الصليب فى المسيحية.. كيف تحول من أداة تعذيب رومانية إلى أكبر رمز دينى

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019 06:30 م
الصليب فى المسيحية.. كيف تحول من أداة تعذيب رومانية إلى أكبر رمز دينى الصليب المقدس الذى يعتقد أنه شهد صلب يسوع المسيح
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت عقوبة الصلب هى العقوبة التى تتم بها معاقبة مواطنى الدولة الرومانية من غير الرومانيين، على العبيد والمتمردين والمجرمين والقراصنة وأعداء الإمبراطورية، وفقا لما جاء فى كتاب "30 طريقة للموت تاريخ وسائل الإعدام فى العالم" لكاتبه ميشيل حنا.

 

الصلب هى وسيلة قديمة للإعدام، حيث يربط المحكوم عليه، أو يسمر بالمسامير فى قطعتين خشبيتين متعامدين، ويترك معلقا حتى يموت، وكان الصلب وسيلة الإعدام التقليدية بين القرنين السادس قبل الميلاد والرابع الميلاد، خاصة فى بلاد فارس، وقد انتقل منها إلى الإمبرطورية الرومانية، ومن المرجح أن الإسكندر هو الذى نشر هذه الوسيلة عبر القارات التى فتحها وهو يبنى إمبراطوريته الشاسعة.

 

وكان الرومان يحكمون بالصلب على العبيد والمتمردين والمجرمين والقراصنة وأعداء الإمبراطورية، وقد كانوا يعفون مواطنى الإمبراطورية من الرومان من هذه العقوبة، فيما عدا جرائم الخيانة العظمى.

 

كما جاء ذِكر الصليب فى العهد القديم فى الأحداث التالية: فى القرن العشرين قبل الميلاد عندما صَلبَ فرعون رئيس الخبَّازين كقول يوسف له "فى ثلاثة أيام أيضًا يَرفع فرعون رأسك عنك، ويُعلّقك على خشبةٍ، وتأكل الطيور لحمَكَ عَنك" (تك 40: 19).

 

وفى القرن الخامس عشر قبل الميلاد عندما أمر الرب موسى بصلب رؤساء بنى إسرائيل بسبب زنا الجماعة مع بنات موآب "فقال الرب لموسى خُذ جميع رؤوس الشعب وعلّقهم للرب مُقابل الشمس، فيرتَدّ حُمُوُّ غَضَب الرب عن إسرائيل" (عد 25: 4).

 

ووفقا للمؤرخ "هيرودوتس": "إن أول من استخدم الصليب هم الفينيقيون الذين استخدموا طريقة الموت صلبًا"(Herodatus 3: 125) ، وقال البعض إن الفرس هم أول من اخترعوا طريقة الموت صلبًا، ومن الثابت من الكتاب المقدس أن المصريين استخدموا الموت صلبًا منذ القرن العشرين قبل الميلاد، واستخدمها اليهود من القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكانت فلسفة الصلب أن المُجرِم لو مات على الأرض فإنه سينجسها بآثامه، ولذلك يتركونه يموت فى الهواء، وتنهش الطيور الجارحة جسده، وانتقلت عقوبة الصلب إلى الرومان ولكنهم اقتصروها على العبيد، والقتلة، وقطّاع الطريق، وقراصنة البحار، ومثيرى الفتنة، والقادة الرومان الذين تعرضوا للهزيمة فى المعارك، والأشخاص الذين لا يتمتعون بالجنسية الرومانية، وعندما كان أحد القادة الرومان يحاصر مدينة وتقاومه، فإنه كان يُهدّد سكانها بحكم الصلب فيسرعون بتسليم مدينتهم خوفًا من هذه الميتة البشعة.

 

ومع مجيء يسوع المسيح ليخلص العالم من الخطيئة وفقا للإيمان المسيحى، تحولت تلك الأداة من كونها وسيلة تعذيب عند العالم القديم إلى أكبر رمزى دينى عبر التاريخ الإنسانى، وبحسب موقع الأنبا تكلا، أحد أشهر المواقع المسيحية، يرمز الصليب إلى الألم، والصلبان الثلاثة ترمز إلى ثلاث حالات صليب المسيح يرمز إلى الألم من أجل البر.

 

والصليب الذى لأجل البر، هو أيضًا على أنواع: منها صليب الحب والبذل، مثل صليب المسيح، الذى تحمل الألم لكى ينقدنا "وليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه".

 

وتعتبر حادثة صلب يسوع هو من أهم الحوادث فى حياته وفى تاريخ المسيحية، ويُذكر أنه حدث بين عامى 30 و33 ميلادي. الصلب أتى بعد أن تم إلقاء القبض على يسوع الذى يؤمن المسيحيون أنه ابن الله والمسيح المخلص، ومن ثم تمت محاكمته، وحُكم عليه من بيلاطس البنطى أن يعاقب بالجلد وأخيرًا أمر بصلبه، حيث ورد ذكر صلب يسوع فى الأناجيل الأربعة، المشار إليها فى العهد الجديد، ويشهد على ذلك أيضًا مصادر قديمة أخرى، وبالتالى يعتبر صلب يسوع كحدث تاريخى أكدته مصادر غير مسيحية، رغم عدم وجود توافق فى الآراء بشأن تفاصيل دقيقة لما حدث بالضبط، و يُشار إلى الحدث فى التقاليد المسيحية بإسم آلام ومعاناة يسوع وموته الفدائى على الصليب وهى من الجوانب الرئيسية فى اللاهوت المسيحى بشأن عقيدة الخلاص وسر الفداء.

 

ونظرا لرمزية الصليب الدينية، تحول إلى شكل دينى يحرص المسيحيون فى العالم على ارتدائه أو الاحتفاظ به فى منازلهم، ويوجد أغلى صليب فى العالم خزنة خاصة فى مبنى البورصة فى رمات غان، يتم الاحتفاظ باغلى صليب بالعالم اذ تبلغ قيمته 100 مليون دولار. تزين الصليب 11 ماسة حمراء من نوع نادر جدا فى العالم.

 

كل ماسة منها بوزن 6.91 قراط ، بالإضافة إلى 797 ماسة شفافة بوزن 4.30 قراط ، و6 ماسات لونها رمادى وازرق بوزن 0.06 قراط، ويذكر أن الماسات الحمراء الطبيعية نادرة جدا فى العالم ولا يزيد عددها عن 20.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة