أكرم القصاص - علا الشافعي

لماذا لا يؤمن اليهود بالمسيح عيسى ابن مريم؟.. بنو إسرائيل أرادوا "ملكا" وانتظروا أن تنبت الأرض "المن" ويجعلهم أسياد الأرض يملكون العبيد.. ولم يتوقعوا قديسا يخلصهم من الخطايا

السبت، 30 نوفمبر 2019 07:20 م
لماذا لا يؤمن اليهود بالمسيح عيسى ابن مريم؟.. بنو إسرائيل أرادوا "ملكا" وانتظروا أن تنبت الأرض "المن" ويجعلهم أسياد الأرض يملكون العبيد.. ولم يتوقعوا قديسا يخلصهم من الخطايا لوحة العشاء الأخير لدافينشى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يقول سفر زكريا فى الكتاب المقدس: "ابتهجى جدا يا ابنة صهيون اهتفى يا بنت أورشليم، هو ذا ملكك يأتى إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار، ويتكلم بالسلام للأمم، وسلطانه من البحر ومن النهر إلى أقاصى الأرض".. تفصلنا أيام قليلة عن ذكرى ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم، الذى جاء بشارة من الكتب القديمة، لكنه عندما جاء بالفعل لم يصدقوه وأنكروه وطاردوه ووشوا به عند الرومان.. فلماذا حدث ذلك؟

 
قبر المسيح
 

إن مفهوم "المسيح المنتظر أو المسيا المنتظر" من المفاهيم الأساسية فى الكتاب المقدّس، وصورة اليهود عنه أنه عندما يأتى تَطرح الأرض فطيرًا وملابس من الصوف، وقمحًا حَبُّه بقدر كلاوى الثيران الكبيرة، وفى ذلك الزمن تَرجِع السلطة لليهود، وكل الأمم تَخدم ذلك المسيح وتخضع له، وفى ذلك الوقت يكون لكل يهودى ألفان وثمانمائة عبد يخدمونه وثلاثمائة وعشرة تحت سلطته، لكن المسيح لا يأتى إلا بعد انقِضاء حكم الخارجين عن دين بنى إسرائيل.

 

جاء فى التلمود (إن المسيح يعيد قضيب الملك إلى بنى إسرائيل، فتخدمه الشعوب وتخضع له الممالك، وعندئذ يمتلك كل يهودى ألفين وثمانمائة عبد وثلاثمائة وعشرة أبطال يكونون تحت إمرته)، وفى سفر حزقيال وصف تفصيلى لكيفية إحياء الله للموتى عندما يأتى المسيح "هكذا قال السيد الرب: هلم يا روح من الرياح الأربع، وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا، فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم، جيش عظيم جدا جدا ثم قال لي: يا ابن آدم هذه العظام هى كل بيت إسرائيل ها هم يقولون يبست عظامنا وهلك رجاؤنا، فقد انقطعنا لذلك تنبأ وقل لهم: هكذا قال السيد الرب: هأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبى وآتى بكم إلى أرض إسرائيل".

لوحة العشاء الأخير لدافينشى
لوحة العشاء الأخير لدافينشى

 

وكلمة "المسيح" معناها الممسوح "بزيت البركة"، "لأنهم كانوا يَمسحون به الملوك والأنبياء والكهَنة والبطارقة، وكانوا فى مبدأ الأمر يرون المسيح ملكًا فاتحًا مُظَفَّرًا مِن نسلِ داود، يُسمونه "ابن الله" ويعتقدون أنه سيجىء ليُعيد مجد إسرائيل، ويجمع أشتات اليهود بفلسطين، ويجعل أحكام التوراة نافذة المفعول.

 

وبالغ اليهود فى رسم الصورة التى أرادوها للمسيح الذى كانوا ينتظرونه، فذكروا أن الناس فى ظله لن يعيشوا وحدهم فى العالم فى سلام وسعادة، بل يشاركهم فى ذلك كل أنواع الحيوانات، فالذئب يُسالم الحمل، والعجل يُداعِب الأسد!.

 

وظهر عيسى ابن مريم وأعلن أنه المسيح الذى يَنتظِره اليهود، لكن أكثرية اليهود رفضوا هذا الادِّعاء، وقاوموا دعوة عيسى، وألقوا القبض عليه، وحكموا عليه بالإعدام، ومرت فترة طويلة دون أن يجيء المسيح الذى ينتظره اليهود، وانتهز بعض اليهود فرصة هذا الترقُّب، فادعى كل منهم أنه المسيح، وسجل التاريخ أخبارًا لمسيح كاذب من حين إلى حين.

 

رفضوا عيسى ابن مريم لأنه جاء فى صورة "قديس" وحاول تخليصهم من شرورهم، ولم يظهر فى صورة ملك يُعيد إليهم سلطانهم الدُّنيوي، فأنكروه واضطهدوه، وحتى الآن وهم يَنتظِرون المسيح المُخلِّص فى صورة ملك مِن نَسلِ داود، يُخلِّصهم مِن الاستعباد والتشتُّت.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة