قال علاء شلبى رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن قيم ومبادئ حقوق الإنسان عالميًا تخضع لاختبار صعب فى هذه المرحلة المدهشة والصادمة على الصعيد الدولى، مضيفا: "وهو اختبار يهدد كل المكتسبات التى حققناها عقب الحرب العالمية الثانية، والتى تضطر فى منطقتنا بفعل تزايد ساحات النزاع المسلح وتداعياتها على بقية دول الإقليم ".
وأضاف علاء شلبى خلال كلمة له فى افتتاح الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان والذى نظمته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والمجلس القومى: "وفاقم الإرهاب من هذه التحديات الجسام بشكل كبير، وخاصة فى منطقتنا العربية خلال العقدين الأخيرين، بالتوازى مع التحديات التنموية الكبرى التى نتشاركها مع العالم، وتأثير ذلك على الحقوق الأساسية فى المجالين الاقتصادى والاجتماعي".
وتابع :"ونحن فخورين بانتمائنا إلى المجتمع المدنى الذى يلعب دورًا محوريًا فى ترقية الأسرة الإنسانية ومنظومة القيم المشتركة، ويساهم فى تعويض الفجوات النابعة عن تراجع أداء الدولة لوظائفها الاجتماعية، ويتعاظم دوره كأساس للمشاركة الشعبية فى المجالات المتنوعة، لابد أولًا أن نخاطب تحديات متزايدة ناتجة بداية عن تفاقم التحديات والأعباء التى بات علينا التصدى لها ومعالجتها، وثانيًا البحث عن سبل لتعويض النقص الفادح فى الموارد المالية ارتباطًا بتراجع الاقبال على دعم المجتمع المدنى عالميًا، وثالثًا تعزيز دورنا فى التصدى لتصاعد الخطاب الشعبوى وخطاب التطرف بشقيه الدينى والعرقى الذى يتأسس على التمييز والتعصب والكراهية، ورابعًا تنمية قدرتنا على وقف موجة التراجع عن حقوق الإنسان والتضحية بها أمام أول موجة تهديد هنا أو هناك"
ودعا شلبى، لاغتنام التجارب الملهمة فى تعزيز وتوسيع الشراكات مع الأطراف المعنية، فكل المجتمع المدنى الملتزم بمقاصده وأهدافه الموضوعية هو طرف أصيل فى العمل من أجل حقوق الإنسان، وأخص مؤسسات الدعم الاجتماعى والخيرى، والإعلام المستقل، والفن والدراما، والنقابات والاتحادات المهنية والعمالية.
وشدد شلبى، على أن حماية الوطن لا تتحقق بالتضحية بحقوق الإنسان مع أول تحدى، لكنها تتحقق وتترسخ بمقدار ما يتم الاعتراف بحقوق البشر وتلبيتها وضمان التمتع بها، مؤكدا على العلاقة العضوية المتبادلة بين حقوق الإنسان والأمن والتنمية، فحقوق الإنسان لا يمكن أن تنمو فى سياق مضطرب، لكن تعزيز الأمن وضمان تطوره واستدامته يتأسس على احترام وحماية حقوق الإنسان وضمان السهر عليها ونموها، كما أن المساواة ومنع التمييز وضمان تكافؤ الفرص تشكل حجر زاوية لتنمية جادة وحقيقة يكون محورها ومقصدها البشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة