صور.. مصر تدخل عالم تكنولوجيا الأقمار الصناعية.. "اليوم السابع" داخل معمل تصنيع "كيوب سات" بوكالة الفضاء المصرية.. إطلاق قمرين صناعة مصرية ومخطط لثالث 2020.. والرئيس التنفيذى للوكالة: لم نستعن بأى خبرات أجنبية

كبداية لتوطين صناعة مكونات الأقمار الصناعية، نجحت مصر خلال الآونة الأخيرة فى إطلاق قمرين من نوعية "كيوب"، لتؤكد بذلك على قدرتها على الدخول فى عالم الأقمار الصناعية.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إنه تم إطلاق القمر الأول - من ثلاثة أقمار صغيرة من نوعية كيوب - فى 17 سبتمبر الماضى، والقمر الثانى فى 20 نوفمبر الماضى، أما القمر الثالث من المشروع سيطلق فى 2020.

وأضاف الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن مصر بدأت فى توطين صناعة مكونات الأقمار الصناعية، مؤكدًا أن أقمار كيوب سات يجرى تصميمها وتصنيعها بالكامل فى معامل وكالة الفضاء المصرية، وكل ذلك دليل على أننا بدأنا بالفعل توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

وأكد القوصى، أن القمرين الصناعيين يحققان نقلة نوعية ببرنامج الفضاء المصرى، حيث يعتبران أول أقمار صناعية يتم تصميمها وتنفيذها بالبرنامج بالكامل وبدون الاستعانة بأى خبرات أجنبية، كما يهدف القمر لتحقيق التكنولوجيا المحلية فى صناعة الفضاء.

وداخل معمل الحمولة الفضائية بوكالة الفضاء المصرية، كشف المهندس حسين عاشور مهندس بمعمل الحمولة الفضائية، أن هذا المعمل شهد تصميم أول قمرين من بين 4 أقمار صغيرة من نوعية كيوب، لافتًا إلى أن هذه الأقمار وزنها 1 كيلو جرام ويجرى تصميمها وتصنيعها داخل المعامل بأيادٍ مصرية واطلاقها من اليابان، لافتا إلى أن الغرض منها الاستشعار عن بعد والتصوير.

وأشار المهندس بمعمل الحمولة الفضائية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن اطلاق القمر الصناعى المصرى "كيوب سات" يتم من المدار المخصص له من داخل المنصة اليابانية بالمحطة الفضائية الدولية فى الفضاء، ويجرى الاستعانة به فى مجالات الزراعة والجيولوجيا وغيرها من المجالات المرتبطة بمشروعات التنمية.

والقمر المصرى "كيوب سات" صغير الحجم، حيث يزن واحد كيلو جرام، ويتم تصنيعه بالكامل داخل وكالة الفضاء المصرية بواسطة مهندسين مصريين، وهو أحد أقمار مشروع تحالف المعرفة الذى تموله أكاديمية البحث العلمى، وبالتعاون مع الجامعات والمعاهد البحثية والقطاع الصناعى فى مصر.

ومشروع "التحالف القومى للتكنولوجيا والمعرفة فى مجال الفضاء" يضم كل من الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، ومركز بحوث وتطوير الفلزات، ومعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وجامعة القاهرة، وجامعة عين شمس، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، ومن جهات الصناعة مصنع بنها للإلكترونيات، ومصنع 63 الحربى، ومصنع البصريات، والشركة المصرية لتطبيقات الفضاء والاستشعار من البعد، وتبلغ موازنة التحالف حوالى 13 مليون جنيه، وهذا المشروع بدأ فى يناير 2017، على أن يجرى الانتهاء منه فى يونيو 2020

.

ومن جانبه قال الدكتور حسين الشافعى مستشار وكالة الفضاء الروسية، أن الأقمار الصناعية كيوب سات تعتبر أقمارًا صغيرة جدا الوحدة منها عبارة عن 10 سنتيمتر أو مضاعفاتها وهو قمر صغير جدا نسبيا، ولكنه يمتلك تقنيات عالية، موضحا أن وزنه فى حدود الكيلو جرام مزود بكاميرا للتصوير تقوم بتصوير ما فوق سطح الأرض بدقة تصويرية أقل من 20 مترا من سطح الأرض، وهى الدقة التحليلية للصور التى يتم الحصول من الأقمار الكيوب.

وأضاف الدكتور حسين الشافعى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذه الأقمار أصبحت اتجاه حديث فى العلوم بجميع الكليات ومراكز البحوث، بل وأصبحت جزءًا من المقرر التعليمى لطلبة المدارس الثانوية لكى يتم التفاعل تكنولوجيات الفضاء وتطبيقاته فى المجالات المختلفة، وبث روح البحث والتصنيع والابتكار لدى الحيل الجديد من طلبة المدارس والجامعات.

وتابع رئيس المؤسسة المصرية الروسية الثقافة والعلوم، أن مصر أطلقت مجموعة من الأقمار الكيوب سات بالتعاون مع اليابان والصين واقمار بتصنيع محلى يكاد يكون بنسبة 100%، لأن ما يحكم هذه الأقمار بشكل أساسى هى مجموعة برامج التشغيل التى تمتلك منها مصر خبراء كثيرين فى هذا المجال، قاموا بعمل برامج عمل المحاكاة وتشغيل القمر وإدارته من على بعد من المحطات الأرضية بما يسمح فى توجيه وفتح كاميرات تصويره ثم تحميل المعلومات التى يتم تصويرها من القمر إلى المحطات الأرضية فى جمهورية مصر العربية.

وحول الفائدة التى تعود لمصر من إطلاق القمر الصناعى كيوب سات، استطرد مستشار وكالة الفضاء الروسية، أنه لم تعد هناك دولة بالعالم حديثة تستطيع السيطرة على مواردها ومتابعة ثرواتها دون امتلاك تكنولوجيا الفضاء التى تسمح من على بعد بحصر التعديات على الأراضى الزراعية ومتابعة ثرواتها والتركيب المحصولى وتوزيع ومسارات المياه وشبكات الرى.