هند أبو سليم

شكلك فاهم يا نصة

الخميس، 21 نوفمبر 2019 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك مواسم لا تخضع للظروف المحيطة والأحداث الاجتماعية، كدخول مدارس أو رمضان أو ساحل أو عيد أو صيف أو شتاء.. هي مواسم أظن والله العليم مرتبطة بحركة النجوم والفلك لميلاد كل شخص فينا. حالة منفردة خاصة جداً.. فهذه المواسم تحدد وتيرة أيامنا العادية.. منذ أن نفتح أعيننا.. تحدد شكل يومنا.. وهذه المواسم لا تعد ولا تحصى... فهي ذات خصوصية كبصمة كل شخص فينا.. ولكن المنتشر منها واضح وصريح، أذكر منه مثلاً:

 

موسم الحب:

كل منا له موسم حب خاص به.. يستيقظ من النوم ليجد نفسه عرضة لأسهم الحب، وحاملاً لها في نفس الوقت.. وكيف يعرف أنه موسم الحب الخاص به؟ تجد إذ فجأة عروضاً كثيرة.. وتجد أن عندك القابلية لفتح نوافذ جديدة "على الحياة والواتس آب أيضاً".

 

ولا شعورياً تقلب فى قائمة people you may know.. ليس مللاً والله.. هو موسمك فقط. وسبحان الله، عند انتهاء الموسم في بزعابيبه ونسائمه، فى الغالب نعود كما بدأنا، لممارسة حياتنا كما كانت.. دون أن نشعر أنه موسمنا الخاص وأنه قد رحل.. لكنه.. دائما يعود.

 

موسم الفراق:

كتؤامه فى الأعلى.. نستيقظ أيضاً لنجد فى نفسنا الرغبة بالبقاء وحيدين دون أنصاف أخرى.. دون شركاء حياة... نبحث فقط عن السير وحدنا بمتعة.. نسعى للفراق مع هذا الحب أو ذاك.. لا لسبب إلا أننا نريد أن نكون مع نصفنا الحقيقي (أنا). نجد كل المتعة أن نكون فى حلٍ من أى ارتباط.. من أى مسئوليات عاطفية أو عمليات عقلية مرهقة للحفاظ على هذا أو ذاك.. موسم زهق يعني.

 

موسم الديون:

مرة أخرى ليس مرتبطاً بظروف مجتمعية خارجية.. ابسلوتلي نوت.. هو موسم يبدأ باستخراج كروت ائتمانية جديدة وسحب كل المدخرات والانطلاق في عملية الـ "بعزقة بعزقة".. ملابس.. سفر.. أجهزة إلكترونية جديدة.. الخ، وفي الغالب يكون هذا الموسم حاضرا لملء فراغ عاطفي أو حالة ملل.. أو اقتراب من كلمة - عالحديدة-  (أناس كثيرون حين يقتربوا من الافلاس... تزداد معدلات صرفهم عملاً بمقولة: اصرف ما فى الجيب يأتيك ما في الغيب).. وهذا الموسم شخصي وخاص جداً... يسير على عقارب ساعة كل شخص على حدى.. ليس مهماً أن تكون الأسواق ملئ ببضاعة جديدة... و لا الجو جميلاً في توجهات سفرهم فهنا الهدف الصرف للصرف فقط. .. و هو موسم قصير اذ بمجرد صرف أخر مليم. ( تروح السكرة و تيجي الفكرة) لذا لم يكن ممكناً أن أسميه موسم الشراء ( و هو موسم موجود أصلاً و مرتبط بظروف حياتية كثيرة) فالأوقع أن اسميه حضرتك: موسم الديون.

 

موسم النفسية الحلوة

 

فجأة: طاقة إيجابية.. سلام داخلي.. ابتسامة عريضة.. حمد وشكر لا ينتهيان.. بث روح الأمل في المحيطين.. دندنة مزيكا على طول.. حركات راقصة بسيطة خلال المشي.. بقشيش زيادة للسايس.. موافقة على أي أماكن خروج مع الأصدقاء أو الحبيب دون تعنت.. boost عالي للطاقة.. من الممكن إضافة الجيم في حالة الاهتمام بالصحة الجسدية.. أو فجع لا ينتهي في حالة حب الطعام.... و كل هذا مصاحب لإيمان يصدقونه أن الحياة فجأة اصبحت .....حلوة.

موسم لطيف، نشعر به أن من كنا سنفقد الأمل بهم بعد خطوات بسيطة... لازال فيهم رجاء.... و نكمل الحياة.

 

موسم أبوكو كلكو...

كارثة هذا الموسم انه مثل شتاء القطبين.. يطول عن المواسم العادية.. فالليل يطول به بطول اليوم.. 24 ساعة يعني.. وعادة من يدخله.. يتوه ولا يجد مخرجه.. فيلون حياته وحياتنا كلنا بلون أسود هباب..

 

كلنا أشرار... كلنا ملناش لازمة.. كلنا لا نفهم ميكانيزم الحياة.. كلنا دون استثناء في نظر كائن موسم ابوكوا كلكوا: حمير.

النصيحة الوحيدة للتعامل مع هذا الموسم: في حال كان موسمنا الشخصي فالانعزال هو الحل حتى لا يصل مستوى الخسائر لمستوى اقتصاد 2008، أو التجنب في حال كان موسم أحد في محيط دائرتنا.. موسم لا يؤذي.. و لكنه كرياح الخماسين "كحة وخنقة وتراب" ملوش لازمة يعني.. بس في دورة حياة الفرد الحديث هو أكثر موسم متكرر.

 

و هناك:

- موسم الاستسلام.

- موسم لا تراجع و لا استسلام.

- موسم المزيكا الشعبي.

- موسم المزيكا الكلاسيك ( ام كلثوم و حليم و وردة و فريد و عيد الوهاب).

- موسم عدم مغادرة الفراش مهما كانت الاسباب ( زلزال - بركان - حرائق غابات الأمازون في الصالة).

- موسم الشعر ( عايز اغيره ... حلو وحش عايز اغيره... دقن - راس  - شنب).

- موسم أكلة معينة ( نأكلها حتى الثمالة ثم لا نعود لها مرة أخرى.... نيفير ايفر).

- موسم أنا عايز أغير من شخصيتي... انا مش عاجبني.

- موسم مش هاشرب شاي بلبن تاني اسبرسو و فرابتشينو فقط.

- عودة موسم الشاي بلبن مدى الحياة.

إلخ إلخ إلخ

 

فيا عزيزي حين تستيقظ اعرف أنت في أي موسم...لتعرف توجهات يومك، لا لقدرتك على السيطرة على مجراه لا قدر الله.. لكن علشان بس.. تكون فاهم يا نصة.

 

شكراً

 

آخر الكلام:

 

تعدى مواسم وفصول..

كل الورود بتزول...

وانتى تعيشى وتفضلى..

تمر السنين ولا تدبلى.

حميد الشاعري - علاء عبد الخالق

كلمات عادل عمر.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة