- أنقرة تدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا ومصر
- النظام التركى ينظر إلى سوريا بأنها ولاية عثمانية
- للجيش السوري مهمة الدفاع عن السيادة السورية ونحن جزء من مؤسسة الجيش الوطنى
- لن نسمح أن تكون أراضينا نزهة للعثمانية الجديدة وحان وقت رحيل الطاغية أردوغان
وصف عضو مجلس رئاسة مجلس سوريا الديمقراطية سيهانوك ديبو قرار الإدارة الأمريكية بالانسحاب الجزئى من رأس العين وتل أبيض بالمتسرع وغير المسؤول، مشيرا إلى أن القرار أكبر نصر لتنظيم داعش الإرهابى.
وأكد سيهانوك ديبو فى حوار لـ"اليوم السابع" أن التحركات التركية لاحتلال الشمال السورى بالخطوة الأولى فى مخطط إحياء العثمانية الجديدة، مشيرا إلى أن النظام التركى ينظر إلى سوريا باعتبارها ولاية عثمانية.
وفيما يلى نص الحوار..
- ما رأيك فى قرار الإدارة الأمريكية بسحب قواتها من مدن الشمال السورى ؟
بتقديرنا فإن قرار واشنطن الانسحاب الجزئى من رأس العين وتل أبيض متسرع وغير مسؤول ولا يتماشى مع الشراكة الاستراتيجية المعلنة بين واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية فى إنهاء كلى لتنظيم داعش.
هذه الفرصة تعتبر أكبر نصر لتنظيم داعش فأفضل فرصة يمكن الحصول عليها ويعيد ترتيب ذاته بكل قوة، وخاصة أن أنقرة وداعش يصبحان على تماس مباشر، الأولى تستخدم الثانية والأخيرة تستمد قوتها من الأولى كأكبر داعم للتنظيمات الإرهابية.
هذه الخطوة ستعقد الأزمة السورية وتعيدها إلى المربع الأول، حتى الجهود الدولية في تشكيل ما يسمى باللجنة الدستورية باتت مجرد حبر على ورق، هذه الخطوة ستفتح باب جهنم على نحو خمسة ملايين سورى ينعمون بأمن واستقرار في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
- بماذا تصف ما تقوم به أنقرة تجاه مدن الشمال السورى؟
الخطوة الأولى في مخطط إحياء العثمانية الجديدة ولن تسلم عاصمة عربية واحدة لو سقط خط المجابهة الأولى أى الإدارة الذاتية فى شمال سوريا.
أنقرة تحتل بقدر مساحة لبنان في سوريا وعينها على طرابلس الغرب والقاهرة وعموم الخليج، وقادة العدالة والتنمية يتحدثون عن ذلك علناً.
الحيرة الكاملة في هذا الموضوع بأن أحداً لا يحرك ساكناً حتى أوربا لن تسلم لو احتل أردوغان شمال سوريا، فلقد عرض خريطته أمام الجمعية العامة وطلب منهم الدعم في ذلك، والغريب البعض من أمثاله صفقوا له بدل من إدانته ووقفه.
- هل تركيا تسعى لمحاربة الارهابيين فعلا ام محاربة الأكراد ؟
لدى الأسرة الدولية آلاف التقارير والثبوتيات التي تؤكد دعم أنقرة للتنظيمات الإرهابية ليس فقط في سوريا إنما فى ليبيا ومصر، ولأنقرة مخططات مارقة أحد أهم أهدافها إبادة الكرد شعباً وقضية.
وما هي خطورة الهجوم على المنطقة التي تسيطر عليها سوريا الديمقراطية والمحتجز بها آلاف الدواعش ؟
سيقوض الهجوم التركى الجهود التي تبذلها قوات سوريا الديمقراطية في احتجاز الدواعش، وهؤلاء سينضمون بشكل أوتوماتيكي إلى أنقرة وقد حدث ذلك في جرابلس في أغسطس العام 2016، من حيث استغرق احتلال تركيا لمدينة جرابلس أقل من ساعتين، فالذي حدث اقتصر على تغيير الملابس وربما جز اللحى.
المحتجزون من الدواعش وعوائلهم يقدر عددهم ب70 ألف، وهؤلاء قنابل موقوتة ننتظر تأسيس محكمة إرهاب دولية في شرقي الفرات لكن الدواعش ينتظر مخلصهم السلطان العثماني.
- ماذا تريد أنقرة من سوريا ؟ ولماذا تنتهك سيادة دول الجوار؟
ما تزال أنقرة تنظر إلى سوريا بأنها ولاية عثمانية فلقد انتهكت كل حرف في العهود الدولية المتعلقة بسيادة الدول، قبل الأزمة وجدت بعض من تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا ينفذون أجنداتها المدمرة.
- هل يمكن أن تتحالف سوريا الديمقراطية مع الجيش السوري ؟
من الطبيعي أن يكون للجيش السوري مهمة الدفاع عن السيادة السورية وما تزال قوات سوريا الديمقراطية تنظر إلى نفسها بأنها جزء أساسي تابع لمؤسسة الجيش الوطنى السوري بعد حل الأزمة.
لدينا خلافات لا ننكر ذلك، وتباين في وجهات حل الأزمة السورية كما لبينا دعوة دمشق إلى حوار جدى أكثر من مرة؛ لكن السلطة في دمشق تحكم الباب الموصد وتصر على إعادة انتاج ذات النظام شديد المركزية؛ بدلاً من تحقيق أوسع مشاركة السلطات لبنات وأبناء سوريا.
بالرغم من ذلك لا نجد بأن ما يعيق العمل المشترك في موضوع السيادة الوطنية التي هي أرفع من الجميع ومن المفترض أن تكون كذلك.
- وما هي رسالتكم للمنظمات الدولية وخاصة جامعة الدول العربية ؟
ندعو هذه المنظمات لأن تخرج من صمتها غير المبرر حيال ما يحدث في هذا الجزء المهم من سوريا وأن تكثف من جهودها الدبلوماسية وأن تعرض الثبوتيات التي بحوزتها لإدانة هتلر العصر.
العثمانية الجديدة لا تختلف قيد أنملة عن النازية، وندعو هذه المنظمات للنظر إلى الأزمة السورية بعينها وأقصد هنا الجامعة العربية، ومجلس سوريا الديمقراطية يجب أن يكون بمشارك في العملية السياسية السورية.
- لماذا يعادي أردوغان الأكراد فى المنطقة ؟
للرأي الرسمي التركي صورة ثابتة حتى اللحظة مفادها بأنهم سيحاربون الكرد لو ملكوا خيمة في أفريقيا.
حل القضية الكردية مرتبط بحل القضية الديمقراطية واستتباب الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط برمته وأنقرة حريصة على عدم الاستقرار وتتاجر بعموم القضايا في مقدمتها القضية الفلسطينية.
- وماذا تطلبون من الدول العربية في ظل الهجمة الشرسة من نظام أردوغان ؟
أنْ تغلِّب مصالحها ستجد بأن الهجوم سيكون بتداعيات كبيرة على جميع العواصم العربية، وأن تنطلق من عمق الشراكة التاريخية ما بين العرب والكرد وأن تنصف صلاح الدين الأيوبي.
- هل ترى أن الأكراد أخطأوا بالتحالف مع واشنطن ؟
هل من الممكن أن تذكروا لنا أي دولة في العالم لا تربطها العلاقة والتنسيق مع واشنطن؟ كنا وداعش وجه لوجه ولم نخطط لهذا التحالف ولم نكن الطرف في استجلابه، لكن لم نجد سوى واشنطن ولم تجد واشنطن سوانا للتصدي لخطر التنظيمات الإرهابية.
أنجزنا سوياً الكثير ولكن المهمة لم تنتهي وفي ذروة حربنا ضد داعش توجهنا إلى أغلب العواصم العربية والعالمية والقاهرة كانت الأولى.
نجد أنفسنا متحالفين مع كل بلد يعاني من خطر تهديد التنظيمات الإرهابية، فنحن موجودين قبل التحالف والتحالف الدولي العربي بقيادة أمريكا ضد الإرهاب، وحققنا مكاسب سوياً لكننا نبقى ما بعد خروج جميع المتدخلين في الساحة السورية؛ فنحن جزء مهم من شعب سوريا ولدينا مشروع يعتبر الأفضل في حل الأزمة السورية.
- وما هي طبيعة العلاقات مع المكونات العربية في شمال سوريا وهل يمكن أن تتحالفوا معهم ضد أنقرة ؟
علاقات متقدمة اختلطت دمائنا ونحن ندافع عن قيمنا وأرضنا وكرامتنا، نحن متحالفين بالأساس ونعيش سوياً لمئات السنين ومن المؤكد بأننا سنكمل سوياً ولن نسمح أن تكون أراضينا نزهة للعثمانية الجديدة.
- ترامب يقول انكم تحصلتم على دعم كبير جدا مقابل التحالف مع واشنطن لقتال داعش .. بماذا تردون ؟
هذه النتيجة التي يفاخر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أنهى داعش، ما كانت تحصل لولا بطولة وشجاعة قوات سوريا الديمقراطية (العرب والكرد والسريان الآشوريين)؛ وقد اعترف بذلك أكثر من مرة وقد رحبنا وقدرنا موقفه.
قدمنا نحو 35 ألف شهيد وجريح فهل نقاتل داعش التي أسقطت الموصل في بضع ساعات وتلق الدعم من أنقرة بالحجارة والعصي؟ من الطبيعي أن يكون هناك دعم. وإلا كيف تم القضاء على داعش جغرافياً وميدانياً؟ كما أرجو أن لا ينسى الرئيس ترامب بأن واشنطن أنفقت نصف مليار دولار على جماعات مسلحة كانت محسوبة على الجيش السورى الحر ولكن سلمت نفسها وسلاحها إلى جبهة النصرة في أول اختبار لها وقد حدث ذلك في عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما نهاية العام 2014.
- لماذا تخلت عنكم الإدارة الأمريكية فى هذا التوقيت ؟
لا أعتقد بأن هذا التوصيف صحيح ولا نعتقد بأن هذه هي النهاية فالمسألة طويلة وتحتمل انعطافات متعددة.
- هل سوريا فى طريق إلى التقسيم ؟
لن نكون طرفاً في ذلك.
-وما هي رسالتكم إلى تركيا ونظامها الحاكم ؟
رسالتنا إلى الشعوب في تركيا التي تجمعنا عمقاً تاريخياً وتحديدا الكرد والأتراك والعرب وطوائف متعددة تؤلف مجملها شعب تركيا بأنه حان وقت رحيل الطاغية أردوغان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة