سلطان القاسمى: ربط الأجيال بالتراث سبب اختيار الشارقة فى " المدن المبدعة "

السبت، 02 نوفمبر 2019 04:00 م
سلطان القاسمى: ربط الأجيال بالتراث سبب اختيار الشارقة فى " المدن المبدعة " سلطان القاسمى حاكم الشارقة يشاهد مشغولات تراثية
رسالة الشارقة أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الشيخ سلطان القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن اختيار منظمة اليونسكو لإمارة الشارقة ضمن شبكة المدن المبدعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، يأتى نتيجة طبيعية للمنهج الذى تتبعه الإمارة فى تعزيز علاقة الأجيال بتراثهم وما يحتويه من حرف ومهارات تعكس هوية الشعب وثقافته وفنونه عبر مراحل التاريخ المختلفة.
الشارقة
 
وأشار حاكم الشارقة، إلى أن هذا التقدير العالمى لمكانة الحرف والفنون فى الشارقة، يمثل تتويجاً للجهد الذى تبذله الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، من خلال رعايتها وتوجيهها لجهود ومبادرات مجلس إرثى للحرف المعاصرة التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وأوضح أن رؤية الشيخة جواهر القاسمى لمكانة الإمارة بين مراكز الإبداع العالمية تتحقق كل يوم ومع كل إنجاز يصنعه المجتمع الذى ترعاه وتعمل معه من أجل أن يكون متماسكاً ومنتمياً وفاعلاً.
 
وتمثل الشارقة المدينة العربية الوحيدة بين المدن المدرجة عن فئة "الحرف والفنون الشعبية" لعام 2019، والمدينة الأولى على المستوى الخليجى وواحدة من ستة مدن عربية أدرجت فى القائمة هذا العام وشملت كلاً من العاصمة اللبنانية بيروت ومدينة السليمانية العراقية بصفتهما مدينتى الأدب، ومدينتى رام الله الفلسطينية والصويرة المغربية بصفتهما مدينتى الموسيقى، ومدينة المحرّق بالبحرين عن فئة التصميم.
 
وقال حاكم الشارقة، نبارك للشارقة هذا الاستحقاق الذى ننظر إليه بأهمية بالغة لما له من علاقة مباشرة بهويتنا وتاريخنا، نحن حريصون على أن تستمر الحرف التراثية مع كل جيل، وعلى ألا تضيع وتندثر، لأن ضياعها أو ضعف حضورها فى الثقافة والممارسة اليومية، يشكل انفصالاً للمواطن عن تاريخه وثقافته وجذورهويته، ويشكل بدايةً لتفكك التجربة الخاصة واندثار ملامحها التى تميزها عن غيرها من الأمم، فما نحن فيه اليوم من حراك ثقافى مؤثر لم يكن ليتحقق لولا حضور تاريخنا بكل مكوناته فى ثقافتنا ووعينا". 
 
وتابع حاكم الشارقة: "إن حرف الشعوب ومهاراتها اليدوية فى إنتاج حاجاتها وأدواتها اليومية، كانت وستظل مؤشراً على إنتاجية المجتمع ووحدته وتماسكه، لهذا عندما نقرأ عن تاريخ الشعوب نتجه لفهم حرفها وصناعاتها ومهارات أبنائها ورصد مسار تطورها وكيفية استجابتها لحاجات الناس المتنامية". 
 
وأضاف حاكم الشارقة: "نريد لكل من يقرأ تاريخ الشارقة ودولة الإمارات أو تاريخ أمتنا أن يشهد على مكونات هذه الحضارة وأن يلمس مدى تطور المجتمع ومشاركة مكوناته كافة فى عملية الإنتاج والإبداع".
 
بدورها قالت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، المؤسسة والرئيسة الفخرية لمجلس إرثى للحرف المعاصرة: " نحرص فى إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة على صون تراثنا المحلى وتجديد صورته ليكون حياً ومستداماً ومواكباً لمسيرة النهضة الحضارية المتسارعة التى تمضى بها الدولة على المستويات كافة، فبفضل هذه الرؤية باتت الشارقة حاضنة التراث الإماراتى ومركز الاستثمار بالحرف التقليدية وقائدة مشروع تجديدها".
 
وأضافت الشيخة جواهرالقاسمى: "بفضل توجيهات حاكم الشارقة، وجهد وإخلاص العاملين على حفظ وتجديد التراث وفى مقدمتهم مجلس إرثى للحرف المعاصرة التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، تمكنّا من تحويل الثقافة الشعبية بحرفها وفنونها وإبداعاتها إلى مؤسسات لها برامج واستراتيجيات وخطط، تعمل على إشراك المجتمع برجاله ونسائه وشبابه وفتياته وحتى الأطفال فى الاحتفاء بالتراث واحتضانه وتطويره".
 
وتابعت الشيخة جواهرالقاسمى: "إن مجلس إرثى للحرف المعاصرة استطاع أن يبرز مكانة الحرف والفنون التراثية والمبادرات القائمة على تطويرها وتجديدها فى الإمارة للجهات المعنية باختيار قوائم المدن المبدعة، وهو عمل يستحق أن يفخر به كل العاملين فى مجلس إرثى بكافة المستويات الوظيفية، وكل فرد فى مجتمعنا الإماراتي، وعلينا أن ننظر لهذا الإنجاز بوصفه استحقاق كبير ومسؤولية أكبر تتمثل فى استمرار العمل وابتكار طرق جديدة لحماية التراث وتقديمها للعالم كجزء من هويتنا وثقافتنا". 
 
احتفاء بالتاريخ الإماراتى 
وأشارت الشيخة جواهر القاسمى، إلى أن الاحتفاء العالمى بالشارقة بين قائمة المدن المبدعة فى حرفها وفنونها التقليدية، يستند إلى تاريخ طويل حافل بإنتاج كافة أشكال التراث من أدوات العمل والصيد إلى أدوات الزينة ومقتنيات المنازل والأشخاص، وكافة أشكال الإبداع الفنى الذى يعكس العلاقة التاريخية بين المجتمع الإماراتى والفنون الشعبية. 
 
وأوضحت الشيخة جواهر القاسمى، أن الملف الذى قدمه مجلس إرثى للحرف المعاصرة لمنظمة اليونسكو، كان بمثابة صورة مكثفة لتاريخ الحرف والفنون الإماراتية، وأن اختيار الشارقة لم يأتِ نتيجة لمشروع واحد بل لمسيرة طويلة تطورت فيها الحرف والفنون ومهارات المجتمع فى التعامل معها. 
 
ونوهت الشيخة جواهر القاسمى، بالبعد الاجتماعى الراسخ للتراث الإماراتى المتمثل بحرفه وفنونه، وقالت: "إن حماية التراث والحرف الأصيلة لا تتحقق بدون إرادة ووعى المجتمع، وهذا التكريم العالمى لمكانة الحرف والفنون فى الشارقة، هو تكريم وتقدير للمجتمع الإماراتى المتمسك بجذورهويته كمدخل وحيد نحو بناء حضارة حقيقية راسخة، ونحن نفخر بالنساء والفتيات والشباب الذين نراهم يمارسون الحرف اليدوية فى الفعاليات المحلية والدولية، ونقول لهم: أنتم حماة تراثنا وثقافتنا الشعبية". 
 
وجاءت تصريحات حاكم الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بمناسبة إدراج إمارة الشارقة من قبل منظمة اليونسكو، ضمن شبكة المدن المبدعة التى ضمت هذا العام 66 مدينة جديدة من مختلف بلدان العالم، حيث اختارت اليونسكو الإمارة عن "الحرف والفنون الشعبية" تقديراً لجهودها الطويلة والكبيرة، فى إحياء التراث الإماراتى المحلى والاستثمار بصناعاته الحرفيّة وتجديدها بأعمال مستدامة، ترتقى بالمهن والصناعات المحلية وتفتح فرص تبادل التجارب بينها وبين مختلف الحرف والفنون النظيرة من مختلف ثقافات العالم.
 
وكان مجلس إرثى للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، قدم ملفاً شاملاً لمختلف الجهود التى تقودها الإمارة على مستوى الاستثمار بالصناعات والحرف الشعبية، شمل مختلف المشاريع التى قادها المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية، وسلسلة دورات التدريب والتمكين المهنى والاجتماعى التى نظمها للحرفيات الإماراتيات، إلى جانب توثيق المعارض الدولية التى احتفت بتجربة المجلس وكان آخرها "معرض لندن للتصميم".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة