محيى الدين سعيد يكتب: هل‭ ‬الفضاء‭ ‬السياسى‭ ‬مغلق‭ ‬أمام‭ ‬الأحزاب ؟ 104‭‬ أحزاب‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬ترفع‭ ‬شعار‭ ‬"ضجيج‭ ‬بلا‭ ‬طحن‮" ‬‭‬وتفتقد‭ ‬للتأثير‭ ‬فى ‬الشارع .. الأحزاب‭ ‬التاريخية‭ ‬اختفت‭ ‬بعد‭‬2011

السبت، 09 نوفمبر 2019 11:00 ص
محيى الدين سعيد يكتب: هل‭ ‬الفضاء‭ ‬السياسى‭ ‬مغلق‭ ‬أمام‭ ‬الأحزاب ؟ 104‭‬ أحزاب‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬ترفع‭ ‬شعار‭ ‬"ضجيج‭ ‬بلا‭ ‬طحن‮" ‬‭‬وتفتقد‭ ‬للتأثير‭ ‬فى ‬الشارع .. الأحزاب‭ ‬التاريخية‭ ‬اختفت‭ ‬بعد‭‬2011 الاحزاب اختفت من الشارع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محيى-الدين-سعيد

- «الوفد‮»‬ ‭‬انشغل‭ ‬تارة‭ ‬بالتحالفات‭ ‬وأخرى‭ ‬بالخلافات‭ ‬الداخلية‭ ..‬الأحزاب‭ ‬الجديدة‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬اجتذاب‭ ‬جمهور‭ ‬إضافى‭..‬ واكتفت‭ ‬بالظهور‭ ‬فى‭ ‬المناسبات‭ ‬الانتخابية‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬كوادر‭ ‬لقيادة‭ ‬المشهد‭ ‬السياسى‭ ‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬السنوات‭ ‬التالية‭ ‬لثورة‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬كالسنوات‭ ‬السابقة‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬فقد‭ ‬جرى‭ ‬فى‭ ‬نهرها‭ ‬مياه‭ ‬كثيرة،‭ ‬وتغيرت‭ ‬خرائط‭ ‬ظلت‭ ‬ثابتة‭ ‬لعقود،‭ ‬وظهرت‭ ‬وجوه‭ ‬فى‭ ‬المشهد‭ ‬السياسى‭ ‬واختفت‭ ‬أخرى،‭ ‬بعضها‭ ‬كان‭ ‬يتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬أيضا‭ ‬لعقود،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الحكم‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬صفوف‭ ‬المعارضة‭.‬
 
فى‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬السياسى‭ ‬كان‭ ‬التغيير‭ ‬فى‭ ‬خارطة‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬كبيرا‭ ‬بل‭ ‬وجوهريا،‭ ‬ففضلا‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬الأحزاب‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬حزبا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يجاوز‭ ‬المائة‭ ‬حزب،‭ ‬اختفت‭ ‬من‭ ‬المشهد،‭ ‬أو‭ ‬انزوت‭ ‬فى‭ ‬جانب‭ ‬منه،‭ ‬أحزاب‭ ‬كانت‭ ‬توصف‭ ‬بالتاريخية‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬كالحزب‭ ‬الناصرى‭ ‬وحزب‭ ‬التجمع‭ ‬وحزب‭ ‬العمل،‭ ‬وأضاع‭ ‬«الوفد‮»‬‭ ‬فرصة‭ ‬تصدر‭ ‬المشهد‭ ‬تارة‭ ‬بانشغاله‭ ‬تارة‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬عضو‭ ‬فى‭ ‬تحالف‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك،‭ ‬وأخرى‭ ‬بخلافات‭ ‬وصراعات‭ ‬داخلية،‭ ‬وكلا‭ ‬الأمرين‭ ‬عطل‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬للحزب‭ ‬العريق‭ ‬وميزات‭ ‬كانت‭ ‬جميعها‭ ‬تصب‭ ‬فى‭ ‬صالحه،‭ ‬دونا‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأحزاب،‭ ‬ككونه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أكثرها‭ ‬تنظيما،‭ ‬وأوفرها‭ ‬فى‭ ‬المقرات‭ ‬والعضوية‭ ‬وأيضا‭ ‬التمويل‭ ‬لأنشطته‭.‬
 
منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬الأحزاب‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬الـ104‭ ‬أحزاب،‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬قبل‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬صار‭ ‬المجال‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬لضم‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬إليها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فرضت‭ ‬السياسة‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬اهتمامات‭ ‬قطاعات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى،‭ ‬وصار‭ ‬مجال‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬وجمهورها‭ ‬أكثر‭ ‬اتساعا‭ ‬بالتطور‭ ‬فى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬وفى‭ ‬المجال‭ ‬الإعلامى،‭ ‬لكن‭ ‬المحصلة‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬وبإجماع‭ ‬الخبراء‭ ‬كانت‭ ‬«ضجيجا‭ ‬بلا‭ ‬طحن‮»‬‭.‬
 
ELgabbas-(5)
 
لم‭ ‬تقدم‭ ‬الأحزاب‭ ‬ما‭ ‬يغرى‭ ‬جمهورها‭ ‬على‭ ‬التوافد‭ ‬على‭ ‬صناديق‭ ‬الانتخاب‭ ‬فى‭ ‬مناسبة‭ ‬كمناسبة‭ ‬اختيار‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬فلا‭ ‬هى‭ ‬صاغت‭ ‬تحالفات‭ ‬مؤثرة‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬المصرى،‭ ‬ولا‭ ‬أوجدت‭ ‬وسائل‭ ‬تواصل‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬ناخبيها،‭ ‬وكانت‭ ‬الحصيلة‭ ‬أن‭ ‬مقاعد‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬البالغة‭ ‬596‭ ‬مقعداً،‭ ‬حصلت‭ ‬الأحزاب‭ ‬على‭ ‬241‭ ‬مقعداً‭ ‬منها،‭ ‬فيما‭ ‬حصل‭ ‬المستقلون‭ ‬على‭ ‬قرابة‭ ‬350‭ ‬مقعداً،‭ ‬وتوزعت‭ ‬مقاعد‭ ‬الأحزاب‭ ‬كالتالى‭: ‬حزب‭ ‬المصريين‭ ‬الأحرار‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬65‭ ‬مقعدا،‭ ‬يليه‭ ‬مستقبل‭ ‬وطن‭ ‬بـ50‭ ‬عضواً،‭ ‬وحماة‭ ‬وطن‭ ‬فى‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬بـ17‭ ‬عضوا،‭ ‬والشعب‭ ‬الجمهورى‭ ‬بـ13‭ ‬نائبا،‭ ‬وحصل‭ ‬حزبا‭ ‬المؤتمر‭ ‬والنور‭ ‬على‭ ‬12‭ ‬عضوا‭ ‬مقعدا‭ ‬لكل‭ ‬منهما،‭ ‬ليصبح‭ ‬على‭ ‬الأحزاب‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬أنها‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬استدعاء‭ ‬المشهد‭ ‬الانتخابى‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وأنها‭ ‬ستجد‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬صعب‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬باستحقاقاته‭ ‬المقررة‭ ‬دستوريا،‭ ‬وبينها‭ ‬انتخاب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬جديد،‭ ‬وانتخاب‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انتخابات‭ ‬المحليات‭ ‬المرتقبة‭.‬
 
يشكو‭ ‬البعض‭ ‬أو‭ ‬يروج‭ ‬للقول‭ ‬بأن‭ ‬الفضاء‭ ‬السياسى‭ ‬مغلق‭ ‬أمام‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬وأنشطتها‭ ‬وأعضائها،‭ ‬ولا‭ ‬تبدو‭ ‬فى‭ ‬المقابل‭ ‬محاولة‭ ‬جادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬لاختبار‭ ‬تلك‭ ‬المقولة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬فلا‭ ‬سعى‭ ‬حزب‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لاستصدار‭ ‬صحيفة‭ ‬تنطق‭ ‬باسمه‭ ‬وتخاطب‭ ‬جمهوره،‭ ‬ولا‭ ‬طلب‭ ‬حزب‭ ‬إنشاء‭ ‬محطة‭ ‬فضائية‭ ‬خاصة‭ ‬به،‭ ‬أو‭ ‬إطلاق‭ ‬أنشطة‭ ‬مجتمعية‭ ‬تجتذب‭ ‬جمهورا‭ ‬جديدا‭ ‬أو‭ ‬تطلق‭ ‬حراكا‭ ‬فى‭ ‬المشهد‭ ‬السياسى‭.‬
 
وحتى‭ ‬فى‭ ‬حالات‭ ‬الاستجابة‭ ‬لقضية‭ ‬قومية‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬التى‭ ‬اكتفت‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬مجرد‭ ‬علب‭ ‬لدعوة‭ ‬تطلقها‭ ‬الدولة‭ ‬بالاصطفاف‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬قضايا‭ ‬كمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتصدى‭ ‬له،‭ ‬وإطلاق‭ ‬خطط‭ ‬للتنمية‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ولم‭ ‬يبادر‭ ‬حزب‭ ‬بإطلاق‭ ‬مساهمة‭ ‬خاصة‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬أو‭ ‬تلك،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعضها‭ ‬تعامل‭ ‬بما‭ ‬ينفر‭ ‬الجمهور‭ ‬المتابع‭ ‬باستدعاء‭ ‬وسائل‭ ‬جذب‭ ‬لاقت‭ ‬انتقادات‭ ‬فى‭ ‬أوقات‭ ‬سابقة،‭ ‬كتوزيع‭ ‬الزيت‭ ‬والسكر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭.‬
 
دعايه-انتخابيه-تصوير-حسين-طلال-(6)
 
المتابع‭ ‬إذن‭ ‬لنشاط‭ ‬الحياة‭ ‬الحزبية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قصورا‭ ‬فى‭ ‬فهم‭ ‬الأحزاب‭ ‬لأهمية‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دورها‭ ‬المهم‭ ‬فى‭ ‬تدعيم‭ ‬الممارسة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وأنها‭ ‬همزة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬الحكام‭ ‬والمحكومين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عليها‭ ‬دور‭ ‬فى‭ ‬تعميق‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬للمواطنين‭.‬
 
‭ ‬منذ‭ ‬ظهور‭ ‬البدايات‭ ‬الأولى‭ ‬للحياة‭ ‬الحزبية‭ ‬المصرية‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬وتبلورها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وتواصل‭ ‬التطور‭ ‬فى‭ ‬أشكالها‭ ‬وأنشطتها‭ ‬واهتماماتها‭ ‬كان‭ ‬للأحزاب‭ ‬اشتباك‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعية‭ ‬عدة،‭ ‬تباينت‭ ‬قوته‭ ‬وحدته‭ ‬بتباين‭ ‬الظروف‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬البلاد،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬الاختفاء‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬كما‭ ‬هى‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭.‬
 
غابت‭ ‬الأحزاب‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬فى‭ ‬توعية‭ ‬جمهورها،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬الندوات‭ ‬التثقيفية‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬كما‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬كوادر‭ ‬سياسية،‭ ‬وأن‭ ‬تستغل‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬الكبير‭ ‬بقطاع‭ ‬الشباب‭ ‬فى‭ ‬الدفع‭ ‬بكوادر‭ ‬شبابية‭ ‬من‭ ‬إنتاجها‭ ‬الخاص‭ ‬بها،‭ ‬والتأكيد‭ ‬لجمهورها‭ ‬على‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بنتائج‭ ‬أية‭ ‬منافسة‭ ‬سياسية‭ ‬ربما‭ ‬تفضى‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬أحدها‭ ‬مسؤولا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬حصد‭ ‬أغلبية‭ ‬من‭ ‬مقاعد‭ ‬البرلمان‭.‬
 
مستقبل-وطن
 
يدفع‭ ‬حال‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬وفتورها‭ ‬إلى‭ ‬ترجيح‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬المطروحة‭ ‬وهو‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬أعداد‭ ‬منها‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬كتل‭ ‬قوية‭ ‬صغيرة‭ ‬العدد،‭ ‬كثيرة‭ ‬التعداد‭ ‬ومتعددة‭ ‬الآليات‭ ‬فى‭ ‬داخلها،‭ ‬لتكون‭ ‬أية‭ ‬منافسة‭ ‬محصورة‭ ‬بين‭ ‬أحزاب‭ ‬قليلة‭ ‬العدد،‭ ‬وليست‭ ‬بين‭ ‬لافتات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فاعلية‭.‬‭ ‬فى‭ ‬رسالة‭ ‬ماجستير‭ ‬ناقشتها‭ ‬الباحثة‭ ‬وفاء‭ ‬براد‭ ‬جلال‭ ‬عبد‭ ‬الصادق‭ ‬بقسم‭ ‬الإعلام‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب‭ ‬جامعة‭ ‬سوهاج،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭:‬ «دور‭ ‬المواقع‭ ‬الإخبارية‭ ‬فى‭ ‬تشكيل‭ ‬اتجاهات‭ ‬الشباب‭ ‬نحو‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬25‭ ‬يناير2011»،‭ ‬جاءت‭ ‬إحدى‭ ‬النتائج‭ ‬لتكشف‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬ينتمون‭ ‬لأحزاب‭ ‬سياسية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عينات‭ ‬البحث‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الـ20‭.‬2%‭ ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬العينة،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬أحزاب‭ ‬وصلت‭ ‬نسبتهم‭ ‬إلى‭‬79‭.‬8%،‭ ‬بما‭ ‬اعتبره‭ ‬خبراء‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬عجز‭ ‬الأحزاب‭ ‬عن‭ ‬تفعيل‭ ‬درجة‭ ‬الانتماء‭ ‬والرغبة‭ ‬فى‭ ‬الانضمام‭ ‬اليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشباب‭. ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬ممن‭ ‬شملتهم‭ ‬عينة‭ ‬البحث‭ ‬حددت‭ ‬الدراسة‭ ‬أسباب‭ ‬«الاختفاء‭ ‬السريع‭ ‬لبعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬التى‭ ‬نشأت‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬25‭ ‬يناير‮»‬‭ ‬فى‭: ‬«ضعفها‭ ‬واحتياجها‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬برامجها‭ ‬وأساليب‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المواطنين»،‭ ‬وأن‭ ‬المواطن‭ ‬«لا‭ ‬يشعر‭ ‬بوجود‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬إلا‭ ‬فترة‭ ‬الانتخابات‭ ‬فقط»،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬«ضعف‭ ‬القيادة‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬وضعف‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية»‭ ‬ورابع‭ ‬الأسباب‭ ‬تمثل‭ ‬فى‭ ‬‮«‬تقييد‭ ‬حرية‭ ‬الممارسة‭ ‬السياسية‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬آخرها‭ ‬فهو‭ ‬«افتقاد‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬لأى‭ ‬منهج‭ ‬علمى‭ ‬لعرض‭ ‬أفكارها‭ ‬الحزبية»‭.‬
 
تحتاج‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬مجهود‭ ‬ضخم‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬جمهور‭ ‬«ضعيف‭ ‬بالتأكيد‭ ‬قياسا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬لها‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬اجتذاب‭ ‬جمهور‭ ‬جديد،‭ ‬وأن‭ ‬تقدم‭ ‬نفسها‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬للشارع‭ ‬المصرى،‭ ‬باعتبارها‭ ‬كيانات‭ ‬قامت‭ ‬لتبقى‭ ‬وتظهر‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬وليس‭ ‬فى‭ ‬أوقات‭ ‬أو‭ ‬مناسبات‭ ‬طارئة‭ ‬كالانتخابات،‭ ‬حتى‭ ‬تكتسب‭ ‬مصداقية‭ ‬لدى‭ ‬رجل‭ ‬الشارع،‭ ‬تدفعه‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬داعما‭ ‬لها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬طلبته‭ ‬فى‭ ‬مناسبة‭ ‬انتخابية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬عضوا‭ ‬بها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أقنعته‭ ‬بأفكارها‭.‬
p.4
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة