مسرح 23 يوليو بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، صرح فنى وثقافى كبير، أقيم فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث وضع الصاغ أركان حرب صلاح سالم حجر الأساس لقاعة 23 يوليو ودار التحرير برئاسة البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر فى 27 يوليو 1955.
ووضع حجر الأساس لهذه القاعة "مسرح 23 يوليو" والتى تقع فى أهم ميادين المحلة الكبرى، وكان منبرًا للتنوير والثقافة ونشر الوعى والفنون لأهالى المحلة وتوابعها، ومحافظة الغربية.
وشهد المسرح إقامة العديد من الحفلات أثناء الثورة وبعدها، وكان منارة يستقبل المئات من أبناء المدينة، وظل يمارس دوره كقوة ناعمة لإحياء التراث الفنى المصرى إلى أن امتلأ بالبوم والفئران ونسج العنكبوت خيوطه، بعد أن تجاهله المسئولون لفترة طويلة أستمرت أكثر من 27 عامًا، وقف فيها شاهدًا على ما تعرض له من تجاهل ونسيان من المسئولين سواء وزارة الثقافة أو الإعلام أو المحافظة، وفقد قيمته.
إلا أن بجهود المخلصين من أبناء المدينة وبعض رجال الأعمال من الشباب الذين اقتنعوا بفكرة عودة المسرح لممارسة دوره الريادى كأحد عناصر القوة الناعمة التى تواجه الفكر المتطرف والإرهاب، ليكون منبرًا تمارس عليه الأنشطة الفنية والغنائية والمسرحية والمسابقات الفنية بين طلاب المدارس والجامعات والفرق الموسيقية وفرق الإنشاد وعرض المسرحيات والحفلات الغنائية واستخدامه كقاعة مؤتمرات لاستقبال كبار الزوار للمدينة والمحافظة.
وتمكن عدد من رجال الأعمال الشباب بمدينة المحلة، بتجميع الشباب حول فكرة عودة المسرح مرة أخرى للحياة حتى يكون منبرًا للثقافة، وبدأوا فى رحلة عودة الحياة للمسرح المهجور، حيث قاموا بتجديد دورات المياه وغرف الممثلين وصالة كبار الزوار وخشبة المسرح والجدران والسقف وتجهيز الإضاءة والصوتيات، بعد أن قامت إحدى الجمعيات بالاستيلاء على المكان بالكامل بأجر رمزى جنيه سنويًا لمدة 99 عامًا، وأجرت الجمعية المكان بالكامل لمحلات وصالات أفراح ومحلات عصير مقابل مبالغ مالية أدت إلى تشويه صورة المكان بالكامل، وبرغم قيام محافظ الغربية الأسبق اللواء محمد نعيم، بطردهم إلا أن بعض المسئولين ضعاف النفوس وقفوا حائلاً دون عودة المسرح لممارسة نشاطه.
وعادت الفكرة من جديد تراود أحد القيادات الأمنية، والذى عرض الفكرة على رجال الأعمال من الشباب الذين وقفوا على قلب رجل واحد لاستعاده المسرح لمكانته، وقاموا بتجهيزه على مدار عام كامل، ليصبح منارة فنية عملاقة أعادت إلى الأذهان عبق الزمن الجميل.
يقول محمد الجندى - أحد المتبرعين بتجديد المسرح - إن عودة المسرح للحياة كانت فكرة تراودنا منذ الصغر، وعقدنا اجتماعات عديدة للبدء فى إعادة تطوير المسرح، حيث جرى البدء بالنظافة العامة ونقل المخلفات واستعادة غرف الخدمات، واستطعنا الحصول على جميع المرافق كاملة، وقمنا بمرحلة التأسيس للكهرباء والصرف الصحى والدهانات والنجارة والديكورات للمسرح والممرات والواجهة.
وأضاف أنه جرى تجديد أعمال الرخام وخشبة المسرح ولصق السيراميك، إلى جانب تركيب ستائر المسرح وفرش غرفة vip وتركيب المكيفات، إلى جانب إنشاء مسجد وبوفيه ومكتب خاص.
وأشار، أننا كمجموعة من الشباب وهم ناجى بخيت، هانى البلقينى، شريف العربى، محمد طهوية، صلاح السجاعى، خالد كشك، محمد البوسطى، خالد عبد الرشيد، تامر خليل، أشرف عبد الرؤوف، يتقدمنا محمود شحاتة قمنا بتجهيز المسرح بالكامل وتجديده بالكامل بتكلفة 5 ملايين جنيه، وهى مشاركة مجتمعية لخدمة أبناء مدينة المحلة دون أى مقابل مساهمة منا فى عودة الحياة والحركة الثقافية لمدينة المحلة.
أما هانى البلقينى، قال إننا لا نبغى أى دعاية أو تسليط الضوء علينا ولكن ما نقوم به هو عن اقتناع لعودة الحياة الثقافية لمدينة المحلة، وتنشيط دور المشاركة المجتمعية لأبناء المدينة فى العودة لتطوير المنشآت والشوارع والميادين، إلى جانب المشروعات التى تقوم بها الدولة، لتكون بداية لقيام العديد من أبناء المدينة بالمشاركة فى الأعمال التى تشهدها المدينة خلال الفترة الحالية.
ويضيف شريف العربى أحد المساهمين فى تطوير المسرح، بأنه تم تجهيز المسرح على أعلى مستوى وفرشه بالموكيت وتركيب شاشة عملاقة على واجهة المسرح وتطويره من الداخل والخارج بصورة تليق بمسرح عملاق من خمسينيات القرن الماضى، والذى يعتبر منارة تنوير لمواجهة الإرهاب والتطرف ونشر الوعى الثقافى وإقامة الحفلات والمؤتمرات.
أما صلاح السجاعى، فأشار إلى أن هذه المرحلة هى مرحلة النهوض بالوطن، وإنشاء مثل هذا المسرح وعودته لممارسة دوره هو أكبر ضربة للجماعات الإرهابية التى تستغل النشء والشباب فى إقناعهم بأفكارهم الهدامة، وكان لابد من مواجهة هذا الفكر بالفكر البناء الهادف.
وأوضح أن المسرح تحول إلى منارة ثقافية وسيتم افتتاحه قريبًا، مشيرًا إلى أن صور الزعماء جمال عبد الناصر والسادات وسعد زغلول ومصطفى كامل والرئيس عبد الفتاح السيسى ونجوم الفن والغناء فى فترة الزمن الجميل تزين المسرح ومداخله وطرقاته، ونحن نستهدف عودة تراثنا الحضارى الذى اندثر لسنوات.
مسرح 23 يوليو (11)
مسرح 23 يوليو (12)
مسرح 23 يوليو (13)
مسرح 23 يوليو (14)
مسرح 23 يوليو (15)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة