أكرم القصاص - علا الشافعي

حصاد جهود مصر فى رئاسة الاتحاد الأفريقى.. أبواب أسوان وشرم الشيخ تُفتح لشباب القارة السمراء.. ونجاح تنظيمها كأس الأمم عزز موقفها.. والمنتدى الأفريقى الخامس للهجرة وضع حلولا واقعية لمكافحتها

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 02:01 م
حصاد جهود مصر فى رئاسة الاتحاد الأفريقى..  أبواب أسوان وشرم الشيخ تُفتح لشباب القارة السمراء.. ونجاح تنظيمها كأس الأمم عزز موقفها.. والمنتدى الأفريقى الخامس للهجرة وضع حلولا واقعية لمكافحتها رئاسة السيسي للاتحاد الأفريقى
كتبت - هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نجح الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد توليه منصبه رئيسًا للجمهورية فى إعادة العلاقات مع دول القارة السمراء التى طالها الجفاء لعقدين ماضيين، وبدأ جهوده ودبلوماسيته، ليعود الدور المصرى فى قلب قارة أفريقيا، كما كان، معلنًا أن مصر ترتبط بالقارة الأفريقية ارتباطًا حضاريًا، جسدته الجغرافيا، والتاريخ، والإرادة المشتركة، ووحدة المصير، كما عززته المصالح الاقتصادية وغيرها، وتبدأ سلسلة من الجهود واللقاءات والمنتديات التى استضافتها مصر فى كافة المجالات لتكون مرة أخرى «درة أفريقيا».

منتدى أسوان (4)

ويأتى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين المقرر انعقاده اليوم، كأحد ملامح تعزيز العمل الأفريقى المشترك والمساهمة فى تفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، ودعم السلام والتنمية ليؤكد مواصلة فتح مصر أبوابها لدعم هذه العلاقات منذ سنوات طويلة، ازدادت وتكاثرت عام 2019 الذى شهد زيادة العلاقات على كافة الأصعدة.
 

صندوق ضمان مخادر الاستثمار فى أفريقيا

فعلى المستوى السياسى، شهد عام 2019 رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، فى دورته الحادية والثلاثين، وذلك بعد انتخابها بالإجماع فى القمة الأفريقية الماضية التى عقدت فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لتنهمر بعد ذلك الملفات المشتركة التى حرصت مصر على دعمها بين الدول.
 
وعلى المستوى الاقتصادى، أعلن الرئيس السيسى عن إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار فى أفريقيا، فى ختام فعاليات «منتدى أفريقيا 2018» الذى عقد ديسمبر الماضى، لتشجيع المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم لأفريقيا، والمشاركة فى تنمية القارة والاستفادة من الفرص الهائلة المتوفرة فى قارتنا، والتفاوض مع المؤسسات الدولية لدعم البنية الأساسية لدول القارة.
 
كما استضافت مصر فعاليات المعرض الأفريقى الأول للتجارة البينية الأفريقية، والذى شهد مشاركة 70 ألف زائر أفريقى من مختلف دول القارة، وقد سجل مركز تجهيز العمليات التجارية بالمعرض الصفقات لتتخطى الهدف المبدئى المٌقدر بـ25 مليار دولار، ليصل حجم الصفقات التجارية الموقعة إلى 27 مليار دولار.
وأبدت مصر اهتمامًا خاصًا بقضية الديون للدول الغنية وبمساعدة القارة للتغلب على أزمتها الاقتصادية الطاحنة، فقدمت الخارجية المصرية عدة مقترحات لحل مشكلة الديون منها إسقاط جزء من الديون للدول الغنية وإعادة جدولة الباقى، وقيام البنك الدولى بدور أكثر فعالية فى تمويل التنمية الاقتصادية، إضافة إلى ضرورة إحياء اقتصاد الدول الأفريقية وزيادة قدرتها وفرصها فى التصدير. واستمرت مصر من خلال الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا فى تقديم المعونات الفنية والمنح التدريبية إلى بلدان القارة.
 

الجهود الرياضية 

ولم يتوقف الدور المصرى فى أفريقيا عند الجوانب السياسية والاقتصادية بل امتد إلى كافة الجوانب منها الرياضية، حيث اختيرت مصر لتنظيم البطولة الكروية الأهم داخل القارة، كأس الأمم الأفريقية للعام الحالى، بعدد 16 صوتًا مقابل صوت واحد للملف الجنوب أفريقى وهو صوتها فقط، فيما امتنعت دولة واحدة عن التصويت فى الاجتماع التنفيذى للاتحاد الأفريقى «كاف».
 
واستضافت مصر أيضًا الاتحاد الأفريقى للمنطقة الخامسة للكرة الطائرة لمناقشة دعم فرق المنطقة فى بطولة كونتنينتال كاب المؤهلة للأولمبياد فى الكرة الطائرة الشاطئية، وتحديد موعد بطولة الأندية فى نوفمبر 2020.
 
كما استضافت مصر ورشة عمل فنية تحت عنوان «صنع فى أفريقيا» خلال الفترة من 20 إلى 21 نوفمبر الماضى، استهدفت تعزيز التعاون الصناعى الأفريقى من خلال تحقيق التكامل الصناعى بين مصر والدول الأفريقية، وذلك فى إطار رؤية مصر لتحقيق التنمية المستدامة لدول القارة السمراء، بمشاركة وزراء صناعة ورؤساء اتحادات الصناعة فى عدد من الدول الأفريقية. وأثار الرئيس عبد الفتاح السيسى حماسة الشباب الأفريقى بالمنتديات الشبابية العالمية التى تستقبلهم أم الدنيا بها، وميزهم بالإعلان عن إنشاء مدينة شباب أفريقيا فى مصر، تلك الخطوة التى تعد بمثابة تطوير كبير فى العلاقات بين القاهرة والقارة السمراء، وتضمن تعزيز مكانة مصر فى أفريقيا.
 
ودائمًا ما حرصت مصر على الشباب لقدرتهم على إدارة المستقبل، من خلال ملتقى الشباب العربى والأفريقى فى مدينة أسوان فى الفترة من 16- 18مارس الماضى، حيث يعد الملتقى منصة للشباب من كل المنطقتين لتبادل الخبرات، كما يتيح الفرصة للمشاركين لمناقشة مختلف الموضوعات التى تهم كل من الشباب العربى والأفريقى، من أجل تعزيز التعاون بين الدول العربية والدول الأفريقية.
 
منتدى أسوان (2)
 

شباب حوض النيل

واستضافت محافظة أسوان أيضًا، فعاليات منتدى شباب أفريقيا لدول حوض النيل، فى المدة من 21 إلى 27 سبتمبر الماضى، تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة تحت شعار «نيل واحد وشعب واحد» بمشاركة شباب دول حوض النيل، وبحضور السفير عبد الحميد بو زاهر، رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقى لدى جامعة الدول العربية، لتناقش فعاليات المنتدى أهداف التنمية المستدامة وأجندة أفريقيا 2063 ومخاطر ندرة المياه ودور الشباب الأفريقى فى الحفاظ على المياه بالإضافة إلى أنشطة ثقافية وترفيهية وجولات سياحية للوفود المشاركة.
 
كما يظهر الرئيس السيسى، توجهًا كبيرًا نحو الاهتمام بالقضايا الأفريقية، عبر الزيارات التى يجريها الرئيس لدول القارة السمراء، والمشروعات التى يتم افتتاحها، والتوافق القائم بين مصر والعديد من دول أفريقيا، وهو ما يعزز الدور المصرى فى القارة الإفريقية.
 
وتساعد كافة الأجهزة والوزارات على التغلغل مع الدول الأفريقية، مثل وزارة الشباب والرياضة من خلال الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية، واستقبالها الوفود الإفريقية من الشباب، والمشاركة فى مهرجان يوم أفريقيا، والذى نظمته الوزارة، احتفالاً بذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية والذى يمثل الاتحاد الافريقى حاليا.
 

المنتدى الأفريقي الخامس للهجرة

كما استضافت مصر بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقى اجتماعات المنتدى الأفريقى الخامس للهجرة، والذى ركز هذا العام على بيانات وإحصاءات الهجرة، تحت عنوان «تعزيز البيانات والبحوث حول الهجرة لوضع سياسات قائمة على الأدلة وتنفيذها نحو إدارة فعالة للهجرة فى أفريقيا«، والذى استهدف تعزيز آليات التشاور للدول الأفريقية، فيما بينها لضمان تحسين واستدامة إدارة الهجرة بالقارة.
 
وفى الأسبوع الأول من ديسمبر الجارى انعقدت فعاليات الاجتماع الأول لمجموعة العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعى والتابعة للاتحاد الأفريقى، بالقاهرة، بهدف التأكيد على تحقيق أهداف المجموعة والتى تشمل العمل على وضع «استراتيجية أفريقية للذكاء الاصطناعى»، وصياغة موقف إفريقى موحد تجاه هذا المجال الحديث.
 
منتدى أسوان (1)
 
وحرصت مصر على تأكيد جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية، والالتزامات السياسية والعملية تجاه محيطها الأفريقى، فى مقدمتها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، والمساهمات المصرية فى برامج الاتحاد الأفريقى، وعملت على تنمية دول القارة عمومًا، ودول حوض النيل خصوصًا، فضلًا عن تنوع سياسات وآليات التحرك المصرى تجاه بلدان القارة، بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلًا عن الدعم المصرى الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين فى عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب فى المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات «الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا» التابع لوزارة الخارجية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة