب وتسديده وهو 200 ألف جنيه، ولكن توقعت أن يتم جمع 100 ألف جنيه كحد أقصي، ولكن فوجئت بتفاعل عدد كبير من أهالى القرية فى الداخل والمقيمين فى خارج البلد، وتحول المشهد إلى سباق فى الخير.
وأضاف "الهادى"، أنه وجد سيل من التبرعات حتى وصل المبلغ إلى 360 ألف جنيه خلال 36 ساعة فقط، وكان هناك بعض الأطفال المشاركين بمبلغ 5 جنيهات و6 جنيه ونصف، وكانت ذلك بالنسبة لى مبالغ عظيمة، حتى تم الإعلان على الصفحة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى " الفيس بوك" بوقف الحملة نظرا لاكتمال المبلغ المطلوب وأكثر، وتابع بأن أصر بعض المتبرعين فى دفع الأموال للمشاركة فى هذا العمل، على الرغم من معرفتهم باكتمال المبلغ، وطلبوا بوضعه فى أعمال خير أخرى تخدم الأهالي.
وأكمل، وبالفعل تم الاجتماع بمنزل الحاج محمد العشماوى وتم الانتهاء وسدد الدين لأصحاب السيارة، وقررت اللجنة صرف مبلغ لكل أسرة من أسر الشابين، ولم ينتهى الأمر إلى ذلك فتم الاتفاق مع اللجنة بسداد ديون كل الأسر فى القرية والتى عليها ديوان الصيدليات، وبالفعل تم المرور على كل صيدليات القرية، وتم التعرف على الديون لكل مريض، وتم سداد مبلغ 64 ألف جنيه لجميع صيدليات القرية، من الأموال المتبقية.
وأضاف أن اللجنة قررت صرف مساعدات لحالات السرطان والفشل الكلوى بالقرية وسوف يتم تقديم المساعدات لهم على الفور.
ويقول سعد أبو على أحد أهالى القرية، أنهم سعداء للمشاركة فى هذا العمل الخيري، مضيفا أنه بناءا على رغبة المتبرعين فتم اتخاذ القرار، بمساعدة الأسر المحتاجة بباقى المبلغ، مشيرا إلى أنه تم توفير مركز للغسيل الكلوى فى القرية وحضانة للأطفال وجميعها بالمجهود الذاتية و تبرعات أهالى القرية الموجودين بالخارج والداخل، فالجميع مرتبط بقريته، ولا يتخلى عنها أبدا وخاصة وقت الشدة، فالكل شارك فى الأعمال الخيرية التى تتم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة