نظم عشرات المتظاهرين اللبنانيين، تجمعا احتجاجيا أمام مقر السفارة الأمريكية بمنطقة عوكر شمالى العاصمة بيروت، تنديدا بما اعتبروه "التدخلات الأمريكية فى الشئون اللبنانية الداخلية" على خلفية الانتفاضة والتحركات الاحتجاجية الشعبية التى تشهدها البلاد منذ نحو 40 يوما متصلة.
ورفع المتظاهرون، لافتات تحمل شعارات مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، وأحرقوا العلمين الأمريكى والإسرائيلي، كما رددوا هتافات داعمة لحزب الله، معتبرين أن أمريكا تستهدف ما سموه بسلاح المقاومة "سلاح حزب الله" وأنها تقف وراء الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية الحادة التى يشهدها لبنان.
وقال المتظاهرون، إن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى شأن لبنان، وكذلك الحديث الذى صدر عن الدبلوماسى الأمريكى المتقاعد جيفرى فيلتمان مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الشرق الأوسط، وسفير الولايات المتحدة الأسبق لدى لبنان خلال الفترة ما بين أعوام (2004-2008) تعكس وجود تدخلات أمريكية فى الشأن اللبنانى لزيادة حدة الاضطرابات التى يمر بها لبنان.
وكانت قوات الجيش اللبنانى، وأجهزة الأمن، قد كثفت من تواجدها ونفذت انتشارا كثيفا وأقامت حواجز ونقاط أمنية فى الطرق المؤدية إلى مقر السفارة، ووضعت أسلاكا شائكة قطعت بها الطريق الرئيسى من مكان تجمع المحتجين لمنع الاقتراب من السفارة.
وأعلن بومبيو، قبل أيام وقوف بلاده مع مطالب المتظاهرين اللبنانيين، التى تدعو للإصلاحات ووضع حد للفساد المستشرى، ومؤكدا أن واشنطن مستعدة للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تحقق تطلعات اللبنانيين ولديها القدرة والإرادة السياسية لبناء دولة مستقرة وآمنة.
وكان السفير الأمريكى الأسبق فيلتمان، وهو أستاذ زائر فى مجال العلاقات الدولية لدى معهد بروكنجز، قد أدلى برؤية تحليلية للاحتجاجات التى يشهدها لبنان أمام لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكي، وتناول فيها الوضعين السياسى والاقتصادى للبنان.
وأكد فيلتمان، فى شهادته أن الاحتجاجات العارمة التى يشهدها لبنان تجاوزت الأبعاد الطائفية التقليدية وطالت الانتقادات فيها الطبقة السياسية الحاكمة برمتها بما فيها حزب الله، مُثنيا على أداء الجيش اللبنانى فى الابتعاد عن الخلافات السياسية ودوره فى حماية المتظاهرين، ومحذرا من أن لبنان أمام أزمة مالية واقتصادية بالغة الحدة، وأن حزب الله يحاول الترويج لنظريات مؤامرة حول وجود تدخل خارجى وراء هذه الاحتجاجات، مشيرا إلى أنه يوصى بالعمل على تجنيب لبنان الانهيار المالى أو السياسى منعا لمزيد من التدخل الإيرانى والسورى والروسي، والعمل على حشد الدعم الدولى لصالح لبنان.
ويعتبر حزب الله، فى تصريحات متعددة أدلى بها قياديو الحزب، لاسيما نائب الأمين العام نعيم قاسم والوزراء ونواب الحزب، أن أمريكا هى المسئولة عن حالة التدهور وعدم الاستقرار السياسى والاقتصادى التى يشهدها لبنان، وأن تصريحات السفير الأمريكى الأسبق جيفرى فيلتمان قد كشفت عن هذا الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة